الفصل الخامس عشر

33.3K 626 8
                                    

الفصل الخامس عشر

عاد فهد الى السرايا وهو يمسك يد حبيبته ومعشوقته تحت نظرات اهل القريه ودعواتهم لهم
حتى وقف أمام أحد المنازل البسيطه وهتف قائلا: السلام عليكم ورحمه الله ازيك يا حاجه توحيده
الحاجه توحيده : وعليكم السلام ورحمه الله يامرحب يامرحب بالغالى اتفضلوا
دلف فهد وهتف لليالى قائلا : تعالى ادخلى
توحيده: لا مؤاخذه البيت مش على قد المقام
فهد: البيت مقامه عالى بصحابه وبعدين دا انا متربي فيه ياحاجه توحيده
توحيده: شالله يخليك يا رب
فهد: قوليلى عامله ايه ؟
توحيده : الحمدلله بخير
فهد: مش ناقصك حاجه ؟
توحيده : شالله يباركلك ويبارك للحاج سالم
فهد: اى حاجه تحتاجيها ابعتيلى بس وانا هجيلك
توحيده : ربنا يباركلك يا بنى. . مراتك دى ؟
نظر فهد لليالى لكى ترفع نقابها فرفعته وهتف قائلا: ايه رايك يا حاجه
توحيده : بسم الله الله اكبر ماشاء الله زى البدر يافهد
فهد: دى عوض ربنا ليا يا حاجه توحيده
توحيده: ربنا يخليهالك ويعوض عليكم بالخلف الصالح
فهد وليالى : امين يا رب
هتفت توحيده قائله : اعملكوا الشاى
فهد: لا خليكى ليالى هتعمله
ابتسمت ليالى قائله: منين ياحاجه
توحيده :انتى يابنتى اللى هتعملى مش عايزه اتعبك
ليالى : تعبك راحه
توحيده : طيب يابنتى عندك الشعله اهيه وجنب منها الصينيه عليها الكوبايات والشاى والسكر
دلفت ليالى لتجد المنزل عباره عن غرفة واحده بها فراش ولوازم المطبخ وباب صغير يبدو انه باب الحمام
وبدأت بتحضير الشاى
همست الحاجه توحيده لفهد قائله: مراتك حلوه يا وشكلها غلبانه وبنت اصول ونفسها هادى بنت مين دى يا بنى
فهد : تعرفى الشيخ متولى هلال
توحيده: الله يرحمه هو ومراته الحاجه ليله
ااه دى ليالى ياحبيبتى دى كانت بتيجى مع امها تنضف الجامع وهى صغيرة وتحفظ قرآن كبرت وبقت زى القمر ياحلوه يا اختى يا حلوه تعالى هاتى بوسه
وقفت ليالى تستمع إليهم وفى عينيها دمعه أخفتها بابتسامه
ثم اقتربت منها تحتضنها قائله : فكراكى يا حاجه توحيده بس قولت انك مش واخده بالك
توحيده: لا ياحبيبتي دا انتى الغاليه بنت الغاليين بس انتى اختفيتى فين ؟
ليالى : كنت عند أهل امى الله يرحمها وبعدين جيت قعدت عند عمى محروس
توحيده : انتى البنت اللى كنتى بتخدميهم ومبهدلينك
اخفضت ليالى رأسها وهتفت قائله: ايوه انا
توحيده: ياحبيبتى مقصدش والله منها لله سميره محدش بيسلم من اذاها
ليالى : ربنا يسامحها ياحاجه
توحيده: لا يافهد دا انت ليك حق تخبيها دى زى القمر دى الغاليه بنت الغاليين هو انا انسي الشيخ متولى الله يرحمه لما كان يوصينى اروح اجيبلها توت من الشجره بتاعتنا وانا بزرع مكانش يقولها غير يا توته
فهد: انتى عارفه الاسم دا ؟
توحيده: يوه امال دا منداش عليها بالاسم دا الا من حبها فى توت شجرنا
فهد: ياريتنى سألتك عليها من زمان ياحاجه
شرب فهد وليالى الشاى وجلسوا مع تلك السيده يتحدثون ثم أخرج فهد من ملابسه بعض الأموال وتركها لها وذهب هو وليالى وهو مازال يمسك يدها ويشبكا اصابعهم ببعضهم البعض
مر فهد وليالى على منزلها القديم حيث يسكن عمها وزوجته وأولاده لتجد زوجة عمها تجلس أمام المنزل هى وابنتها مع مجموعة من النسوه
وعندما رأتهم ثار غضبها واحمر ووجها ولكنها أرادت أن تظهر برودها ولكنها هتفت بصوت عالى قائله: سبحان العاطى الوهاب بكره تقضي يومين خدامه هناك وترجعيلى تانى تحت رجلى وبكره افكرك ياحلوه
كانت سميره كلما تتحدث يد ليالى تقبض فى يد فهد ويشدد هو من قبضته على يدها لكى تشعر بالأمان
وظلوا فى طريقهم حتى وصلوا إلى السرايا
وقف فهد معها فى الحديقه خلف شجره كبيره تخفيهم عن الانظار ورفع عنها نقابها وهتف قائلا: مش عايز اشوف دموعك يا ليالى سيبي اللى يقول يقول انتى عارفه انتى عندى ايه .
انا فاهم اللى انتى حاسه بيه وعارف انك كنتى تتمنى انها تعاملك كويس وأننا نروح البيت دا مرحب بينا
بس انا مش عندك بكل دا زى ما انتى عندى دنيتى كلها
ليالى : فهد انت الحلم والامل اللى فضلت عمرى كله بستناه وعايشه عشانه
فهد: يبقى خلاص مفيش دموع تانى وانا هعوضك عن كل دا وهجيبلك كل حاجة فى الدنيا دى بين ايديكى بس اشوف ضحكتك الحلوه عشان تنورلى حياتى
اوعى تخلى حد يضيع علينا لحظه فرحتنا وسعادتنا دى
احنا ما صدقنا لقينا بعض
اومأت له رأسها بالموافقه وهتفت قائله: عندك حق انا حياتى بدأت من يوم ما لقيتك وبقيت مراتك بس من النهارده فرحتى اكتملت بيك ولازم نعيش الفرحه علطول ومنخليش اى حد يتدخل فى حياتنا وينكد علينا ويبوظ علينا فرحتنا
اقترب فهد من يلثم شفتيها بقبله رقيقه لتتابعها أخرى فابتعدت بخجل قائله: فهد حد يشوفنا احنا في الجنينه
فهد: هى دى يعنى مشكلتك تعااااالى
وأمسك يدها وغطت وجهها ودلف إلى السرايا وهو ما زال يمسك يدها والجميع ينظرون لهم باستغراب ولايديهم المتشابكه
كانت ليالى فى قمة خجلها ولكن الجميع فرحون من أجلها
ولكن عندما وجدت جهاد تنزل الدرج تركت يده سريعا وابتعدت عنه
استغرب فهد لتصرفها ونظر إلى الدرج فوجد جهاد أمامه .
فهم فهد تصرفها وابتسم على عقل حبيبته ومراعتها لمشاعر الآخرين .
زينب: امال انتى كنتى فين يا ليالى قلقت عليكى
ليالى : انا ياماما.. ا
فهد: كانت معايا يا امى بنزور الحاجه توحيده
زينب: طيب ياحبيبى ربنا يبارك لكم . وهى كويسه
فهد: الحمد لله بخير
زينب: يارب يدوم عليها وعليكوا ياحبيبي
فهد: وعليكى يا امى
زينب: طيب انا هجهز العشا على مع عمك ييجى هو وعمك محمود
فهد: هما فين ؟
زينب: فى المزرعة وكلمت عمك قالى خلاص جايين اهوه
فهد: امال فين عدى مش شايفه
زينب: عدى مش هنا من بدرى راح هو واسماء للدكتور اللى بيتابع معاه وجايين فى الطريق يلا على ما تطلعوا تغيروا هدومكم ولا ترتاحوا شويه اكون جهزت العشا
يلا يا ليالى الله هى فين ليالى !؟
فهد: ليالى فى المطبخ يا امى من ساعة ما قولتى على العشا
زينب: طيب اطلع انت ياحبيبي و انا هدخل اناديها لو هتطلع تجيبلك هدومك ولا حاجه
فهد: لا سيبيها يا امى
زينب: يابنى هو ذنب عليها تعمل كل حاجة
فهد: انا هدخل اساعدها
زينب باستغراب: انت يافهد !!؟
فهد: ايه يا امى هو عيب الواحد يساعد مراته؟
زينب: لا ياحبيبي عيب ليه الرسول صلى الله عليه وسلم كان بيساعد زوجاته .
فهد: طيب هى فين جدتى ؟
زينب: بتقرأ فى المصحف فى اوضتها
وزينه قاعده مع ملك فى اوضتها عمالين يشخبطوا ويلعبوا بالألوان هتفضل ديماغها صغيره داخله الكليه السنه الجايه ولسه ديماغها قد كدا
زينب: سيبيها يا امى خليها تعيش طفولتها وشبابها وتعيش حياتها كلها براحتها هى وزى ماتحب طالما مبتعملش حاجه غلط
ابتسمت زينب قائله: عندك حق يا عدى دا انا اللى بقيت جده اهوه وساعات بتمنى ارجع صغيره تانى واضحك وأجرى والعب
هتف صوت من باب المنزل قائلا: وانا جيتلك يا بطه نلعب ونجرى انا وانتى وهرجعك العشرينات وتبقى اصبي من البت اسماء كمان
ابتسمت زينب قائله: عدى. بسم الله ماشاء الله احنا بقينا بنمشي كويس خالص ربنا يتم شفاك على خير يا حبيبي
عدى : انا فرحان اوى يا امى حاسس اني هرجع زى الاول أن شاء الله
فهد: طيب طمنى الدكتور قالك ايه ؟
عدى : عملنا جلسات وعلاج طبيعي وفضل ورايا لحد ما بقيت امشي كويس وقالى اقدر ادخل چيم براحتى واعمل اللى انا عايزه واشيل اوزان كمان وان شاء الله مع التمرينات والحركه المره الجايه هجرى كمان مش همشي
احتضنه فهد قائلا: مش قولتلك ياصاحبي هتبقى زى الفل ربنا مبيجيبش اللى فيه حاجه وحشه ودايما اللى بيقدره بيكون خير .
عدى : الله دا انا حاسس ان ليالى هى اللى بتتكلم
فهد: ليالى بصراحه علمتنى كتير خصوصا قربي من ربنا ومسألة الثقه واليقين دى
اسماء: ربنا يباركلك فيها يا فهد امال هى فين ؟
فهد: فى المطبخ بتجهز عشا
اسماء: طيب هروح اساعدها
فهد: لا خليكى يا اسماء انتى
اسماء: لا ازاى بقا وبعدين هى اللى بقت بتعمل كل حاجة ولازم حد يشيل عنها شويه
دلفت اسماء إلى المطبخ وتركت فهد يتأفف فى الخارج فهو من أراد أن يساعدها هو لينعم بوجودها جانبه ولكن بعد دقائق خرجت اسماء تتنهد بياس وتهتف قائله: ديماغها ناشفه اوى مرضيتش تخلينى اساعدها وقالتلى اطلعى اوضتك غيرى ومتنزليش غير على الاكل
فهد: طيب انا هدخل اساعدها انا
تحدقت عين اسماء وعدى
فهد: ايه مالكم ؟
اسماء: انت هتدخل المطبخ ؟
فهد: اه عادى يعنى هى اول مره ؟
أسماء: اه اول مره
فهد: تصدقى اول مره. ثم التفت فهد الى عدى ليجده رافعا أحد حاجبيه
فهد: مالك انت كمان بتبصلى كدا ليه ؟
عدى : احممم ايه
فهد: ايه ؟
عدى: احممم لا دا احنا الحبه اللى غيبنا فيهم حاجات كتير اتغيرت
اسماء: مش فاهمه حاجه
عدى : اطلعى يا موكا ياحبيبتي خدى شاور وغيرى هدومك وانزلى علطول
أسماء: حاضر
صعدت أسماء إلى الغرفة فهتف عدى قائلا: ايه بقا فرحنى
فهد : اطمن كله تمام هقعد معاك واحكيلك كل حاجة
عدى : تقعد معايا فين بقى هو انت حد هيشوف وشك تانى
فهد : اتلم يا اااض
عدى : بس انا من رايي تاخدها وتسافر فى اى مكان
فهد:تاااانى
عدى : هههههههه لا المره دى بجد بقا
فهد: هشوف وهظبط عشان انا خلاص اجازتى المفروض قربت تخلص
عدى : ياعم كلم حبايبنا هيظبطوك
فهد: طيب تمام .
عدى : هدخل انا اخد شاور واغير هدومى
فهد: ماشي يا حبيبي
دلف عدى إلى غرفته فكان يشعر بارهاق كبير بسبب شدة التمارين عليه اليوم ولكن ما كان يجعله يحتمل الالم والارهاق وجود أسماء بجانبه ومزاحها أحيانا وايضا كلماتها التى كانت تقوى من عزيمته

ليالى الفهدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن