بحكم الفطرة

130 9 8
                                    

" لا لوم يوجه للظروف .. البعض داعر بالفطرة"
.
.
.
.

"انتظري أيتها الـ الـ ! شيء ؟  "

صاح بها أحد الرجال بتساؤل وهو يركض خلفي
شيء! أنا شيء ؟
" الشيء هذا هو والدتك "
لا ينبغي أن أتركه يصيح وحده لذلك صحت في المقابل

من هو الشيء أيها الحقير ! أتراني أصدر أغاني من معدتي
قامتي حرفيا لا تصل حتى أن تكون بطول ساقهم ، يبدو الأمر مرعبا  ، يمكنني فهم الآن لماذا يبكي الصغار عند رؤية شخص جديد ربما يراني كعمالقة هجوم العمالقة ، العملاق الباكي مثلا ،
لكن الآن هؤلاء الأشخاص هم العمالقة ولا باكين هنا غيري !

اختبأت في أحد الأركان خلف صندوق خشبي كبير ، تنفسي أصبح كارثي الركض بمثل ساقيي الصغيرتين مقارنة بأعمدة الأنارة خاصتهم مرهق  ، رؤية ذلك الشــيء الذي كان يطاردني يكمل بحثه أثلجت صدري ، تنفست بعمق لأرتاح قليلا ، لكنني كدت أختنق بلعابي حينما وجدتني أرتفع عن الأرض من ياقة ثيابي .

" كفانا لعب أودين يرغب في رؤيتك "

" أودين من ؟ " 

لما لا يجيبني
رفعت رأسي لأنظر له، نظره مركز على الممر أمامه  ، على أقل تقدير هو  ثلاث أضعاف طولي ، بشرته بيضاء شاحبة ، خصلاته بنيه ، لا يمكنني رؤية لون عينيه لذلك بدأت في ركله لينظر لي بحدة ، سكنت حتى أبدو مطيعة ، رائع عيناه زمردية ،بنيته الجسدية تؤكد حصولي على قبر رائع بعد أول لكمة منه  ، لكن رائحته مثل السمك !

أحاول السيطرة على لفحة البرودة التي تصيب قلبي ، أنا خائفة !

توقف فجأة عن السير ، و وقف أمام باب ضخم أربع حراس ، أنحنوا في إحترام و فتحوا الباب ،
يبدو ذو مكانة هنا

راقبت الممر الذي نسير عبره ، يبدو قديم بشكل خلاب
ومخيف !
الأرض لامعه للحد الذي يمكنني من رؤية وجهي الملطخ بسواد زينة عيناي ، وشعري حسنا ! لا يبدو بهذا السوء ، قبلة لهذا المحارب الجسور .

ظللت أعد انعكاسات الشعلات المعلقة ،
حتى توقفنا أمام باب زين بأحجار زرقاء و رمادية  .
قطب الحراس حاجبيهم و ثنى أحدهم ظهره حتى يراني عن قرب ، أمسك ذراعي ورفعه ثم تركه ليسقط !
أحبالي الصوتية لم ولن تصمت

" ما لعنتك أتراني دمية ! "
فغر الحارس فاهه
" مذهل ! أنها تتحدث "

رائع أهانات خماسية الأبعاد !
و أخيرا تذكر سيد قط صاحب رائحة السمك لما هو موجود ليشرف سيادتي بأزيز حنجرته
" بلغ أودين بحضوري ، أنا والشيء الصغير "
" أنحنى الحارس في أحترام و طرق الباب خلفه ثم دخل
سأتغاضى عن الشيء الصغير تلك ، لكن يحترمونه بشدة ، لديهم أخلاق في التعامل ، أين هي حينما يصبح الأمر يخصني أذا !

.........
....
..

.

  بترقب كان يجلس على مقعده  مرجعا رأسه للخلف ،مغمضا لعينيه  يستمع لصوت خطوات من يحضر له ذلك الكائن الصغير .
" تبا أودين ، أخترت جرو مزعج "
" ڤيانو عزيزي كلانا نعلم أنك من تركته يثير الشغب "
وضعها على الأرض واقترب  يجلس على أحد المقاعد بجوار أودين و بدأ الاثنان يحدقان بها 

" حسنا ، أمامي خياران الآن ، أولهما أن أجلس بهدوء و أسأل عن السخافة التي تحدث الآن "
قهقه ڤيانو بينما نمت ابتسامة مستمتعة على شفتي أودين ليقول
" أو؟ "

رفعت أغنيس حاجبيها  ثم أطلقت العنان لقدميها ، أمسكت الأوراق وقامت بالقائها ، الحبر استلقى على الأرض بجوار الأوراق و الختم شاركهم مجلسهم ، أكملت صراخها و ذهبت تركض بإتجاه أحد المقاعد حاولت حمله ففشلت
قلبه
ففشلت
دفعه
ففشلت
أكملت ركضها لتذهب لطاولة صعدت فوقها وبدأت بألقاء ما عليها من أطباق، أمسكت تفاحة وقبل أن تلقيها توقفت
" مهلا! أنا جائعة "
نظرت باتجاههم ، فوجدت ڤيانو و أودين ينظرون لها بدون ملامح.
ألتفت أودين لينظر لڤيانو
" كيف كان رحلة الصيد "
ضيق ڤيانو عينيه ناظرا أمامه
" جيدة ، لا يزال هنالك قارب لم يعد بعد لكن في المجمل كانت غنية و الصيد وفير "
تحمحم أودين لينطق
" حسنا أيها الأمير تخلص من رائحة الجودة و الصيد الوفير الملتصقة بك تلك"
علت قهقهة ڤيانو
" حسنا أيها الملك العشوائي سأتركك مع عشوائيتك "

خرج ڤيانو ليترك أغنيس وحدها رفقة أودين .
........
...
..
.

أمسكت تفاحتي لأنظر له لأجده ينظر لي بينما يغادر الآخر ويشير لي أن أقترب ،  أدعيت عدم رؤيته لأكمل تناول تفاحتي لكن صورة المقعد الذي عبر بجوار رأسي ليتهشم في الحائط جمدتني
نظرت تجاه الحائط ثم لففت رأسي تجاهه
عيناه تنبعث منها شرارات بيضاء بكثرة
عضلاته زاد إنتفاخها
أشعر أن طوله أيضا قد إزداد
أنا ميتة لا محال
" أغنيس  ، تأدبي! "
أشعر بجسدي قد شل من الرعب

صوته الذي زلزل الأرض من حولي

كان أخر ما سمعته قبل أن تصتدم رأسي بالأرض .

...
يتبع

 أكاديــميــة أسكــنـديناڤ || الڤــانـدي Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang