العقدة وحلها

763 97 12
                                    

يقول عبد الله خليفة ركيبي معرفًا العقدة: «العقدة تشابك الحدث وتتابعه حتى يبلغ الذروة».

وتكون العقدة نقطة تشابك وتأزم وتعقد للأحداث، مثلًا: لو تخيلنا أن لدينا حبلًا تم عقده من المنتصف، فالحبل سيعبر عن أحداث الرواية والعقدة في منتصف الحبل هي عقدة الرواية.

وما يميز العقدة هي كونها نقطة إثارة وترقب من القارئ؛ ففيها يكون منبع التشويق والارتفاع في وتيرة الأحداث، وتنتج العقدة الروائية من مجموعة صراعات والتي يمكن أن تكون صراع داخلي يدور بين شخصية البطل ونفسه، أو صراع يدور بين شخصيتين، أو حتى صراع حب بين الأبطال والمجتمع، حيث تختلف صور الصراعات وأشكالها اعتمادًا على ما يريد الكاتب إيصاله للقارئ.

تظهر العقدة بوضوح أكبر في الروايات البوليسية؛ فتبدأ الرواية البوليسية بقضية تظهر وكأنها بسيطة في بداية الأحداث، ثم تتجه الأحداث للتعقد عند اكتشاف المزيد من الأسرار عن القضية، ومن بعدها يبدأ هذا التعقيد في التزايد إلى أن يصل لنقطة الذروة، وفي هذه الحالة يمكن أن نُعَرِف الذروة على أنها نقطة الصراع والتشابك الأكبر في الرواية.

قلنا بأحد أمثلة الفقرات السابقة أن الحبل هو الأحداث والعقدة في منتصف الحبل هي العقدة الروائية، ونضيف على ذلك أن فك هذه العقدة ليعود الحبل لاستقامته هو حل العقدة؛ فالحل هو نقطة الإجابة على الأسئلة التي طرحتها العقدة، فمن بعد الذروة تبدأ الأحداث في الهبوط، ويعرف هذا الهبوط بالحل.

تخيل أنك في كهف مظلم تمامًا، ثم ظهر من بعيد ضوء خافت، اقتربت أكثر من هذا الضوء، بدأ هذا الضوء في التوسع ثم التوسع وصولًا  لنهاية الطريق؛ وكانت تلك هي لحظة خروجك من الكهف.

وهذا ما يحدث تمامًا، الكهف المظلم هو نقطة العقدة والتشابك، أما الضوء فهو نقطة حل لهذا التشابك، يتوسع هذا الضوء كلما حُلَت أجزاء من العقدة، إلى أن نصل للحظة نكون فيها خارج الكهف وتكون فيها نهاية الحل والعقدة، بل ونهاية الرواية بأكملها.

نصل لحل الرواية عن طريق التخطيط وتنظيم الأفكار، فقبل أن يضع الأديب العقد عليه معرفة كيف سيحل هذه العُقَد أولًا.

الحل ليس كما يظنه البعض، نقطة نهاية عشوائية، إنما هو نقطة تتابع وترابط منطقي لعناصر الرواية، عناصر الرواية تصب جميعها نحو نقطة الحل مكونة بذلك نسيج فريد فلا يمكن أن يخرج عنصر من هذا المصب ويتجول بعيدًا هائمًا بعشوائية.

وهذه رسم بياني يوضح بشكل مختلف الترابط بين العقدة والحل.

نجد أن الذروة هي أعلى نقطة في العقدة وأكثر نقطة مرتفعة من حيث الأحداث، ثم نلاحظ بعد ذلك هبوطًا وهذا الهبوط يسير للأسفل وهو نقطة حل العقدة، يصل بعدها الهبوط لنقطة النهاية والتي ينتهي فيها المنحنى وبالتالي أحداث الرواية

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

نجد أن الذروة هي أعلى نقطة في العقدة وأكثر نقطة مرتفعة من حيث الأحداث، ثم نلاحظ بعد ذلك هبوطًا وهذا الهبوط يسير للأسفل وهو نقطة حل العقدة، يصل بعدها الهبوط لنقطة النهاية والتي ينتهي فيها المنحنى وبالتالي أحداث الرواية.

نقطة الترابط الأعظم بين العقدة والحل، أنه لو اختفت العقدة لن يكون هناك شيء ليتم حله وعندها سيختفي الحل، ولو كان هناك حل دون عقدة سيبدو الأمر وكأنك تجيب على سؤال غير موجود...

الخلاصة
-العقدة هي نقطة تشابك وتأزم أحداث الرواية.

-ترتفع العقدة وتتشابك لنقطة الصراع الأكبر وهي الذروة.

-الحل هو نقطة فك العقدة والإجابة على أسئلتها ونقطة نهاية الأحداث.

-لا عقدة دون حل ولا حل دون عقدة.

من كتابة العضو: داتو.

وتر معقود |عنصر الحبكة|Where stories live. Discover now