الفصل الثامن عشر

30.2K 692 15
                                    

فى صباح يوم جديد الكل يعمل على قدم وساق فاليوم يوم الحناء وفى الغد حفلة الزفاف في افخم قاعات القاهره
اجتمع الجميع في الصالون ينظمون أمور الحفل فدق جرس الباب وفتحت الخادمه لتكن المفاجأه للجميع فصدع صوت سميره وهى تطلق الزغاريد وتهتف قائله:يا الف بركه. يا ألف نهار مبروك للست أسماء
ثم فاجئت وامسكتها تحتضنها وتقبلها عدة قبلات متتاليه وهى تهتف قائله: اوعى تكونى زعلانه منى يا ست زينب حقك عليا والف نهار مبروك للباش مهندسه
زينب : اهلا يا أم بسمه اتفضلى
دلفت سميره وهى تهتف قائله: تعالى يا منى
فدلفت منى وهى ترتدى چيبه ضيقه على ساقيها وبلوزه لا تقل ضيقا وتضع مساحيق التجميل على وجهها
جلست سميره وبجانبها ابنتها وعينيهم تبحث بين الجميع عن ذلك العريس
كان الجميع ينظر لمنى نظرة اشمئزاز لما ترتديه ولتلك المساحيق التى تكاد تخفى معالم وجهها
ولكن صور لهم شيطانهم أنها نظرات اعجاب
فى ذلك الوقت نزل فهد الدرج وهو يمسك يد حبيبته وزوجته ليالى وتعلو ضحكته .
تعلق نظر سميره وإبنتها عليهم بحقد وغل وتمنوا لها زوال تلك النعمه .

امتعض وجهه واختفت الابتسامة حين وقع نظره عليهم ليهتف قائلا بغضب: الست دى .......
قاطع حديثه اقتراب زينب منه تهتف قائله: اهدى يافهد دى جايه تحق نفسها وكمان تبارك معلش يا حبيبي عشان خاطر ليالى
فهد: ليالى نفسها مش عيزاهم
ليالي: معلش يا فهد عشان خاطري انا عارفه انى مش مهمه عندهم وان اكيد جيتهم دى وراها سبب بس عشان خاطري مش عايزه مشاكل والناس تتكلم وخصوصاً أن النهارده حنة اسماء
تنهد فهد بيأس قائلا: ماشي يا ليالى بس متقربيش منهم بعد اذنك واتعاملى معاهم بحذر
ليالى : حاضر يا فهد
اقتربت ليالى منهم ورحبت بهم قائله: اهلا يا مرات عمى ازيك عامله ايه؟
جذبتها سميره فى أحضانها وهى تبكى بدموع التماسيح
: اهلا يا توته ياحبيبتى
تفاجئت ليالى من ندائها بالاسم المحبب لوالديها والتى كانت تعرفه جيدا ثم أضافت سميره لتغطى على دهشة ليالى قائله: سامحيني يا توته انا غلط في حقك والحمدلله جه اليوم اللى ألحق فيه نفسي واصلح غلطى
فهد : لو سمحتى مراتى اسمها ليالى
سميره: حاضر اللى تشوفه يافهد بيه بس شالله يباركلك ماتزعل منى وتسامحنى
فهد بجمود : خلاص حصل خير المهم ليالى تكون مبسوطه .
سميره: طبعا ثم نكزت منى قائله: مش تسلمى يامنى على بنت عمك وتقوليلها ازيك
هتفت منى بدون وعى من حقدها وشدة غلها حين رأت فهد يمسك يد ليالى ويمازحها وايضا ذلك التغيير بملابسها وتلك السرايا التى تعيش بها مقارنة بذلك البيت القديم الذي تعيش هى به فهتفت قائله : واسألها ليه ماهو باين عليها الراحه والعز اهوه
نكزتها سميره بشده لتهتف منى مصححه حديثها : ا اقصد يعنى اللى تعيش مع عيلة العدنان لازم ترتاح وتبقى مبسوطه عيله طيبه والبلد كلها بتحبهم وخصوصاً فهد بيه
التفتت ليالى تنظر لفهد باستغراب من أسلوب حديث منى فهى تعلم جيدا نواياهم وبدأ قلبها يشعر بالانقباض والقلق.
هتفت سميره قائله: مش تعرفينا ياست زينب
زينب بقلق وخجل من أسلوبهم : ا ا اه امم دا الحج محمود المنياوى والد العريس و دى الست ام ادم مرات عم عريس أسماء
سميره: اهلا وسهلا اهلا يا مرحب حصلتلنا البركه
خديجه: الله يبارك لك يا ست ...
سميره ياحبيبتى إسمى سميره والحلوه دى بنتى منى ممرضه قد الدنيا .
خديجه: ربنا يباركلك فيها ياحبيبتى
سميره: انا بقا ابقى مرات عم ليالى وزى أمها اصل انا إللى مربياها مع بناتى كانت جايه ياحبة عينى مسكينه ولا لها حد وعيله صغيره الدمعه على عينها خدتها فى وسط بناتى لحد ماطلعت من بيتى عروسه
خجلت ليالى واخفضت رأسها حرجا مما تفعله زوجة عمها
خديجة بعدم راحه لطريقتها وحديثها : ربنا يجازيكى خير وعلى قد نيتك يا ست سميره ليالى بنت جميله وقلبها طيب وعارفه ربنا كويس ومثقفه
سميره: لا دى ليالى مكملتش تعليمها أصلها مكانتش حابه العلام.
خديجه باستغراب:معقول يا ليالى ؟
ليالى : انا طلعت من الثانوى العام
خديجه: سبحان الله مع أن اللى يشوفك يا ليالى ويتكلم معاكى احسن من ناس كتير متعلمه ودكاتره كمان
شعر فهد بحرج ليالى وتوترها من حديث زوجة عمها فهتف قائلا: ليالى مراتى حافظه المصحف الشريف الحمد لله ووخداه منهج لحياتها عشان كدا تقدر تتكلم وترد على اى سؤال زيها زى اللى واخد احسن شهادة
وبعدين كمان انا أن شاء الله هقدم لليالى تمتحن السنه اللى باقيه ليها فى الثانوية العامة وهقدملها فى الكليه اللى تحبها .
تفاجئت ليالى من حديثه ونظرت له ليبتسم ويومأ لها رأسه بالموافقه ثم هتف قائلا: ها يا لوليتى أن شاء الله تحبي تدخلى كلية ايه ؟
ليالى وقد دمعت عينيها : اتمنى ادخل كلية دراسات اسلاميه
فهد: كنت متاكد انك هتقولى كدا وان شاء الله احققلك إللى بتتمنيه
تفاجئت زينب وإبنتها من معاملة فهد لليالى وإهتمامه بها لهذه الدرجه .
وابتسمت خديجه بداخلها ونظرت لمحمود والد عدى الذي كان يجلس ويستمع دون أن يتحدث ويتابع حقد زوجة عم ليالى وإبنة عمها
ثم اومأ لخديجه مما يعنى أنه يفهم اسلوب تلك المرأه لتقليلها من شأن ليالى ويشعر بحقدهما باتجاهها
فهتف قائلا: ليالى بنت طيبه وقلبها ابيض وتستاهل يتحقق لها كل اللى تتمناه عشان كدا ربنا رزقها بحضرة الظابط يكون سندها وامانها
فهد : ورزقنى بيها والله ياحج محمود تكون عوضى وفرحة قلبي انا وبنتى
سميره: اه امال ايه دى تربيتى وانا مبسوطه بيها ماهى ب ..............
قاطع حديثها وانتسابها الفضل لنفسها الذي اغضب ليالى كثيرا قائله: الفضل كله يرجع لابويا الشيخ متولى هلال اللى علم أكبر ناس فى البلد هنا القرآن وحفظهم وحفظنى وعلمنى امشي حياتى على منهج الله وكمان لوالدتى الحاجه ليله الله يرحمها كانت قلبها طيب وحنينه وهى اللى زرعت فيا الحنيه وانا صغيره .
ثم نظرت لفهد وهتفت قائله وللانسان اللى وقف جانبي كتير من غير ما يعرفنى وساندنى وبرده ساب بصمته فى حاجات كتير حلوه علمهالى واهتمام ايداهولى مفيش حد اهتم بيا زيه
خديجه: ايه دا انت كنت تعرفها من زمان يافهد !؟
التفتت سميره تنظر له وتنتظر إجابته
ولكن جاءت الاجابه من الحاجه عون التى خرجت تستند على اسماء وزينه تمسك يدها ولكن حين رأت ليالى جرت عليها سريعا تحتضنها هاتفه : ماما انتى صحيتى ؟صحيت قبلك ومستنياكى من بدرى
كل هذا تحت نظرات سميره وإبنتها لبعضهم البعض
ولكن لفت انتباههم حديث الحاجه عون وهى تهتف قائله: اصل ليالى طلعت هى البنت اللى كان بيحبها فهد من زمان بس تاهت منه
خديجه مبتسمه باستغراب: تاهت منه؟
قصت عليها الحاجه عون ما تعرفه عن قصة فهد وليالى من اول ما تعرف عليها إلى أن تزوجها
كل ذلك تحت نظرات سميره وإبنتها الحاقده واستغرابهم
سميره: ياااه ياليالى طيب مش تقولى من الاول انك بتحبي ومتعلقه بواحد بدل ما كنتى بترفضى كل العرسان كدا وعمك بقى قلقان
ثم ضحكت بخبث قائله: وطلعتى بتعرفى تحبي اهوه يا ليالى واحنا فاكرينك ملاك
يلا ما كل البنات بتحب بس بصراحه الا منى بنتى واخده الحياه جد اوى وتقولى انا مش فاضيه للكلام الفارغ دا
محمود المنياوى: ومين قالك أن الحب كلام فارغ بالعكس دا هو دا اللى بيدى طاقه للإنسان يكمل حياته الحاجه الوحيده اللي بتبقى لذيذه وبتخلى طعم للحياه
وبعدين ليالى فعلا مش زى اى حد يكفى أنها حبت فهد وضحت عشانه بحاجات كتير ودا أسمى سئ فى الحب هى التضحيه .
وبعدين الملايكه هما اللى بيعرفوا يحبوا .
دائما مايكون الإنسان الصادق والطيب الذي يستضعف طيبته وخجله ونظافة لسانه بعض البشر المريضه بالحقد والغل له ألف لسان يرد عنه ليجعل الله كيدهم فى نحرهم وهذا ما حدث لسميره وإبنتها فكلما قالوا من شأن ليالى واحرجوها يجدوا مدافعا لها يقصف بجبهتهم .
سميره : هه اه امال يلا ربنا يهنيهم
يلا مش محتاجين مننا اى خدمه نساعدكم فى اى حاجه
زينب: لا شكرا نجيلكم فى الفرح
كانت سميره ستهم لترحل ولكن حين رأت ادم يدخل وهو يسند عدى ظلت مكانها ولم تتحرك خطوه وغمزت لابنتها
ظلت سميره جالسه غير مباليه بمن حولها فكل منهم أراد أن يذهب لينهى عمله استعدادا لحفل الحناء ولكنها لم تذهب وظلت جالسه فبدأت ليالى بالاستعداد هى وتولت العمل نيابة عن زينب التى جلست معهم مجبره
دلف أحد العمال المكلفين بذبح الدبائح يهتف قائلا: ياست زينب المعلم كدا باقيله من حسابه خمسه وعشرين ألف
هتف فهد قائلا: اطلعى يا ليالى هاتيلوا من الدولاب المبلغ اللى قال عليه .
صعدت ليالى ونزلت بالمبلغ وأعطته لفهد ثم جلست مع اسماء وعدى وادم وانضم لهم فهد يتحدثون عن أشياء تخص حفل الزفاف .
التمعت عين سميره ونظرت لابنتها التى لمعت عينيها طمعا هى الأخرى
استغلت سميره انشغال الجميع في الحديث وهمست لابنتها قائله: شوفى البت وصلت لفين شيلي عينك دى بقا من على جوزها وخليكى على الواد اللى دخل مش شايفه شكله عامل ازاى ولا أمه لابسه ايه دا شكله الماظ
منى : الماظ ايه يا اما دا تلاقيه ازاز وتقليد هما الناس دى كدا غاويه منظره عالفاضي
سميره: اتنيلى واسكتى منظرة ايه هما دول بتوع مناظر
اعملى اللى بقولك عليه اصل وربنا اروح ارنك علقة موت
منى : طيب طيب حار ونار فى جتتها
سميره بصوت عالى لتلفت انتباه الجميع: قومى يا منى شوفى بنت عمك والبنات لو بيعملوا حاجه ساعديهم
همت منى بالقرب من ليالى وهى تهتف قائله: مش محتاجين منى اى حاجه يا ليالى اساعدكم بيها
ليالى : منستغناش يامنى ....
فهد: ليه لا قومى يا منى ساعدى الستات فى المطبخ
تحدقت عين منى وهتفت ليالى قائله: فهد بس ....
فهد: مالك يا حبيبتي منى بنت عمك يعنى اختك وانتى كمان بتقفى تطبخى وتساعديهم وبعدين لازم منى تحس انها فى وسط عيلتها قومى يا منى قومى
منى : حاضر
دلفت منى إلى المطبخ وهى تنظر بغضب لوالدتها ثم هتف فهد قائلا ياحاجه مسعده
خرجت له مسعده تهتف قائله: ايوه يا بيه
فهد: مين معاكى من بناتك فى المطبخ
مسعده : منال ومريم الاتنين معايا
فهد : طيب خدى اديهم الفلوس دى يروحوا يشتروا هدوم يحضروا بيها الفرح وخدى دول كمان لديهم لباقى الستات اللى معاكى جوه
مسعده : شالله يخليك يا بيه ما الست ليالى جابت لهم
فهد: وايه المشكله انا عارف خدى وخليهم يروحوا يجيبوا اللى يحتاجوه
مسعده : حاضر يا بيه شالله يسعدك ويفرحك
فهد: تسلمي يا حاجه مسعده بس اسمعى خليهم يروحوا دلوقتي وعندك منى بنت عم ليالى خليها تساعدك عايزك تخليها تعمل هى كل حاجة
ابتسمت مسعده تفهما لما يقصده فهد وهتفت قائله: متقلقش يا بيه من غير ماتقول دا انا شبعانه من اذيتها فى بناتى
فهد: طيب يلا همتك بقا وخليها تعرف أن الله حق
ثم عاد إلى مجلسه وهتف قائلا لليالى : ايه يا حبيبتي عندك حاجه تعمليها دلوقتي ؟
ليالى : هدخل اساعد الستات فى المطبخ
فهد : لا. متقلقيش انا ظبط بتوع المطبخ وهما هيقوموا بكل حاجه وكدا كدا امى هى اللى هتشرف عليهم .
ليالى : طيب وايه المشكله لما اساعدهم
فهد: لو مهم عندك تساعدى حد تعالى ساعديني
ليالى : فى ايه ؟
فهد: تعالى وانا اقولك
ابتسمت ليالى بخجل قائله: فهد مش هينفع خالص
ضحك فهد قائلا: خدى بالك كلها كام يوم وراجع الشغل براحتك بقى
ليالى بحزن : بجد يا فهد
احتضنها فهد قائلا: زعلتى
ليالى : اكيد طبعا انت كنت بتقول كدا أن عندك اجازه طويله
فهد: ماهى خلصت واتصلوا بيا عايزنى ارجع
ليالى : انا خايفه عليك اوى وكمان مش هعرف اقعد من غيرك
ابتسم فهد قائلا: متقلقيش مش هطول وكمان ممكن اخدك معايا فى الڤيلا تقعدى فيها وابقى معاكى كل يوم ايه رايك
ليالى : انا اجى معاك فى مكان اهم حاجة تكون معايا
ابتسم فهد واقترب منها فنبهته أنهم بالمكان الخطأ
كل هذا تحت نظرات منى وحقدها وغضبها من والدتها التى ورطتها فى تلك المصيبه فهى الان تخدم فى منزل ليالى التى لم تكره سواها فى حياتها .

ليالى الفهدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن