"لا!"
صرختُ بصوت عالي عمداً لتجنب المخاوف المُحيطة بي .
رغم أنني كنتُ أصرخ ، حاولت تغطية أذني لأنني كنتُ أسمع الهلاوس من حولي .
ومع ذلك ، فإن الصبي لم يعطي مثل هذه الفجوة .
"لا؟ إن لم يكن كذلكَ ، كيف تُبررين لون عينكِ الذهبية ؟"
"لا أعرف ، أنا ..."
كان هناكَ تخيلات لا ينبغي رؤيتها خلف الصبي .
لمسني جميع الأطفال في الميتم و شتموني .
إنه أمر مخيف .. لكن إن تظاهرتُ أنني بخير لن يتم النظر إلىَّ بإستخفاف .
أشياء لا أريد أن أراها أو أسمعها تحيط بي .
"لقد سألتكِ إن كنتِ إبنة الدوق ، لديكِ عيون ذهبية لا أملكها !"
رفع الصبي صوته مرة أخرى ، ولقد بدى أنه كان مُحبطاً من مظهري .
لم أستطع تمالكَ نفسي وصرخت وأنا أغطي أذني .
"أنا أكرهها . أكره اللون الذهبي ! إن إستطعت فقط خذها بعيداً !"
لا أعرف حتى كيف صرخت بصوت عال .
سمعتُ الكلمات التي قيلت أمامي بصوت همهمة ، ربما كان ذلكَ لأنني كنتُ أغطي أذني .
لا أريد أن أسمع .
اياً كانت الكلمات التي قيلت سواء كانت كبيرة أو صغيرة لقد كانت تقوم بتعذيبي بشدة .
كما لو أن هناكَ حصان كان يركض ويحاول قتلي ، لقد كنتُ خائفة جداً ولم أستطع التعافي .
سمعتُ صوتاً مألوفاً في اللحظة التي كان فيها الأمل الذي يلفني على وشكِ التحول إلى ظلام .
"دافني!"
"....!"
عندما رفعت رأسي رأيتُ أن أكسيليوس يركض نحوي بتعبير متفاجئ .
لقد قابلته فقط مرتين ، لكن قد بدى ليه أنه قادر على حمايتي من الصبي الذي كان أمامي ، لذلكَ مددت له ذراعي .
"آه ."
"أوبس!"
جاء أكسيليوس بسرعة أمامي ورفعني .
لقد كان يهدئني و لقد كان يعتقد أنني بحاجة إلى الراحة ، وضعتُ رأسي على كتفه وشعرت بالراحة من يده التي على ظهري .
يبدو أن ملابس أكسيليوس كانت رطبة قليلاً ، لم يكن الأمر جيداً لدرجة أنني قد قلقتُ بشأنه .
"لقد قلقتُ جداً . لا بأس . لا تبكي . هاه؟"
اليد التي تلمس ظهري تبدو هادئة ، لكن هل هذا لأنني كنتُ غارقة في السلام لفترة طويلة ؟
تدفق الخوف و الدموع كانت تتسرب شيئاً فـشيئاً .
"أچاشي؟"