15 | العراف

3K 345 51
                                    

مرّت سويعةٌ على انتصاف النهار. تقيها من الشمس وُريقات شجرة هي تحتها، وبعض الفيوم فين الفينة والأخرى. تعودتّ قليلاً على المناخ ذو الحرارة المنخفضة، المختلفة عن خاصة بلادها. رغبت للغاية في النوم.

همهم أحدهم. " الفتاة جميلة، لكن لا يبدو عليها الغنى، قلت أنها كانت مع احدهم؟ "

ردّ صوتٌ تعرفه، صوت قاطع الطرق الذي اختطفها، بقوله:" بالفعل، لكن لا أعتقد أننا يمكننا ابتزازه بها، اعني، لا أخالهما على وفاق، هي نفسها كادت تقتله بسكيني أنا. "

-" جيّد، ذاك يعني أن لنا من الوقت ما يكفي للتفكير واتخاذ أنسب قرار. أو ربما يمككنا اللهو بها فحسب، ألا توافقون؟ "

ضحك الشبان موافقين، وكان كل هذا الحوار على مسامع إليس التي كانت جالسة ومربوطة الأيدي و الأرجل بمنتصف الساحة، تتأمل الغيم والنعاس يتسلل إليها شيئاً فشيئاً.

-" إنني متعبة، لكم أرغب في الإستلقاء بعض الوقت الآن. " تمتمت لنفسها. لم تمانع النوم جالسةً أيضاً، إلا أن ضجيجهم ومهما حاولت لم يسمح لها.

مع استمرارهم بحوارهم السخيف، لاحظت أحد الشبان يتأملها، ساكناً صامتاً، فعلّقت مبتسمة:" أنا جميلة، أليس كذلك؟ لابد أنك أُعجبت بي. "

-" لِم لستِ خائفة؟ " سأل، سؤالاً منطقياً بالنسبة لفتاةٍ اختطفت ويتم الآن التفاهم حول ما سيُفعل بها مستقبلاً بين خيارات تتدرج من البشع للأبشع.

همهمت. " لا شيء مثيرٌ للخوف بالنسبة لي هنا، لن تبصروا وجهي بعد ربع ساعةٍ أخرى، لا تقلق، إنني أقوم بإراحة اقدامي المتعبة فحسب. "

-" تبدين واثقةً جداً، من أنتِ يا هذه؟ لا تعبر كل فتاة عن نيتها للهرب لخاطفها ببساطة. " اقترب منها، أعينه تتفحص خاصتها.

-" شخصٌ ستتمنى لو لم تعبث معه. " ثم أضافت، " ماذا عنك؟ ألن تبدي برأيك عن ما سيُفعل بي أو كيف سيتم استغلالي؟ " فقد لاحظت عدم مشاركته الحديث معهم منذ فترة.

-" لا، كما ترين، مهتمٌ بمعرفة حقيقتكِ أكثر. لا تأتينا أمورٌ مثيرة للاهتمام كل يوم، صحيح؟ " قرّب من وجهه إليها، فباتت عيناه الزيتونيتين واضحتين، وسرعان ما تساءل:" إذاً، مجدداً، من أنتِ؟ "

-" حسناً، سأخبرك لأن لون عينيك جميل. أدعى ليلي، وأنا صيادةٌ يافعة تسعى لصيد كل أنواع السمك في القارة ! "

لم يبعد نظره عنها وهو يقول عابساً:" أنتِ تكذبين. "

تجاهلته. " وقد كنت بطريقي لأقرب بلدةٍ أو مدينة من هنا، لكن صديقك المغفل اعاقني، وكما ترى، تم تضييع وقتي الثمين بنصف ساعةٍ تقريباً، وإن استمر رفاقك الحمقى بحديثهم المزعج هذا؛ فإنني أعد بأن نهاية يومهم لن تكون على خير. "

عرش الساحرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن