|الفصل الثالث و الأربعون|

4.5K 321 62
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
لنبدأ:

{أقسى ما يهز ثبات الإنسان أن يتمالك نفسه في الوقت الذي يريد فيه أن يصرخ، أن يكسر، أو حتى على الأقل أن يبكي...!}

همسات كاتب.

_______________________________________________________
____
|منزل المالك|

جلست السيدة سمر داخل مكتب إبنها تتأمله بينما يتفحص إحدى الملفات بملامح جدية و بتركيز شديد
" أدهم بني أمتأكدان من قراركما؟! "،سألته بإستغراب شديد حالما سمعت قراره هو و ريماس بخصوص حفلة الخطوبة
رفع أدهم رأسه من كومة الملفات يعطي إهتمامه لسؤال والدته
ضم كفيه مع بعض يرد عليها بصوت ثابت و رزين
" بدلًا من الحفلات الضخمة بالقاعات نفضل أن نقوم بأمسية لطيفة بين العائلة أفضل ،وريماس من إقترحت الفكرة "،أكّد عليها في جملته الأخيرة موضحا بأنه ليس سيد القرار بل ريماس
إبتسمت السيدة سمر برقة تومأ له بتفهم ثم سرعان ما عبست بضيق متمتمة
" يا ليت أرى زواج ألماس أيضاً "،تمتمتها كانت خافتة لكن قد وصلت لمسامع أدهم بسبب الهدوء داخل مكتبه
تنهد بعمق يريح ظهره على الكرسي الجلدي يلعب بالقلم بين أصابعه و تفكيره ذهب لإبنة خالته
ألماس فتاة كالألماسة بحق، رغم كل الصعوبات التي مرت بها في حياتها من وفاة والديها في سن صغيرة وصولاً لمعاناتها مع ذاك المسمى بحسام
لكنه يؤمن بأنها ستنال السعادة التي تستحقها ويوماً ما سيأتي الرجل الذي سيعوضها عن كل شيء
هو مقتنع بذلك، لهذا رد على والدته بإبتسامة مطمئنة
" لاداعي للقلق من أجل ألماس، فهي أيضا ستنال ما تستحقه عاجلاً أم آجلاً "
نظرت له والدته لوهلة متفاجئة بسماعه لتمتمتها لكن سرعان ماردت داعية من كل قلبها
" إن شاءالله يا بني فهي تستحق كل سعادة الكون "
حرك أدهم رأسه قليلا بإيماءة صغيرة ثم أرجع إنتباهه للملفات الموضوعة فوق مكتبه يرجع لعمله.
______________________________________________________
____

تقدم فهد بخطوات واثقة إتجاه إياد المستغرب وجود رجل لم يسبق له أن رآه لكن إبنة خاله تعرفه جيداً
مدّ فهد يده بنية مصافحة إياد معرفا عن نفسه
" مرحباً، أدعى فهد الجبالي وأنا صديق لأسيل و أردت الإطمئنان عليها"
ضيّق إياد عينيه على هيئة فهد الأنيقة ثم رمق إبنة خاله التي أومأت برأسها تؤكد كلام فهد
إلتفت إياد لفهد يصافح يده الممدودة ناحيته قائلا بلهجة رسمية
" مرحباً بك سيد فهد، أنا إياد إبن عمة أسيل "،إبتسم فهد بخفة يرمي بنظره ناحية أسيل المستلقية في سريرها بتعب ظاهر على ملامحها
" حمداً لله على سلامتك أسيل"،تحدث بصوت أجش بينما يفك المصافحة مع إياد لتبتسم بضعف ترد عليه بصوت مبحوح
" شكراً فهد، تفضل إجلس" نظر فهد لإياد كأنه يستأذن منه ليومأ له إياد بإبتسامة صغيرة وبداخله أُعجب بتصرف إياد وبأنه يحترم وجوده
في تلك اللحظة رن هاتف إياد ليخرجه من جيبه وماإن رأى هوية المتصل حتى تغيرت ملامحه المسترخية لأخرى جدية  ليلقي بنظرة خاطفة ناحية أسيل قائلا
" إعذروني قليلاً، سيد فهد لا تتعبها بالحديث رجاءاً
وأنتِ إرتاحي قليلا فبعد قليل سيأتي صديقي لأخذ إفادتك" ،قطبت أسيل حاجبيها بضيق ماإن إستمعت لكلمة " إفادة" فهذا يعني بأنها ستعيد سرد ماحدث معها في تلك الليلة المشؤومة
بخطوات سريعة خرج إياد من الغرفة تاركاً أسيل و فهد بمفردهما
تقدم فهد من الكرسي الموضوع بجانب السرير ليجلس عليه مثبتا عينيه الخضراء على أسيل بنظرات جعلتها تقلب عينيها بضجر معلقة بتململ
" لا تبدأ أنت الآخر رجاءاً، أعلم بأنني مخطئة ودليل ذلك ثقب عميق بخاصرتي " ،إستمر فهد برمقها بنفس النظرات لوقت طويل ثم نطق بكلمتين جعلتها ترفع حاجبيها تفاجئا
" أنتِ غبية "
رمشت بتتابع متفاجئة من شتمه لها لتنطق ببلاهة
" عفوا!! "،تنهد فهد بعمق يعض على شفته بخفة بغيض مما فعلته هذه المتهورة
" أجل غبية و بلهاء أيضاً، أتحبين الموت لهذه الدرجة فرؤيتك تستفزين القاتل على الهواء تؤكد ميولك الإنتحارية "،رد عليها بصراحة تامة جعلتها تكز على أسنانها بغيض من كلامه المستفز بنظرها
" وغد"،تمتمتها تحت أنفاسها ليرفع حاجبه المرسوم بمثالية مستفسرا بصوت بارد
" ماذا قلتِ "،وسعت عينيها بطريقة بريئة تحرك رأسها نفيا بكل وداعة ليضيق عينيه عليها بحركة وجدتها لطيفة للغاية
" أنتِ ميؤوس منك يا أسيل"،أنبت نفسها تحت أنفاسها ليتحدث فهد مغتاظا من همساتها التي لا تنتهي
" إرفعي صوتكِ قليلاً لأسمعك " ،أغمضت أسيل عينيها قائلة
" أصمت قليلاً فإياد أوصاك بعدم إتعابي"،أطلق فهد ضحكة متفاجئة من كلامها هذه المنافقة الصغيرة
ليلبي طلبها ويبقى صامتا مكتفياً بتأملها بنظرات لينة وحانية بعض الشيء.
________________________________________________________
_____

|ندوب إمرأة| Where stories live. Discover now