39 | استيلاء

701 123 10
                                    


رغم ارتباكها وتوترها المُتصاعدين؛ حاولت إليسانيت ألا تفقد تركيزها ما يؤدي لعودتها مرئيةً، وإن لم يتواجد أحدٌ قربها غير الجثث.. كما أن لديها إحساساً أنه وفي خضم كل هذا أياً ما كان، إمساكها لن يكون حقاً أولويةً.

راحت تقترب من موقع الحريق، وانتبهت لاحتراق مباني عديدةٍ وكذا دمار أخرى كليةً.

سمعت صوت اصطكاك سيوف شديد اتبعته لتشهد معركةً طاحنة بين عددٍ من حراس القصر وجند ريدانا وآخرين لم ترى من يُماثلونهم قبلاً. يرتدون دروعاً سوداء تُغطيهم من رؤوسهم حتى أطرافهم، كلهم ذوي بنيات حتى تحت الدروع كانت بحد ذاتها دروعاً من صلابتها، وفوق كل ذلك ومع جمع الإثنين؛ يُفترض بحركتهم وعلى الأقل أن تتأثر وتُمسي بطيئةً من الثقل الشديد، لكن ومما تراه؛ تحركوا بخفة الغزلان وهي تفرّ من مفترسها ولعلّ أسرع.

سُرعان ما انضم سحرةٌ من كلا الطرفين إليهم، وهي لم تبصر قبلاً معركةً بين قوتين تضمن البشر والسحرة على حد السواء، كلا .. بالنظر إليهم، سحرة الجنود السود كانوا أقوى من الآخرين، أقوى بكثير، إذ وبلمح البصر قضوا على نصف عدد جنود ريدانا باستعمال سحر الأرض تارة والنار أخرى، رغم أن هذين العنصرين تحديداً هما ما يمتاز به سحرة ريدانا بالإضافة للروح باعتبار تضاريس ومناخ البلاد.

هل هم من ريدانا كذلك إذن؟ لربما قوىً ثائرة وينوون قتل العائلة الحاكمة كما حصل معها؟

قال أجوان أن عمال الحكومة والقصر هم من ينفذ عليهم سحر الروح المُقيِّد، والذي يمنعهم من الانقلاب على حاكمهم، وبذلك هو يستثني البقية من الناس وقد تضم هذه القوى العامة من الشعب. لكن كيف لعامة الشعب أن يكونوا بهذه القوة؟ قوةً تفوق بمرّات قوى الحراس والجند أنفسهم؟ هذا غير معقول.

لكن مهلاً، أين أجوان؟ هل تُراه قضى نحبه والحاكم بالانفجار أو على يد هؤلاء الجنود، أم تمكنا من الفرار؟

فيما يهمها ما يجري هنا؟ هي تحتاج إيجاد كايرو ! ومكانه مجهولٌ هو الآخر بل وحتى حاله، أين تم اقتياده؟ بل لأين ذهب هو بنفسه؟! يا لها من معمعة ! كيف لها أن تتقفى أثره الآن ولا تملك أدنى فكرة من أين تبدأ؟ بل هل لها حرية الحركة من الأساس في خضم كل هذا؟!

دعينا لا نتشتت، فكرّت وسارعت في التحرك بعيداً عن المعركة الحالية، مُتجهةً لأخرى كانت قائمة قرب مبنى آخر متصل بالقصر الرئيسي، بطريقها تمر على كثيرٍ من جثث جنود ريدانا دون أيّ جثةٍ واحدة للجنود السود بالمقابل. شعرت بالقشعريرة تجتاحها ودون إرادةٍ منها؛ من هؤلاء الشدائد الذين ظهروا فجأة مُبدين قوةً وشراسة لا طبيعية، لدرجة عدم سقوط أيٍّ من أفرادهم وهو ما لم يحدث من قبل في أيّ معركةٍ قرأت عنها، خاصةً باعتبار قوة الخصم التي يُستهان بها.

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن