إنَّــهُ يَـخُصُـنِي.

1.3K 113 104
                                    

~~~

تم دفعي بقوة على الارض لأشعر بألم في
يدي اليمنى.. امسكتها وانا ابتلع ما في جوفي
لأرفع ناظري وارى شخصاً بالغاً يحمل ملامح
غاضبة.

' يا الهي!! لِمَ يجب عليّ التورط
مع مصاصي دماء !!! '

جلس على الارض واصبح بمستواي لـيشد شعري بيده قائلا بنبرة تهديديه :
" هل تريد ان امتص حياتك بالكامل ايها الصغير ! "

بقيت اتنفس بثقل ممسكا يده وانا احاول ابعادها عن شعري ، وكان قوي البنية لكن ذلك لم يمنعني من المحاولة ثانيةً.

بعد ان رآني اقاوم ابتسم ابتسامة مقرفة وبدأ بلمسي.

كنت ارتجف وانا احاول ابعاده ، في هذه الاثناء اجتاحت عقلي فكرة مرعبة عن ما سيفعله بي اذا لم ابعده وبسبب تلك الفكرة بدأت الدموع تتجمع في محجريّ.

كان الاشخاص الموجودين متجمعين حولنا وهم يتبادلون الاحاديث او ينظرون الي وهم يضحكون.

شعرت بـشيء من الاحراج والاهانة بسبب نظراتهم اليّ لذا اغمضت عينيّ عنهم وانا اعض على شفتيّ بقوة.

ما ان تمادى الرجل بلمساته حتى دفعته عني بكل ما املكه من قوة مبتعدا عنه لأبدأ بالبكاء وبصوت عالي جدا.

كنت اسمع ضحك الناس واحاديثهم فقط في تلك الغرفة لكن ، ما ان تقدم شخص ما ، حتى عم الصمت انحاء الغرفة ، اعتقدت بأنني فقدت حاسة السمع لكني ما زلت اسمع وقع اقدام هذا الشخص.

" الم تعرف بأنه يخصني ؟! "

ما ان سمعت الصوت حتى نزل على قلبي هدوء وقليل من الراحة لم اشأ ان تلتقي عينيّ بعينيه لذا بقيت على حالي وانا اكتم بكائي.

~~~

كنت اريد ان اقدم إيزوكو لصديقٍ اعرفه لكنه اختفى بين الحشد عندما وصلنا للغرفة المنشودة ولم اعرف بأختفائه الا بعد ان وصلت لآخر الغرفة.

تنهدت منزعجاً ولم يهمني انه اختفى ، لان ايزوكو ليس طفلا صغيرا ليضيع لذا طمئنت نفسي بذلك.

لكن بعد مرور ثواني بدأ الناس يتجمعون حول شيء ما ، في بداية الامر لم اهتم لما يحدث لكنني تذكرت انني متواجد في مكان مكتظ بمصاصي الدماء وإيزوكو اختفى وسطهم لذا...

خطرت على عقلي الكثير من الافكار التي ستحدث لإيزوكو اذا وقع بين ايديهم لذا دخلت بين الجمع لأُصدم بسماع بكاء إيزوكو العالي وبحاله الذي تغير.

لم اعرف ماذا حصل لي بعد ان رأيته بهذا الشكل لأشعر برغبة في قتل جميع الموجودين لأجله.

دخلت بهدوء تام وسط المهزلة التي صارت لأقترب من الشخص الذي جعل من ايزوكو يبكي بهذا الشكل.

" الم تعلم بأنه يخصني ؟! "

كنت انظر تارة للوغد وتارة لـ ايزوكو لعله يرفع بصره ناحيتي ويطمئنني على حاله لكنه لم يحرك ساكنا ابدا.

لذا اغمضت عينيّ وانا احاول جاهداً عدم الفتك بهم.. لكنني لم استطع تهدئة نفسي بسبب بكاءه الذي يتخلل مساعمي جاعلاً مني وحش فقط.

لم يجب الوغد عليّ لذا اكتفيت بتقطيعه لتتناثر دماءه على وجوه جميع الحاضرين.

لأنظر اليهم مهدداً اياهم :
" انه يخصني انا فقط.. هل فهمتم ؟ "
-صرخ بصوت مرعب في نهاية كلامه-

كنت انظر اليهم برغبة قتلهم لكنني منعت نفسي لأجله.

~~

تصنمت في مكاني وانا ارى اشلاء هذا الرجل تنتشر في انحاء الغرفة ، كان قلبي ينبض بشدة لدرجة انني اعتقدت انه سيخرج من مكانه بسبب رعبي من كاتشان.

لم اتخيل قط انه بهذه الوحشية.

والذي ارعبني اكثر هو صوته العالي الذي كاد ان يجعلني افقد حاسة السمع مدى الحياة.

بعد ان رمى كاتشان كلامه التفت اليّ لأتفاجئ بشكله الذي يختلف عن شكله قبل نصف ساعة تماماً ..

كانت  عينيه تشتعل باللون الاحمر وكأنها عبارة عن نار ملتهبة بالاضافة الى انيابه المخيفة والتي تنذرك بعدم الاقتراب منه.

اقترب مني وامسك يدي ليجرني جاعلا اياي اقف بجانبه.

كنت قد نسيت ما جرى لي مع ذاك الرجل بسبب كاتشان وشكله المخيف ، وها انا اقف بجانبه مرتجفاً.

اغمضت عينيّ ولم أُرد ان ارى كاتشان بهذه الحالة.

وعندما فتحت عينيّ نظرت اليه بعد ان شجعت نفسي لأجد ان ملامحه عادت لطبيعتها لأتنهد براحة وابتسم اليه.

" انا اعتذر. "

فاجأني كاتشان بأعتذاره ليقول وهو يكمل :
" اعتذر لأنني جلبتك الى هنا ، واعتذر لأنني اخفتك ، واعتذر لأنني.. لم احميك. "

كان يقول كلامه بنبرة اعتيادية حتى وصل الى جملته الاخيرة لتتغير نبرته الى نبرة غريبة لم افهمها لأنظر الى عينيه لأجدها تنظر اليّ بندم شديد.

لم اعرف ماذا افعل .. لكنني ابتسمت ناحيته مانعاً دموعي من النزول قائلا له :
" اشكرك .. اشكرك لـ حمايتك اياي. "

~~




فَـرِيسَـتِي O Where stories live. Discover now