|الفصل الثلاثون|

5.7K 337 44
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
لنبدأ:

{طريق النجاح يبدأ من شخص يكسر قلبك ، وصديق يخيّب ظنك، وصاحب نفوذ يظلمك، حتى تيأس من الناس وتلجأ إلى الله وحده فيغنيك ❤️}.

________________________________________________________
____

داخل منزل الرافعي كانت ماتزال حرب الأعين قائمة بين أدهم و ريماس كل منهما يحاول إثبات وجهة نظره و البقاء على رأيه بإصرار شديد، يمتلكان عناد البغل بحق ولا يوجد كلمة تنازل أو إستسلام في قاموسهما
بالضغط عليها ظن أدهم أنها ستوافق لكنه مخطأ جدا فهو لم يعرف ريماس جيدا بعد
كانت جالسة بأريحية فوق الأريكة وملامحها هادئة عكس النار التي تضرم بقلبها، صبرها قليل ولم تعد قادرة على تحمل بروده أكثر من ذلك
لقد وعدت خالتها أنها ستجعله يعترف بإهتمامه ناحيتها لكنه لم يظهر أي إعجاب ولو صغير إتجاهها
كل مايعرفه هو الأوامر اللامتناهية
لذلك قررت كشف الأوراق على الطاولة فمثلما أخبرتكم صبرها قليل
نظرت له بعينيها العسلية التي تفقده صوابه وكتفت يديها تحت صدرها تسأله بشكل مباشر وبجدية تامة
" ماغايتك من الزواج مني يا أدهم والآن أريد إجابة واضحة، كفاك تهربا من الإجابة "
تمعن أدهم في ملامحها الجميلة الصارمة في هذه اللحظة ونبضات قلبه الخائنة لا تساعد البتة
يحاول التصرف بطبيعية معها وأن لايكشف نفسه بسرعة لكن الأمر بغاية الصعوبة أن تتصرف مع المرأة التي تعشقها كأنها إنسان عادي
رغم عنادها جنونها وغضبها لكنه يشعر بالحب الذي تكنه ناحيته وهذا يفقده صوابه
قبل سنوات طويلة من الآن عندما وقفت أمامه بهيئتها القصيرة اللطيفة وتلفظت بكلمة أحبك بمنتهى البراءة شعر بأنه أسعد رجل بالكون لكن الإدراك ضرب عقله في تلك اللحظة
ريماس كانت مجرد مراهقة وربما مشاعرها كانت مجرد إعجاب سيزول مع الوقت وهو إن قابل مشاعرها بالقبول ربما كانت ستمل منه بعد مرور السنين لذلك قرر الإستماع لعقله وفعل مافعل
علامات نفاذ الصبر كانت واضحة عليها وأدهم تساءل مع نفسه هل حان الوقت ليفتح قلبه هو الآخر كما فعلت هي قبل سنوات
لكننا نتحدث عن أدهم ذو الرأس اليابس و عناد البغل
لذلك تقدم في جلسته يسند مرفقيه فوق ركبتيه ينظر لها بعينيه السوداء الخطيرة تلك قائلا بهدوء شديد متفرسا ملامحها الجميلة
" كلامي عن أنني أريد الإستقرار و تكوين عائلة هو صحيح مئة بالمئة لكن هناك سبب قوي جدا على إختياري لكي أنتِ بالضّبط ..."
قطع حديثه مبتلعا ريقه ولأول مرة يشعر بهذا التوتر و الإرتباك
أما ريماس كانت بحالة لا يحسد عليها، نبضات قلبها صممت أذنيها من شدة خفقانه الشديد
هل أدهم سيشفي قلبها بما تريد سماعه بعد هذه السنوات الطويلة أو سيفقدها رشدها كالعادة ؟!
لتأتيها إجابته التي أفقدتها رشدها بالفعل فلن يكون إسمه أدهم إلا إن جعلها مجنونة في عز شبابها
" أنتِ مجنونة وأنا عنيد و بالطبع سنتوافق ونحظى بحياة زوجية صاخبة و مثيرة للإهتمام "
ولو كانت النظرات تقتل لأصبح أدهم جثة هامدة من النظرات القاتلة التي ترسلها ريماس إتجاهه
" مجنونـة وعنيد قلت لي؟! "،نبستها بنبرة هادئة للغاية محاولة ضبط إنفعالاتها
أهداها أدهم إبتسامة مستفزة يومأ لها ببساطة وقد طفح معها الكيل بحركته الأخيرة
نظرت يمينا يسارا علها تلمح شيئا تضربه به كي تريه بأنها حقا مجنونة وعندما لم تجد شيئا نهضت من مكانها تتقدم منه بخطوات عنيفة تصرخ بغضب في وجهه
" أيها اللعين لقد أفقدتني صوابي"،صرخت بغضب تنقض عليها بالضربات العشوائية فوق صدره الصلب ليستقيم أدهم سريعا ليظهر فرق الطول بينهما
إنفجر أدهم ضاحكا من كل قلبه يحاول تفادي لكلماتها القوية تلك فقد كانت كالمهرة الجامحة
إغتاظت من ضحكاته الصاخبة تلك ترفع رأسها لتجده منخرط في الضحك وكم بدى جذابا في هذه اللحظة
إنشرحت ملامحه الوسيمة وبدى حقاً شاباً يافعاً بعيداً عن ملامحه العبوسة بأغلب الأوقات
خفت ضرباتها له تتأمله بنظرات ساخطة عكس مشاعرها الحقيقية التي تخفيها بعناية في قلبها
أنزل رأسه يرمقها بعينان تشع تسلية متساءلا بمزاح تراه لأول مرة
" إذن هل هدأتي قليلاً يا عسلية أم لا ؟!"،زمت شفتيها بغيض شديد منه لتضربه بكفها بعنف على صدره تشتمه ببذاءة لتتوسع عيناها منصدما منها لكن سرعان ما تحولت صدمته لغضب ناري وبدون تردد إقترب منها يمد أصابعه و قرص شفتيها بعنف لتصرخ بألم تنظر له بعسليتيها المتفاجئة من حركته
" إياك والشتم مرة أخرى ريماس "،أمرها بصرامة محذرا إياها بشدة لتتلمس شفتيها بحذر فاللعين قرصها بعنف
" لعين "،تمتمتها تحت أنفاسها ليصيح بإسمها محذراً
" ريماس "،صاح بغضب شديد لتخرج لسانها بطفولية مبتعدة عنه بحركات متعجلة مضحكة متجاهلة نداءاته لها
حرك رأسه بيأس من هذه المجنونة التي إبتلى بها لكن سرعان ما إبتسم بجانبية هامسا تحت أنفاسه
" وما أجملها من مجنونـة ".
_________________________________________________________
____
جالسة بجانب قبر والديها وعينيها ذات لون القهوة شاردة في الفراغ، لم تبكي كعادتها بل بقيت هادئة وصامتة بطريقة مريبة، يداها تمسح فوق التراب كأنها تتلمس ملامح والديها

|ندوب إمرأة| Where stories live. Discover now