١٦

197 18 64
                                    

دلف إلى المنزل بخُطى غير مُنتظمة، عينيه بالكاد يستطيع فتحها؛ بسبب النُعاس الذي يُسيطر على كُلِ خليةٍ في جسدِه المُرهق وبشدةٍ!
الأزرار العُلوية لقميصِه الأسود كانت مفتوحة، ربطة عنقُه كان يضعها حول رقبته كالوشاح.. وهذا غير سترة بذلتِه التي خلعها قبل دخولِه للمنزل، وعلقها على كتفِه.

لقد كان مُتعب بكُلِ ما تحمله الكلمة من معنى، بقى هو وفيفيك يعملان على المشروع الجديد بكُل طاقتِهما، حتى غدر بهما الوقت!
خلايا جسدُه كُلها تصرخ بالألم وترغب بالراحة الشديدة.. الشُكر للقدير أن غدًا هو عيد الكارفا شوت، ويُعتبر هذا عُطلة له هو وجميع عاملي الشركة، والذين لا يفرقوا شيئًا عن حالة ريان!

أجبر قدميه على التحرُك أكثر إلى الداخِل، وصل لغرفة المعيشة وأخيرًا.. لتقع عيناه الناعسة على ذلك الجسد النسائي الذي يتموضع أعلى الأريكة، وينكمش على نفسِه بطريقةٍ لا تُظهر ملامحه!
عقد ريان حاجبيه باستغرابٍ واضحٍ، ذهب مُسرعًا إلى حيث النائمة.. ليتفاجأ بكونها زوجته التي بقت تنتظره حتى غلبها النُعاس.

"يا قدير، أنا نسيت أنني متزوج من كثرة حماسي!" تمتم ريان بصوتٍ غير مسموعٍ وهو يجثو على كلتا ركبتيه أمامها، فضولُه دفعه لإخراج هاتفه الذي كان يضعَه على وضع الصامت؛كي لا يزعجه أحد.
اتسعت عيناه بدهشةٍ وصدمةٍ مما رآه.. لقد كان هُناك خمسون رسالةً فائتةً من ليليا، سبع من والدتِه، وثلاث من السيدة بريرنا.
بالإضافة إلى مائة وست وأربعين مُكالمة فائتة من ليليا أيضًا، والعديد من المُكالمات الأُخرى التي ليس لها داعٍ من وجهة نظره!

رمى بهاتفِه بعيدًا، مسح على وجهِه بندمٍ يأكله من الداخل.. هو يعلم أن ليليا لن تُمرر هذا الأمر له بسهولةٍ، وعلى الأقل سيُصاب بكسرٍ أو اثنين عندما تستيقظ وتصُب كُل غضبِها عليه.
أخذ نفسًا عميقًا يُهدأ به نفسه الخائفة، النُعاس طار بعيدًا عن عينيه من شدة الهلع الذي يشعر به حاليًا.. إن أكثر شيئًا كان يعلمَه ريان عن الحياة الزوجية؛ هو أن غضب الزوجات لا يرحم!

لم ينتظر ثانية أُخرى بعد كم الصراع النفسي الذي عاناه بداخله، وسُرعان ما حمل جسد ليليا الساكِن بين يديه بخفةٍ؛ خشيةً من استيقاظها المؤكد!
توجّه نحو السلالم المؤدية للطابق الثاني حيث غُرفته، والتي دخلها للتو دون أي خسائر مادية؛ بسبب أن ليليا مازالت نائمة.. وهي الآن تتسطح على الفراش بكُل راحةٍ، أو هذا ما اعتقده!

كانت مُجرد دقائق قليلة حتى انتهى من الاستحمام، وقد خرج لتوه من الحمام بينما يرتدي بنطال قطني أسود، وجزؤه العُلوي عاري ومازال مُبتلًا.
لم ينظر ناحية الفراش اطلاقًا، بل وقف أمام المرآة، وأزاح المنشفة التي كان يحاوِط بها عنقه.. ثم بدأ بتمشيط شعره بيديه ريثما يُدندن أُغنيةً عشوائيةً خطرت على باله.

نهضت ليليا؛ التي استيقظت فورما شعرت به يحملها، ومن ثم توجهت لتقف خلفه تمامًا.. والذي عندما رآها في المرآة، صرخ برعبٍ أدى إلى اضمحلال أنفاسه! لقد ظن أنها نائمة؟

زوجي | SRKWhere stories live. Discover now