المغزى والهدف

262 41 17
                                    

مرحبًا بكم أعزّائي في فصل جديد من كتابنا، وبهذا اليوم سوف أطرح عليكم سؤالًا أنا متأكدة أن كل شخص فينا قد سبق وطرحه على نفسه، على الأقل مرة واحدة في حياته. ألا وهو: ما المغزى والهدف من هذا؟
وأكبر مثال سألنا هذا السؤال به هو العالم والخلق، ما المغزى من خلقنا؟ ليأتي الجواب المغزى هو عبادة الله -عزّ وجل- والإعمار في الأرض.
ثم بعدها نأتي لمثال آخر نسأل نفسنا هذا السؤال وهو في الرواية؛ حيث هناك عدة أساليب لإيصال مغزًى تريده، ومن هذه الأساليب هي الرواية، تقرأ رواية ويتبادر لذهنك ما المغزى من كتابتها. لكن قبلًا لنتعرّف على المغزى في الأدب.

المغزى هو غاية، وخلاصة الفكرة التي يطرحها الكاتب في عمله الأدبي، وهو من الأشياء التي تميّز الرواية أو القصة. ولديه عدة أسماء: المغزى، الهدف، العبرة، الغطاء للفكرة. لذلك كان لزامًا لكل كاتب أن يضع مغزى وهدف لكتابته، تدفعه وتدفع القارئ إلى النهاية، وتذكر أن القصة التي لا مغزى بها، طعام بلا ملح.
فإذا أراد كاتب أن يوصل مغزى شيء يتم بناء الفكرة من أحداث، وعندما تكون هذه الأحداث متسلسلة يتم إيصال المغزى بشكل جيد، ويمكن أن يكون المغزى بسيط للغاية مقارنة بحجم الأحداث.

لكن كيف يمكنني أن استنبط هدفي؟
انظر حولك، الحياة بأكملها مواضيع يمكنك الاستفادة منها، فحياتنا مجموعة قصص تحوي مغازي عديدة، ومن السهل عليك خلق رواية تسرد أحداث الحياة وتظهر مغزاها.
ومن هذه المواضيع: الاغتصاب، التعنيف، العنصرية، الخ... والمغزى من الكتابة عنها؟ هو إظهار الحقيقة للعالم أن هناك أشياء مثل هذه تحدث، بحيث حتى لو يتحدث عنها أحد، الكتب ستكون شاهدة على أنها حدثت.

لكن هذا لا يعني أنكَ ملزم بالكتابة في هذه المواضيع وترك الفئات الأخرى، حيث يمكن أن يكون هدفك إظهار الحقيقة لشيء قديم مثل التصنيف التاريخي، أو تعلّيم الناس شيء مفيد مثل تصنيف الروحانية، وأحيانًا يمكن أن يكون هدفك الترفيه عنهم مثل تصنيف الكوميدي.
لكن في النهاية جميع الروايات في العالم لها مغزى، كل شيء له مغزى حتى لو كان بنظرنا تافه، الموضوع فقط يعتمد على تركيز الكاتب على الهدف وهل هو يريد أن يوصله أم لا.

فالهدف لا يقتصر فقط على نوع واحد بل هو متعدد، ويمكن أن يتم إيصاله في الرواية أيضًا بعدة طرق: إما أن يكون ظاهر بحيث يمكن للقارئ أن يستنتجه عن طريق سير الأحداث أو السرد، مثل أن يتم تعنيف الطفل من صغره ويكبر ليصبح لديه مرض نفسي، فهذا يعني أن التعنيف سيء للأطفال ويمكن أن يؤدي إلى أعراض جانبية، التعنيف سيء بجميع أنواعه وهو غير مقبول بل هذا فقط مثال.
وإما أن يكون مخفي لكن النص بشعوره يعطي أن فائدة أو تثقيف للشخص.
وأخيرًا ممكن في نهاية أو بداية الرواية تكتب ما هو هدفك أو مغزاك منها ومن كتابتها دون الحاجة أن يفكّر القارئ ما هو.

هل يجب أن يكون لدي مغزى واحد من كتاباتي؟
بالطبع لا، هناك حالات يكون في الرواية أكثر من مغزى، وهنا تأتي براعة الكاتب في إظهار معظمها أو كلها عن طريق سير الأحداث.
وفي حالات أخرى يكون هناك مغزى للرواية يحدده الكاتب، لكن يمكن أن القارئ وصله مغزًى آخر، مثلما مرة قرأت قصة عن حرب وقعت بين الخير والشر، الكاتب كان مغزاه هو إيصال أحداث هذه الحرب ونتائجها، لكن المغزى الذي وصلني هو أن الخير دائمًا سينتصر على الشر حتى لو كان الشر أقوى من الخير.

لكن كيف يمكنني تحديد هدفي؟
حين تريد التخطيط لرواية جديدة وقبل البدء بإيجاد فكرة لها، اسأل نفسك:
ما الهدف الذي أريد إيصاله للقارئ؟
كيف سأجعله يرى الهدف مثلما أريده أنا؟
ثم على أثرها إبني الفكرة ومجرى الأحداث.وتذكر أنه إذا كانت كتابتك دون تحديد لهدف يماثل سيركَ ضائعًا في الطرقات. لكن هذا لا يعني أنك يجب أن تحددها في البداية، فالمعظم يحددها في منتصف الرواية او حتى بعد انتهائها، لهذا كن واثقًا بكتاباتك.

وأخيرًا تذكر الاهتمام في مخططك بإعداد هدف، فكل شيء يزول، ويبقى الأثر، وأثر الفكرة هو المغزى، فيمكن أن يؤثر على القارئ، بحيث يؤثر عليه بطريقة جيدة تجعله ينظر للحياة بطريقة أخرى، وتصبح الرواية هي المنطلق الذي سوف يبدأ منه بتغيير أفكاره ومعتقداته. لأنه قد ينسى الشخصيات، بعض الأحداث، لكنه لن ينسى الشعور والأثر الذي تركته الرواية به، ولن تنسى الكاتب الذي فعل هذا، فهو قد أنبت داخلك الذي أراد إثماره من حقله الأدبيّ.

•••
الخلاصة:

-المغزى والهدف: هما من عناصر الرواية المهمة التي يجب أن يتم الإعتناء بهما لأن أثرهما هو الشيء الذي سيتم تذكره.

-هناك عدة طرق لإيصال المغزى، وأيضًا يمكن إيصال عدة أهداف برواية واحدة.

•••
-ما هي طريقتكم لتحديد الهدف أو المغزى من الرواية؟

-برأيكم هل يعد الهدف أو المغزى أهم عناصر الرواية مثل ما كُتب فوق؟

ڤايبر وايت.

وتر معقود |عنصر الحبكة|Where stories live. Discover now