الفصل التاسع عشر

133K 2.7K 275
                                    


رواية غفران العاصي  بقلمي لولا نور"
الرواية مسجلة حصري باسمي وممنوع منعاً باتاً النقل او الاقتباس او النشر علي اي موقع او مدونه او جروب من دون اذن ومن يفعل يعرض نفسه للمسألة القانونية.
.........................................................


اصعب شعور يمر علي الانسان هو شعوره بالضياع والتوهان ...
ان لا يكون لك براً ترسو عليه وترتاح بعد عناء ....
هذا هو ما كان يشعر به ذلك القلب العاصي بعد معرفته الحقيقه كامله ، وكيف اُحيكت من حولهم الشباك بطريقه قذره وهو بكل غباء سقط فيها منكفأً علي وجه دون ان يحسب حسابها جيداً ....!!!!!

كان يقود سيارته بسرعه عاليه تنهب الارض تحت عجلاتها من شده سرعتها تشق سكون الليل من حولها...
عروق يده بارزه بشده من قوه صغطه علي المقود ، ملامحه مظلمه ، عينيه حمراء بشده ينظر الي الطريق امامه وصورتها وهي تبكي بانهيار ترجوه ان يصدقها تذبحه بنصل سكين بارد ...
كيف كذبها ولم يصدقها وهي تصدقه قبل ان يتحدث حتي وان كان كاذب ؟؟
كيف استطاع فعلها ونطقها بلسانه واعطاها حريتها وهي التي اسرته وقيدته بقيود عشقها وسلبت حريه قلبه منه؟؟؟
كيف استطاع ان يطردها من حياته وهو من دونها كالمشرد الهائم علي وجهه في الطرقات الذي لا ملجأ ولا مأوي له ؟؟؟
اوقف السياره في مكان بعيد امام الشاطيء وترجل من السياره وسار حتي وصل الي شط البحر ...
وقف ينظر الي البحر الهائج المظلم وموجه الهارد كهدير قلبه الصارخ آلماً وحزناً وجرحاً ....
لم يعد يتحمل اكثر من ذلك ، فخر راكعاً علي ركبتيه وبكي !!!!
اخيراً سمح لعبراته المحتجزه داخل مقلتيه ان تتحرر من محبسها وبكي ....!!!
بكي كما لم يبكي من قبل ... حتي يوم وفاه ابيه وشقيقه لم يبكي .. بل حبس آلمه وحزنه داخله وارتدي قناع الجمود وخبيء حزنه بداخله حتي لا ينهار جده ووالدته ....
ولكن معها لم يستطع ان لا يبكيها وهو السبب والمسؤل الاول والوحيد عن ما وصولوا اليه؟؟؟
هو الذي لم يحميها ويحمي بيتهم من غدر الحقير مازن... مازن الذي استطاع في غفله منه ان ياخذها من بين يديه وهو الذي ساعده علي ذلك عندما صدق افتراءه عليها وطلقها ...
لم يستطع حمايتها وحمايه طفله ...
اخذ يجلد نفسه بالسوط حتي ادمي قلبه ...
كلما تذكر ما حدث وما قصته عليه تلك الساقطه نادين شريكه مازن في ذلك الفخ...

غفران العاصي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن