مشت ريماس داخل أروقة المستشفى برداءها الأبيض الذي تفتخر به تهدي إبتسامتها المشرقة لكل شخص مر بجانبها
توقفت أمام أحد الأبواب لتأخذ نفسا عميقا ثم تزفره تطرق بخفة على الباب
أتاها صوت أنثوي صارم يأذن لها بالدخول لتفتح الباب بهدوء وتدلف للداخل
كان المكتب واسعا وكلاسيكيا يعود لأحد الأطباء القدماء في المستشفى
نظرت ريماس لأستاذتها السيدة كريمة والتي كانت من أمهر الطبيبات هنا إختصاصها نفس إختصاص ريماس
الطب النفسي وقد كانت ريماس متدربة عندها في البداية وقد تعلمت منها الكثير
إبتسمت السيدة كريمة في وجه تلميذتها المجتهدة ترحب بها بإبتسامة بشوشة نادرا ما تظهرها فهي بطبيعتها صارمة في عملها
"أهلا أهلا بطبيبتنا المجتهدة"،ردت ريماس الإبتسامة لها تقترب من المكتب لتجلس على الكرسي الجانبي قائلة
"مرحباً أستاذتي هل لديك القليل من الوقت؟ "
تساءلت ببعض القلق لتعقد السيدة كريمة حاجبيها بإستغراب من قلق تلميذتها وتوترها الظاهر من ملامحها وردات فعلها
"بالطبع عزيزتي كلي آذان صاغية لك"
لكنها وكالعادة تحدثت بصبر تنتظر منها أن تفاتحها بالموضوع الذي يقلقها لهذه الدرجة
إبتلعت ريماس ريقها فالحديث بهذا الموضوع ليس بالسهل عليها أبداً
"في الحقيقة أحتاج مساعدتك بموضوع مهم جدا بالنسبة لي، أريد منك أن تعالجي شقيقتي"
إزدادت عقدة حاجبيها مما سمعته لتسألها مستفسرة
"شقيقتك!! لماذا مابها؟ "،رطبت ريماس شفتيها الجافتين ثم قالت
"في الحقيقة ألماس تكون توأمتي وقد كانت مختفية لثلاث سنوات، وبالأخير إكتشفنا بأنها كانت مختطفة وقد عاشت ألما كبيراً وهي بحاجة للعلاج كي تستطيع إكمال حياتها"
أومأت السيدة بتفهم تشبك كلتا يديها مع بعض
"بالطبع سأكون سعيدة بالتعرف على شقيقتك والدردشة معها يومين في الأسبوع"
زفرت ريماس براحة وإبتسمت بشكر لأستاذتها
"في الحقيقة ألماس كتومة بعض الشيئ وعنيدة جداً، من الصعب أن تفتح قلبها للغرباء"
وضحت لها بعض صفات توأمتها لتريح السيدة كريمة ظهرها على الكرسي قائلة بإبتسامة هادئة
" لا عليك ريماس، هذه لن تكون الحالة الوحيدة التي سأصادفها فهناك الكثير مثل شقيقتك لكن في النهاية إستطعت التواصل معهم لذلك لا داعي لقلقك سأكون صبورة جدا معها "،هدأتها وطمئنتها من تخوفها الشديد لتزفر ريماس براحة تشعر بالثقة الشديدة ناحية أستاذتها ومتأكدة بأنها ستساعد ألماس كثيراً.
______________________________________________
____داخل غرفة الإجتماعات بشركة أسد كان جالس في مقدمة الطاولة يستمع بإهتمام وتركيز لإقتراح أحد المدراء
"مثلما تعودنا كل سنة على القيام بالمسابقة حول المتخرجين حديثاً سنقوم بها هذه السنة أيضا لكن أقترح عليك ياسيدي أن نقوم ببعض التغيير بها كنوع من التجديد، مارأيك سيد أسد؟ "
حك أسد ذقنه بتفكير بإقتراحه ثم إستقام في وقفته يغلق رز سترته متحدثا بحزم بصوته الرجولي القوي
"موافق على إقتراحك لذلك أطلب منكم التفكير بنوع التجديد وغداً صباحا أنتظر الفكرة، إنتهى الإجتماع"
ألقى كلامه عليهم متأملا ردة فعله على كلامه ولم يجد الرفض أبداً
إنما إرتسم الحماس على ملامحهم وهذا جعل إحساس الفخر يتغلغل بداخله
فشركته كانت الأولى بسبب العاملين عنده فكلهم مخلصين لعملهم ويقومون به بكل تفاني ونشاط
أومأ بخفة لهم ثم غادر قاعة الإجتماعات متجها لمكتبه الخاص
في طريقه للمكتب رن هاتفه ليخرجه من جيب سترته متأملا الإسم الذي يتوسط الشاشة
|فهد|
إبتسم بخفة يستقبل المقابلة بينما يدلف لمكتبه ويغلق الباب خلفه بهدوء
"أوووه أراك تشتاق لي جدا فمكالماتك لا تتوقف"،تحدث أسد ساخرا منه ليأتيه صوت فهد الرجولي متحدثا ببحة مميزة
"الأعمال تأخذ وقتي بأكمله يا إبن العم "
همهم الآخر بتفهم يفتح اللابتوب خاصته مستعد لإكمال أعماله التي لا تتوقف
"جيد، متى ستأتي فالعمة من الآن تحضر لك جناحك"،قهقهة خفيفة خرجت من فهد قائلا بإشتياق لم يستطع إخفاءه
"حبيبة قلبي دائما حنونة، أخبرتها بأنني سأعود بعد أسبوعين لكنني سآتي قبل الموعد لمفاجئتها"
"فهد أنت لن تغادر مجدداً أليس كذلك؟ "
سأله أسد بجدية تامة ليزفر الآخر بقوة
"كلا لن أغادر مجددا، لقد غبت طويلا أسد وقد حان وقت العودة و الوقوف بجانب العائلة كما فعلت أنت طوال حياتك"
إبتسم أسد بهدوء دون الرد عليه وفجأة وبدون حسبان أتت صورتها في علقه
بعينيها البنية كحبات القهوة التي تناظره بشراسة وعناد دائما، غريب أمرها تحاول بناء حاجز قوي بينهما والتصرف بقوة أمامه لكنه لم يخفى عنه ذاك الألم و الخوف داخل عيناها
مهما حاولت التصرف أمامه بعدائية لكنها لم تستطع تخبئة خوفها الشديد وتوترها الكبير عندما تحادثه
ألماس حاولت دائما التصرف بقوة أمامه لكن أسد رأى الخوف و إكتشف ألم كبير بداخل عيناها الجميلتان
خرج من تفكيره العميق بنفس المرأة التي يحاول القدر جمعه بها بٱي طريقة على صوت إبن عمه ليكمل حديثه معه محاولا عدم التفكير بها مرة أخرى.
_______________________________________________
____
ف
YOU ARE READING
|ندوب إمرأة|
Romance| لا تتحدى صبر أنثى جابهت جبروت رجل ظالم | مقولة مؤثرة لإمرأة عظيمة و قوية كألماس الرافعي إمرأة تحدّت الصعاب و واجهت مشاكلها بعزيمة قوية أثبتت أن المرأة ليست كائنا ضعيفا ينهزم تحت قدمين أشباه الرجال، فالمرأة كائن قوي يستطيع تحقيق أحلامه مهما كانت ص...
|الفصل الرابع عشر|
Start from the beginning