|الفصل الرابع عشر|

Start from the beginning
                                    

ذاك المبنى الضخم حيث يوجد مكتب المحاماة الخاص بشهد، كانت جالسة داخل مكتبها تقرأ ملف قضية ألماس بتمعن وكل فينة و الأخرى تزفر بخفة، في ذلك اليوم التي أتت به ألماس لمكتبها قد سردت لها كل ماحدث معها طوال الثلاث سنوات الماضية
وكلما قرأت هذه السطور تشعر بضيق كبير بداخلها وقلبها يعتصر ألما
"اللعنة عليه"،لعنته مراراً وتكراراً ولم يشفى غليلها بعد، أمثاله يجب أن يعاقبوا بالرجم بالحجارة أو الإعدام بوسط الساحات كي يكونوا عبرة للرجال كي لا يتجرؤوا على إيذاء النساء مرة أخرى
صوت طرق خفيف على باب مكتبها أخرجها من أفكارها الإجرامية بحق حسام
"أدخلي"،أذنت لسكرتريتها بالدخول لتدخل رنا بثيابها العملية المحتشمة
"آنستي هناك رجل بالخارج يريد رؤيتك بشكل عاجل"،عقدت شهد حاجبيها تسألها بتعجب
"رجل!! هل لديه موعد مسبق؟ "
نفت رنا برأسها ترد عليها بهدوء
"كلا آنستي لكنه أخبرني بإسمه يدعى آسر الرافعي  يريد التحدث معك بخصوص قضية شقيقته "
تفاجئت شهد من قدوم أخ ألماس لرؤيتها لكن ماإن جلبت سيرة القضية حتى غلبها الفضول لمعرفة مايريد قوله
"حسناً أدخليه رنا"،أومأت لها ثم خرجت تنفذ أوامرها
وقفت شهد من مقعدها وتقدمت قليلا كي تستقبله ،زفرت بهدوء وعيناها الرمادية مثبتة على الباب تنتظر دخوله
لحظات قصيرة حتى دخل عليها رجل بقامة طويلة وملابس مهندمة بغاية الأناقة
ملامح وسيمة ببشرة حنطية مع عينان خضراء فاتنة، أنف حاد وشفتين قاسيتين وتلك اللحية الخفيفة التي زادته وسامة
تقدم ناحيتها بخطوات واثقة لتشعر شهد بإحساس غريب تملكها في هذه اللحظة تحديدا ماإن سقطت عيناها عليه
"آنسة شهد أليس كذلك؟ "،بصوت رجولي عميق سألها لتومأ له بخفة ترد عليه بصوتها الأنثوي العذب لكن بثقة تامة وكبرياء أنثى يليق بها تصافح كفه الممدودة ناحيتها
"أجل وحضرتك تكون آسر أخ ألماس"
في اللّحظة التي تلامست يديهما معا نبض قلب كل منهما بقوة مولدا إحساسا جديداً لديهما
أفلت آسر كف شهد متنحنحا بخفة لترطب الأخرى شفتيها بإرتباك تشير بيدها للكرسي الموضوع مقابل بمكتبها
"تفضل إجلس لنتحدث براحة أكثر "
تأملها لوهلة بعينيه الخضراء الفاتنة لتشعر ولأول مرة في حياتها بالارتباك وربما الخجل!!
إرتسمت إبتسامة خافتة على شفتيه ماإن لاحظ تورد وجنتيها ثم جلس في المقعد لتستدير شهد حول مكتبها تجلس في مكانها تشابك كفيها مع بعض تنتظر منه أن يبدأ الحديث
وفورا تحولت ملامح آسر للجدية حال تذكره للموضوع الرئيسي الذي جلبه لهنا
"هل ستتطلق ألماس في جلسة واحدة؟ "
مباشرة دخل في الموضوع وسألها السؤال الذي يتعبه ويرهقه
"حسناً، في وضع ألماس أضمن لك بأنها ستتخلص من هذا الزواج في جلسة واحدة حتى لو رفض الطرف الثاني الطلاق"
زفر براحة ثم نظر لها متفرسا ملامحها الجذابة
"حسام المنصوري قد قبض عليه بتهمة تجارة الأسلحة لكنه يحاول التملص منها عن طريق إلقاء التهمة على غيره وأكثر ما يقلقني هو ألماس، ماذا إن نجح في ذلك وحاول الإقتراب من شقيقتي مرة أخرى؟ "
تأملت شهد كلماته بعناية ثم ردت عليه بجدية
"سيد آسر حتى لو تملص من التهم الموجهة ضده هناك موضوع إختطافه لألماس و إجباره على الزواج بها، آثار التعنيف الواضحة على جسدها أكبر دليل على مامرت به وسأحرص بنفسي أن يعاقب على كل العذاب الذي تسببه لألماس، ثق بي "
زفر بقوة  يحك جبينه بضيق متحدثاً
" بينما ألماس قررت البدأ بحياتها و بناء مستقبل لها هي وملك يقرر ذلك الحيوان الخروج لتحطيم شقيقتي مجددا، هي لا تعلم بالأمر و أنا لا أخطط لإخبارها أخاف عليها من إنهيار جديد، سأحاول بكل جهدي أن يبقى  داخل السجن لما تبقى من حياته "
الغضب الحقد الكره جميع هذه الأحاسيس بدت بوضوح في كلام آسر ونظراته وقد لاحظتها شهد من بداية حديثه
"سيد آسر أنا كمحامية لألماس سأحرص على تطليقها في جلسة واحدة و أيضا الحضانة ستبقى للأم نظرا لأن ملك ماتزال رضيعة ثم و الأهم حسام المنصوري حتى ولو خرج من السجن لن يقترب إنشا من ألماس أعدك بذلك"،بنبرة واثقة أخبرته وعيناها تشع تحديا
في تلك اللحظة أدرك آسر أن هذه الفاتنة أهلاً للثقة ولم يخطأ قي القدوم إليها.
______________________________________________
____

|ندوب إمرأة| Where stories live. Discover now