اللطيف والصغير // مكتملة✔

1

في ليلة غائمة أجلس على أحد الكراسي أنظر للسماء حيث الغيوم رمادية والجو بارد

بقيت انظر إليها حتى شعرت ببكائها فكانت تذرف الكثير من قطرات الماء على وجهي وعلى الأرض

مسكت مظلتي وفتحتها وبقيت امشي وأنظر للأسفل لكن ما أوقفني عن المشي هو فتى صغير

يقف أمامي وينظر لي بعينين لامعه بسبب كرستالات الدموع فنزلت لمستواه

سألته: ماذا تريد ايها الصغير هل أضعت طريقك
أجابني: لا لكني جائع

أمسكت بيده وأخذته لأقرب مكان لأشتري له الطعام وهو عبارة عن خبز وبعض الفاكهة

قلت: والأن عد لمنزلك حسنا كي لا تمرض
الفتى الصغير: ليس لدي

صدمت مما قاله لكني حاولت معه فلابد بأنه هرب لا أكثر ولا يريد العودة: لكن عليك العودة ماذا لو قلق والداك

الفتى الصغير: سأعود لكن بشرط ان تأتي معي
تنهدت ووافقت على شرطه

بعد ان مشينا مسافة طويلة كون منزله بعيد وصلنا أخيرا لكنه وقف أمام سور المنزل ورفض الدخول

استغربت لماذا وسألته: لما لا تدخل هيا
ادمعت عينيه وحاول كتم شهقاته لكنه لم يستطع

فسألته لما يبكي: لما ألا تريد الذهاب لوالديك ماذا لو كانا قلقين عليك

الفتى الصغير: والدي ليسا هنا وانا أعيش مع جدتي لكنها توفيت البارحة وبقيت وحدي

بعد ان انتهى من كلامه بدأ بالبكاء والأمطار تزداد سقوطا فحملته وأخذته لمنزلي وجعلته يتناول الطعام ثم خلد للنوم

لا بد بأن والداه ميتان او تخلا عنه لكن لما واين هما ان لم يكونا ميتان أرجو ان يكون الصغير بخير وأستطيع التعامل معه

الفتى الصغير

استيقظت في الصباح بتعب ونظرت حولي فعلقت عيني عليه وهو نائم بجانبي فتذكرت ما حدث البارحة

ابتسمت وأدمعت عيني فمسحتها ونزلت للأسفل غسلت وجهي وشربت الماء كون حلقي كان جاف

بعد ان انهيت الكأس وضعته على الطاولة وبقيت انظر إليه وأفكر بما فعلت

استيقظت فسمعت صوت في المطبخ
ذهبت لأرى ماذا يفعل وصدمت مما رأيت هل حقا فعل ذلك بنفسه دون مساعدة