14 | شجار

2.9K 341 67
                                    

" الشمس تغرب والظلام سيحل قريباً، لِم لا تبيت الليلة وتذهب غداً؟ " اقترحت الحسناء المُقابلة له، ابنة صديق عائلتهم، والتي أوقفته قبل أن ينطلق ليعود للبيت بعدما جمع كمية جيدة جداً من المال خلال أسبوع عمله. وقف على مضض، كان يريد الذهاب، لم يكن من النوع المُغيّر للأماكن كثيراً؛ حينما يستقر في مكان ما هو لا يحبذ الابتعاد عنه لأيّ مدة قريبة، وينطبق هذا الآن على بيته المُؤقت في القريبة المُجاورة للبحر بعدما قضى شهراً فيه. وكان ما اقترحت آخر ما يريد.

-" بيري، أشكر اهتمامكِ، لكن كلاّ، أفضل الذهاب الآن .. إن أكملت مشياً سأصل بمنتصف الليل؛ اشتقت للنوم ببيتي كما تعلمين. " وأدواته وأوراقه واختراعاته والتُفاح، كان غريباً مرور أسبوع دون أن يلمح أيّاً من ذاك الرُباعي. حياته تقريباً ومنذ زمن تمحورت حول ذاك الرُباعي، حتى الآن حيث انضمت لهم إليس على ما يبدو.

لم يبدو أن قالت كل ما لديها من ترددها، في حين اشتاق فجأة لرؤية البحر، ما حفّز رغبته في الرحيل أكثر. قالت:" حقيقةً .. "

-" كاي !! " قاطع كلامها نداءٌ مفاجئ قادمُ من أسفل التل، كان عالياً، تمتم كايرو من مكانه باستغراب: " اعتقدتُ أنها قالت بأنها تكره عمي، لماذا أتت لهنا؟ "

صعدت إليس، والتي تبدو عليها سعادة وحماسٌ غير طبيعيان التل بسرعة شديدة فاجأته ما جعله يتساءل عن السبب، احتضنته دقائق قصيرة، قالت خلالها:" غِبت لأكثر من أسبوع، جيدٌ أنك بخير ! " كان كلامها سريعاً؛ فقبل أن يردّ غيّرته قائلة: " على كل لا يهم ! اسمع لقد عرفته أخيراً !! "

-" عرفتِ ماذـ... لا تمزحين صحيح؟! أعرفتِ المكان؟! " فهم بسرعة، فلِم قد تتصرف بهكذا انفعال وتأتي لهنا إن لم يكن الأمرُ بتلك الأهمية؟

-" ليس ' بالضبط ' لكني عرفت أموراً عديدة، أو يمكنك القول بأني عرفت من سيساعدنا بإيجاده ! لدينا الوقتُ لرواية التفصيل بالطريق، والآن علينا الانطلاق نحو.. " قبل أن تكمل جملتها انتبهت أخيراً للفتاة الحائرة الواقفة أمامهما، وحركت هذه الأخيرة رأسها قائلة:" أهلاً. "

كان كاي سيعرفها، إلا أن إليس قالت:" أوه، أعتذر إن كنتُ قد قاطعتُ حديثاً مهماً. " تراجعت خطوتين للخلف كأنما تمنحهما مساحةً للاستمرار، لكنها رمقت كايرو بما معناه أن يستعجل. أعادت الفتاة اهتمامها لكايرو، يبدو أنها كانت تواجه صعوبةً أكثر عن قبل، وبالنهاية تنهدت مبتسمة وأمسكت بيديّ كايرو، لتقول بهدوء:" أشكرك على المساعدة هنا ومُرافقتي، أعاني الوحدة قليلاً لذا وجودك كان مُنعشاً لجوي المعتاد، سأتمنى لو نلتقي مُجدداً. "

ابتسم. " لا داعي للشكر. استمتعت برفقتكِ وعمي أيضاً. " نظرت الفتاة لإليس التي حملت نظرات حذرة إلى منزعجة للوقت الضائع منهما، أخبر كايرو:" هذه إلي، إنها .. " فكرّ بضع لحظات، لا يدري كيف يحدد علاقتها به. لكنه استقر بالنهاية على الحقيقة العامة. " خطيبتي. "

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن