عشق الشياطين

856 15 1
                                    

عادَ الجميع من المشفى عدا لوكاس، تركوه لكي يُصفي خلافه مع زوجته ويعود بها للمنزل ولا يعلمون إلى أي هوةٍ ألقى بها نفسه!

ترجلت فيوليت لأعلى باحثة عن طمأنينة جسدها الذي يشتاق للراحة، لمحت هديته الموضوعة على الفراش بجانب وسادتها

كانت ستخلف بوعدها معه وتفتحها دون إذنه لكنها تعرف جيدًا أنه سيُدرك أنها فتحتها وحينها يمكن أن يقتلها دون أن يرمش حتى!

تأففت وهي ترمق العلبة بنظرات حانقة وتوقفت عندها قليلاً ثم أخذتها وخبأتها في الخزانة حتى لا تُفكر بها مرة أخرى وتطمس صفحتها حتى يأذن بفتحها

أخذت ملابسها ودخلت للمرحاض تُزيل عناء كل شيء عن جسدها لتخرج بعد قليل مجففة شعرها

وقفت أمام طاولة الزينة و وضعت مرطب شفاه وصففت شعرها بعدما جففته بمجفف الشعر، ثم توجهت للفراش وقبل أن تفعل كانت تُخرج الهدية من مخبأها وتنظر لها بلهفة مشوبة بالضيق

-لم تقدر على إكمال اليوم دون تسميم بدني بكلامك!

ابتسمت وتلك المرة ابتسامتها باهتة لا روحَ فيها، سعادتها كانت خيال لكن حزنها ما نُقش في قلبها

تريد أن تعيش دون خوفٍ أو قيود، أن تتحرك بحرية كفراشة تم إطلاق سراحها في بُستان من الورد مستمتعة بما تبقى لها من مراهقة لأنها تشعر في فترتها الأخيرة أنها كبرت بطريقة عجيبة!

دقات متتالية تعرفها ثم برمة قوية للمقبض، اشتمت رائحته لتتنهد قبل أن تلتفت وتلتقي بعينيه في لقاء طويل مليء بالعتاب اختصرته هي في النبذ ببصرها بعيدًا عن عينه

وهذا ما كانت تُجيده، أن تتحاشاه وتتفادى النظر إلى وجهه بدلاً من أن تواجه، تعرف قدراتها أنها ليست بقادرة على مواجهة الشيطان!!

تخطاها ليجلس على اريكتها دون حديث، عيناه معلقتان على هديته القابعة في يدها وملامح وجهه متحفزة بفضول ينضح من رُماديتيه

ماذا كانت يتفعل بالهدية؟؟

والإجابة كانت جُملة ساخرة منها عندما لمحت تحديقه للعلبة

-كنت سأحنث بوعدي لك وأفتحها لكن لا تقلق أمتلك قليلاً من الصبر

لا تُصدق عينيها، لقد ارتاحت ملامحه حين أخبرته هذا، يبدو أن للهدية تأثيرًا عليه أكثر منها

-نعم أراكِ تفعلين وأنتِ تنظرين إليها بهذا الشغف

حسنًا لو كانت لم ترَ نظرته الأولى لبكت داخلها، لكنها تعرف أنه يستفزها بالحديث فقط، لذا تنهدت وهي تقترب وتجلس بجانبه على حافة الأريكة بينما تمد له الهدية

-هيّا

-هيّا ماذا؟

قطب حاجبيه لتضع الهدية بيده قائلة بابتسامة

منطقة الحب محظورة  " كاملة"Where stories live. Discover now