الفصل الثاني عشر (ضياع)

1K 46 25
                                    

فصلت قبلتهم وهي لا تعلم كيف قبلت بذلك؟!!! هل نست حقا لعنتها؟
أم انها أصبحت أكثر من مرحبة بأي مسكن يريحها قليلا وكانت قبلة العراب هي الدواء
فتحت أعينها لتجده يناظرها بنظرة غريبة، نظرة لم يسبق أن رأتها بعيني رجل من قبل، نظرة جعلتها ترتجف
-لم يسبق أن قبلت أمرأة وتمنيت أن تكون لي مثلما فعلت الان
توردت وجنتاها حين سمعت كلماته مما جعله يردف
-أكاد لا أصدق انك سبق وتزوجت دونا
-ألفريدو....
ابتسم بتسلية حين سمع تذمرها فهو يعلم أن قلبها مازال ملك السادي لكنه لن يتوقف الان فكما اقتنص قبلتها سيقتنص قلبها هو الاخر
-سأنتظر توبيا، تكفيني قبلتك التي لم تكن لاحد قبلي
حاولت أن تعترض لكنه اوقفها
-قبلتي لا مثيل لها توبيا ولا تسمحي لعقلك ان يقارنها بغيري وسأحرص أن تنسيه عما قريب صغيرتي
-تعدني بذلك؟
-أعدك
لم يكن بحاجة ليسأل عما تعني ولم تكن هي بحاجة غير لهذه الكلمة لتصدقه فجل مناها الان ان تنس من كان سببا بشقاذها لسنوات

**********
كما سعد البعض وحزن اخرين وذهل البقية بهذه القبلة كانت هي أيضا ممن ذهلوا لكنها لم تفرح بل العكس تكاد تفجر غيظا
ظنت انها انتصرت عليها وفازت بكل شيء لكنها لم تفز الا بما تبق من غريمتها
غريمتها التي فازت لتوها برجل لم تكن هي نفسها تحلم بأن ينظر إليها فقط لا ان يقبلها كعاشق تلمع اعينه بهواها مثلما فعل منذ قليل
-يكفيني قهرا دونا، حان وقت انتقامي

************
نظرة انكسار منه ونظرة تحد منها اعلمت كل منهما ان طريقهم اصبح مواز ولن تقاطع طرقهم مرة أخرى
خسرها يوم عاملها كجارية وصدق بحقها ما قيل، ما هي من رأت منه ما هو أشد ولم تعاقبه مرة، لكن ما لم تحسب له حساب هو شياطين التي استوطنت قلبه وعقله فعجزا عن رؤيتها حين أظلمت رؤيته
بخطوات واثقة اتجهت نحوه وجوفها مليء بكلام حان وقت خروجه
-سيد ستيفان
ابتلع غصته حين سمع اللهجة الرسمية التي حادثته بها
-دونا
-كيف حالك ابنك؟
تعجب من َسؤالها بعد كل تلك السنوات وخاصة الان
-بخير حال
التوي فمها بابتسامة هازئة
-ارجو هذا
ضيق عيناه وحاول ان يتحكم بغضبه بهذه اللحظة ففضل ان يبتعد عنها قبل أن يصدر منه فعل لا يحمد عقباه
-أنتظر
-ماذا؟
-هلا أخبرتني كيف كسرت ذراع ابنك الشهر الماضي؟
تراقب ابنه هذا ما دار بعقله وراح يقلب الامر كثيرا حتى يصل لنتيجة، فهو يضع حراسة مشددة حول ابنه لا يتخطاها غير نينا ومربية الطفل والتي يراقب هاتفها دائما
آفاق من شروده وراح يبحث عنها كي يسألها عما تعنيه حين وجدها غادرت وهو مشغول بفكره
وجدها تدلف لاحدي الغرف المتراصة خارج القاعة فتبعها حتى وصل لهناك وسمع حديثها مع احداهن
-لقد أشتقت لك كثيرا صغيرتي
اقترب اكثر من باب الغرفة عله يلمح من تحادثه فصعق حين رآها تحمل فتاه تكاد تكون نسخة مصغرة منه بأعينها الرمادية وملامحها التي تشابه ملامحه بطابع انثوي رقيق وشعرها الذي يشابه شعر لعنته حلكة !!!
دفع الباب بقوة مما جعلها تجفل وتستدير متوعدة القادم بالعقاب لكنها ابتلعت كلماتها حين رأته أمامها
-ستيفان!

*****************
نفذ وعده لها وأسرع بإرسال الحراسة التي سبق وطلبتها فوجدتها حجة مناسبة لتتصل به كي تشكره وتدعوه لتناول الغذاء برفقتها وهو ما رفضه بالبداية لكنه رضخ لطلبها حين الحت عليه
تزينت كما اعتادت دون تكلف لكنها لم تتخل عن اناقتها، فستان نيلي  رقيق يليق بنهار  معتدل واستقلت سيارتها تتبعها الحراسة بسيارة دفع رباعية
وصل للمطعم وانتظر حضورها، ثلاث سنوات وهو يبتعد عن مرمى بصرها كي لا يعلقها به، صغيرة هي لكنها شغلت قلبه منذ أولى نظراته لها لكنه لام نفسه كيف له ان يحب طفلة لكنها عادت مرة أخرى تؤرق ليله فقرر ان يستسلم لقدره معها
وصلت لوجهتها بهالة من الرقة والرقي يتبعها حراسها كاميرة تسير ببلاط مملكتها، وصلت لطاولته وانتظرت أولى كلماته
-اماندا
-فرناندو
سحب لها المقعد كسيد نبيل يدعوها للجلوس مقابل له وعاد لمقعده مرة أخرى
-هل لي بسؤال؟
-بالطبع
-لما كنت تهرب مني؟
ضحك من قولها يداري اضطرابه وحين هدأت ضحكاته وسألتها عن سبب قولها هذا
-انا لم أكن اهرب بل أنت من فعلت هذا
-لقد كنت اهرب لتبحث عني بنفسك، اما انت فكنت تهرب من حولي دائما لما؟
شعر بحزنها فرق قلبه لها لكنه يخاف ان تكون مازالت متعلقة بمشاعر المراهقة ورعان ما تفيق منها
-لم أكن اهرب كنت فقط ابتعد كي لا تغرقي بمشاعر المراهقة خاصتك
-لكنني لم أعد مراهقة الان
-ربما
-اذا؟ هل ستظل تهرب مني؟
-لن افعل اماندا ولكن هذه المرة لن يكون هناك عودة اذا ما رحلت
ابتهجت وسعد قلبها ووعدت نفسها انه لن يكون هناك مهرب منها بعد الان

************
رأته مغادرا الحفل فاسرعت اليه بغفلة عن الجميع تحادثه
-طونيو
استوقفه نداؤها فعاد ادراجه يحادثها فهي لعبته الجديدة ولن يملها الان
-سيدة بنيني
لم تعلم لما تكره هذا اللقب رغم سعيها المستميت لنيله
-نينا، فقط نينا عزيزي
اقترب منها بوقاحة غير عابئ بالحاضرين حولهم مما اربكها
-حسنا نينا، هل اشتقت إلى؟
-بالفعل
ابتسم بخبث حين سمع اجابتها المتسرعة التي صدمتها فهو يعلم تأثيره على النساء خاصة أمثالها
-اقصد، كنت أريد التحدث معك
-حسنا تحدثي
-ليس هنا
-انا ذاهب الان لفندقي وافني هناك بعد ساعتين
اومأت له وعادت ادراجها تمنى نفسها بوقت من اللذة ستقتنصه بعيدا عن أنظار زوجها والجميع
ابتسم ساخرا من مجون سيدة لديها كل شيء وتركض خلف شهوة ستقضي على كل ما هي به، رفع نظارته الشمسية ليرتديها وعيناه تطوف بالمكان لمرة اخيرة فوقعت على ملاكه التي كانت تنظر اليه نظرة عتاب فهم منها انها رأت ما حدث منذ قليل لكنه نفض عن عقله ذلك فهو لن يشغل باله بأمر مازال بطي الغيب، ارتدي نظارته وغادر تاركا خلفه غصة بقلب احداهن لا تعلم سببها ربما انها ظنت ان امثاله ربما يكونوا لهم مبادئ لكنها مخطئة

**********
عيدكم مبارك
بعتذر التأخير رغم عني والله
الفوت يا بنات بليز

الدونا ( العشق المنبوذ الجزء الثاني ) مكتملةOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz