لا تُحَمْلقي !

842 55 44
                                    


أوليس النقص بذاته جمال

...........
هل سمعتم قبلا عن سياحة الظلام ؟ حيث يتأمل الناس الظلام الخالي ،الظلام وفقط الظلام ، حينما فكرت في تجربتها تدخل عقلي محاولا إيقاف قلبي الذي هب مسرعا ليلطمني على وجهي مذكرني أنه ولأنني أنا قد يخرج وحش أسطوري لي من قلب الدجى ليلتهم رأسي إن حدث وفكرت في تجربتها ، لذا فأنا دوما لست بمطمئن كما أنا الآن تماما . لست بمطمئن!.
.

لطالما كان اليوم الأول في المدرسة مبهم ، لا تدري هل سيكون جيد سيء عظيم أو حتى طامة كبرى تفقع فقاعة سلامتك النفسية !

الحملقة ستكون الراعي الرسمي ، أنت فقط ستكون مثل كائن اكتشفه العلماء حديثا ، حملقة من هنا و حملقة من هناك ، هذا يهسهس من خلف كتابه المرفوع الي وجهه عنك ، و ذا يبتسم لكنه يتحدث من أسفل ضروسه عن تحليله لشخصيتك ، وبالطبع السيناريو الوهمي الذي قد تم نسجه لحياتك ، و أصبح متداول سيكون شيء تلتقطه أذناك ، ناهيك عن المصائب التي حتى ذاتك لا تعرف متى فعلتها ستصبح متداولة بين الجميع مصحوبة بشهقة من كل من يسمعها ، هذه هي النميمة ، أو وجبة الفاسدين في مجتمع دار التعلم .

صدقا كمية الحملقة تجعلك ترغب في سحب ياقة قميص أحدهم ولصقه في الحائط هادرا في وجهه
" هل يوجد لي ذراعه ثالثه أو ذيل في أسفل ظهري أو تطلق عيناي نيران ، لما كل هذه الحملقة ! "
الشعور يكون فقط غير قابل للوصف  .

وهذا بالضبط شعوري ... فعليا هذه حالتي حاليا ،
أفضل أن يحتضنني ديناصورا ويغني لي تهويدة بصوته وهو يدغدغني بأنيابه أثناء إلتهامه لي على أن أكون في هذا الموقف ، لكن لا أنا في هذا الموقف بالفعل .

وأحذروا ماذا ؟ أنا هدرت في وجه أحدهم للتو ، أعتقد أن حجرة المدير تنتظرني الآن لتشهد جدرانها على توبيخي ، الأتصال بأمي للحضور ، و إعطائي محاضرات في ضبط النفس هم فقط يروا ما فعلت لكن جلوسهم فوق رأسي طيلة اليوم بنظراتهم هذه و كلامهم الحانق عني طيلة اليوم  لا يتعبر شيء سيء بل هو كنوع من أنواع الطقوس الترحيبية و نثر الورود  احتفالا بقدومي ، القدوم .. تذكرني هذه الكلمة بقدوم أمي التي تم تبليغها أنني كنت على وشك ابتلاع رأس أحدهم كنوع من التعبير عن صراخي في وجهه ، المهم على ذكر أمي

حينما وصلت أمس وجدتها في إنتظاري برفقة زوجها بوجه متصلب من التوتر  ، تطلق أشعة ليزر على المارة للتأكد انني لست منهم وكأنني سأفقد الطريق إليها و أشرد تنظر الي هاتفها تارة ومن ثم بوابة قدومنا ، هي فعليا إن استطاعت ان تلقي نظرة في سلة القمامة المجاورة لها للبحث عني ستفعل لكن تصفيق حار من أجل زوجها الذي يمنعها .
نزعت قنسلوتي عن رأسي ليظهر وجهي حينما اقتربت منهم ولم تكد ثواني تمر حتى وجدت نفسي في عناق والدتي التي أصبحت تبكي الآن .. عظيم !
  .
.
.
.
.
.
الطريق للمنزل كان صاخب لكنه من النوع الذي احبه فا أنا وزوجها نتشابه في ازواقنا الموسيقية على خلاف أمي التي تحاول منذ نصف ساعة تغيير الأغنية الحالية لكن لا تستطيع لذا ولأنها أمي فقد قفزت فعليا من مقعدها لتغطي عيني زوجها حتى لا يمنعها من تغيير الأغنية متجاهلة أمر هام حد اللعنة
هو من يتولى القيادة لذا الآن قيادته ستكون مثل قيادة رضيع القردة وسنكون نحن ثمار الموز المهروسة إذا لما تزل يديها حالا .
  

  وصلنا المنزل على قيد الحياة ،  تحركت أمي و فتحت  الباب المجاور لها لننزل أنا وهي فالطبع زوجها رفض بقائها في الأمام حفاظا على حياتنا ، حينما رأيت مهاراته وقدرته على التحكم في السيارة وإنقاذنا في آخر لحظة رن صوتا في عقلي يخبرني
" هذا هو الرجل الذي سيعلمك القيادة يا فتاة "

....
نعود لأمي التي وصلت المدرسة لتوها لتأتي إلي متجاهلة كلام المعلمين الذين يحاولون شرح الموقف لها
وقفت أمامي لترفعني من ملابسي توقفني ومن ثم تنظر في عيني وتنطق مطلقة سرب من الدموع والشهقات

" أقمتي بافتعال شجار في اليوم الأول "

شعرت بيدها التي تطعن أحشائي لذا فهمت لأسحب  مخاط أنفي شاهقة

" هم ينوحوا حولي من الصباح يا أمي "

أطلت في نطق كلمة أمي مع رفع حدة صوتي ليصبح كذكر قدر دهس ذيله وهو يغني
أذهلتني قدرة أمي على الصياح مرة أخرى وكأنها سمعت خبر مفزع

" صغيرتي "

و أخذنا نولول سويا متجهين للخارج متجاهلين نظرات الاساتذة المتعجبين  حتى وصلنا لسيارة امي
مسحت وجهها لتنظر لي بجدية وتحمحم قائلة

" مثلجات كرز أم بطيخ "
.

.

.

فرحتوا بالاحداث الهادية
فرحتوا خلاص
ننهي الفصل عشان نبدأ نظبط النكد بجا أهيهيهيهيهيهي

 أكاديــميــة أسكــنـديناڤ || الڤــانـدي Onde histórias criam vida. Descubra agora