١٢

205 19 50
                                    

الثقة بالنفس، هي الصفة الوحيدة التي تظهر على ريان في كل شيءٍ يفعله، سواء إن كان هذا متمثلًا في خطواته، نظراته، عمله وحتى حديثه الواثق الذي يخرُج من بين شفتيه وكأنه مرّ بهذه التجارب ملايين المرات!
لطالما كان ريان واثقًا من نفسه ومما يؤديه، هو يعلم جيدًا أنه ليس الوحيد في العالم الذي يمتلك أمبراطوريةً واسعةً من الشركات، لكنه مُتأكد أنه الوحيد الذي يتميز في ما يفعله، ويُبدع فيه بشدةٍ وبإخلاصٍ.

يسير بخطواته المُتزنة في طابق الشركة الأرضيّ، متجهًا بقدميه المُسرعة ناحية المصعد الذي سيوصله إلى الطابق الأخير، حيث مكتبه الواسع الذي يتشاركه مع فيفيك؛ ابن عمه.

تهليلات الموظفون، ترحيبهم الحار به؛ بسبب كونه وبعد غيابٍ كبيرٍ دام شهرًا كاملًا، عاد لهم من جديد بهيئته المميزة وحضوره الخاطف للأنفاس، وفي رأسه العديد من المخططات والأفكار لتوسيع مجال الشركة ومُنتجاتها.

رغم جدية ريان الشديدة أثناء العمل، ورغم صرامته الظاهرة على تقاسيم وجهه مع موظفيه، إلا أنه لم يفشل يومًا في جعلهم يحبونه ويحترمونه لا إراديًا منهم.
رجلٌ مثله حمل على عاتقه الكثير منذ صِغره، وتولى زمام الأمور لأكثر من عشر شركات، بينما عمره يتناهز بين الثامنة عشر والعشرين، يُعتبر أمرًا يستحق التقدير لأجله!

وأخيرًا بعد دقائق، استطاع ريان الوصول إلى مبتغاه، بعدما اضطر للحديث مع الموظفين واحدًا واحدًا، وشكرهم على جهدهم الملحوظ الذي بذلوه أثناء غيابه.
وبالطبع لم ينسى أن يُمازحهم ببشاشة ثم يذهب، تاركًا أياهم منصدمين من تغييره الجليّ معهم، فمنذ متى وريان يمزح في الشركة وأثناء ساعات العمل!

وجَّه خطواته ناحية مكتبه بحماس، مستعدًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى أن يعود لعمله الشاق، ويستعيد هيبته وسط العاملين كمدير.
بداخله شعورٌ حماسيّ يراوده، فهذه المرة هو يجب عليه إنهاء عمله مبكرًا؛ كي يعود إلى زوجته ويحظى ببعض الوقت اللطيف معها، وهذا غير أنه سيأخذ رأيها في كل شيءٍ سيفعله، ولن يعود وحيدًا كما كان في السابق!

أثناء طريقه إلى مكتبه الذي يقع أمام مرمى بصره، هو قد مرَّ على مكتب مساعدته الشخصية؛ نتاشا سينغانيا، والتي معروف عنها بين الجيمع أنها حقًا مُجدة في عملها، ومُخلصة لريان بطريقةٍ رهيبةٍ.

"مرحبًا بعودتك من جديد، سيد خان" ابتهجت نتاشا بسعادةٍ بالغةٍ فور وقوع عينيها على ريان يسير نحوها، ليبتسم المعني بالأمر بخفةٍ ممتنةٍ، ثم يدلف إلى مكتبه رفقتها.

فتح ريان باب المكتب بحماس، ومن ثم دلف إلى الداخل، لتقع عينيه على ابن عمه وابنه يجلسان على المقعد ويعملان سويًا، لكنهما سرعان ما رفعا أعينهما ونظرا لريان الذي تحمحم، تزامنًا مع قول فيفك المرح:"المتزوج حديثًا! أنرت الشركة، أخي".

زوجي | SRKWhere stories live. Discover now