١٠

220 20 45
                                    

"إذًا؟" تساءلت ليليا ببلاهةٍ ظاهرةٍ على نبرتها وهي تنظر لريان، والذي كان يثبَّت نظره عليها ولم يحركه منذ وقت دخولهما إلى الغرفة، وقد قابلت الصمت ردًا على سؤالها عندما لم يُجيبها ريان لسببٍ لا تعلمه.

السيدة سونيا عندما صرحت عن رغبتها الشديدة في أحفادٍ حالًا، قد جعلت من ريان وليليا ينهضان من على المائدة دون اكمال طعامهما، ومن ثم أجبرتهما على الدخول إلى غرفتهما، وعدم الخروج منها إلا وليليا ذات معدةٍ منتفخةٍ!

بالطبع الاثنان لم يستطيعا الإعتراض على ما قالته، أو حتى التفوه بأي كلمةٍ خاطئةٍ أو متذمرةٍ في حضرتها؛ لذا انصاعا لأمرها بكل طاعةٍ، ودخلا إلى الغرفة منذ ساعين كاملتين لم يفعلا فيهما أي شيء سوى الاستحمام والجلوس على الفراش!
وملحوظة صغيرة فقط بعد هذا الكلام، الغرفة قد كانت مُرتبة مسبقًا؛ بسبب علم والدة ريان بقدومه هو وزوجته اليوم، بالإضافة إلى أنها مزودة بكل ما سيحتاجانه الاثنان، حتى ملابسهما التي احضرتها من عبر الشابكة هي وابنتها!

تنهد ريان للمرة المائة بعد المليون بعدم معرفة لما يتوجب عليه فعله في هذا الوقت، وهذا كان تحت أنظار ليليا التي ملَّت من هذا الهدوء والصمت المفاجئ الذي خيم على جميع أنحاء الغرفة، فلما لا يتحدث ريان معها؟ لما لا يبدي ردة فعل تُذكر حتى؟ هي لا تعلم حتى.

تأففت ليليا بإنزعاجٍ واضح، ولم تعد تُوجه بصرها مرةً ثانيةً ناحية ريان، بل اكتفت بالتحديق في أرجاء الغرفة الواسعة، وتفقد التصميم الذي أعجبها بشدة كسائر تصميمات القصر الخُرافي، ففي النهاية هو ذوق والدة زوجها اللطيفة!

لقد كان طلاء جدران الغرفة باللون الكراميلي الفاتح، الفراش الكبير كان يتوسط الغرفة من ناحية الشرق، والشراشف التي عليه كانت ذات نقوشٍ وزخرفاتٍ لطيفة أعجبتها.
الخزانة الكبيرة ذات اللون البني كانت تقع على الناحية اليسرى من الفراش، بينما الجهة اليمنى كان يوجد بها باب الشرفة الواسعة المُتصلة بالغرفة، والتي يوجد أمامها ستائر شفافة بألوانٍ فاتحةٍ زاهيةٍ.
أمام الفراش كان يوجد أريكةٍ بنفس عرضه من دون مسند، وقد كان يوزايها التلفاز ذو الشاشة الكبيرة، والذي كان موضوعًا على طاولة مربعة الشكل بنفس لون الخزانة.
كان يوجد أريكةٌ تكفي لشخصين باللون الأخضر الداكن في زاوية الغرفة الجنوبية الشرقية، وقد كان يقابلها باب الغرفة نفسه، والذي كان بنفس اللون أيضًا، وذو زخارفٍ بنية اللون.
لم يكن هناك أي سجادٍ على الأرضية، وفقط بضع لوحاتٍ لطيفةٍ كانت مُعلقة على الحائط، مع أصيص زهور متوسط الحجم بجانب باب الشرفة ذات السور العالي باللون الأبيض.

أدرك ريان أن ليليا انتهت من تفحص الغرفة بنظرها عندما وجدها تتسطح على الفراش بملل؛ لذا سرعان ما اقترب منها، وجعلها تعود لتجلس معتدلة أمامه، بينما يقول بجدية ظاهرة في نبرته:"سأخبركِ بعدة أشياء أتمنى أن تقومي بها مع أمي؛ كي تنالي رضاها دومًا ولا تغضب عليكِ لأي سببٍ كان".

زوجي | SRKWhere stories live. Discover now