الفصل الرابع

129K 2.8K 195
                                    

بعد مرور اسبوعين....../

يقف في شرفه غرفته ينظر الي منظر البحر الممتد امامه والي امواجه المتلاطمه في قوتها وعنفوانها والتي تشبه الصخب الذي يدور داخل رأسه !!!
فاليوم هو اليوم الذي من المفترض ان يكون اسعد ايام حياته مثله مثل باقي البشر، فاليوم هو يوم زفافه علي ابنه عمه!!!
ولكن علي العكس هو لايشعر بشيء سوي بالاشمئزاز والنفور من نفسه ومن ما فُرض عليه ...
فهو منذ ذلك اليوم الذي اعلن فيه رغبته في الزواج منها امام الجميع وما حدث بعدها يكاد يصيبه بالجنون؟!!!!
لقد اتخذ قراره بعد تفكير طويل وكان هذا هوالخيار االمناسب ، حتي ينفذ وصيه والده ورغبه جده ويحميها ويحمي اموالهم وفضل مصلحه العائله علي مصلحته الشخصيه وأجبر نفسه علي تقبل الامر !!!، وايقن ان الله كتب لهم ان يجتمعوا معاً وعلي ذلك قرر ان يتزوجها ويعاملها كما آمره الله ، ويرعي الله فيها....
ولكن رد فعلها الغريب هو ما اصابه بالاحباط واعاده الي نقطه الصفر وايقن تمام اليقين انها لاتريده ومجبوره عليه مثلما أُجبر هو عليها في باديء الامر ....
ويبدو ان القدر يعانده فهو في صباح اليوم التالي اضطر الي السفر للندن لحدوث بعض المشاكل في فرع شركته الثاني مما جعله يسافر علي الفور ، وكان يعتقد انه سيعود في خلال يومين ولكنه اضطر ان يمكث لاسبوعين كان يواصل فيهم الليل بالنهار للانقاذ حلم عمره من الضياع ، واستطاع بفضل الله ان ينجو من كارثه كادت ان تنهي ما وصل اليه...
وفي خلال الاسبوعين لم يتثني له الحديث معها ، فقد قرر جده تحديد موعد زفافهم بعد اسبوعين ،وهي بدورها انشغلت في ترتيبات العرس ...
وها هو عاد في صباح يوم زفافه ومن المفترض ان يكون في خلال الساعات القادمه جالساً امام المأذون عاقداً قرانه عليها ..///
شرد امامه وتذكر حالتها ذلك اليوم ، فهي بمجرد ان انتهي من حديثه واعلان جده لموافقته علي الزواج .
اخذت تبكي وتضحك في نفس الوقت ثم فقدت الوعي !!!!
حملها وصعد بها الي غرفتها وطلبوا لها الطبيب ، الذي شخص حالتها علي انها انفعال زائد أدي الي حدوث زياده في ضربات القلب اكثر من معدلها وارتفاع ضغط الدم مما سبب لها الاغماء .
وكأن دلو من الماء البارد سقط فوق رأسه!!!
فأدرك حقيقه انها لا تريده ولا تراه زوجاً لها ، يعلم ذلك، فهي تراه شقيقها الاكبر فقط !!!
وهي اضعف وارق من ان ترفض وتعصي آمر جدها ، فقبلت الزواج منه رغماً عنها .....
زفر بحرقه عندما استمع للطرق علي باب غرفته، وصوت نعمات التي تخبره بأن العروس قد انتهت من زينتها وفي انتظاره....
تحرك بخطوات ثقيله للداخل ، ووقف امام مرآه الزينه يلقي نظره سريعه علي مظهره قبل ان يخرج لهم ....
فهو اتخذ قرار وعليه تحمل تبعاته ، فهو لن يتراجع عنه ولكنه ايضاً لن يعيش مجبراً علي شيء ولا يقبل علي نفسه وكرامته ان تعيش معه رغماً عنها ...
لذلك عليه ان ينفذ الخطوه التاليه الفاصله في حياتهم والتي تضمن لهم العيش بكرامه دون اجبار!!!!!!!
......................

غفران العاصي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن