الجزء الحادي والثلاثين

668 27 0
                                    


حين رآها الصغير واخبرته انها اخته لم تتوقع نظرة الفزع التي رسمت على وجهه وطلبه الغريب الذي توسلها به

-ارجوك حوريتي لا تجعلي نينا تراها

-لم صغيري؟

-ستؤذيها وانا لا اريد ذلك فهي صغيرة

-لا تقلق فهي ابنتي انا ولا علاقة لنينا بها

-اذا هل اكون ابنك انا ايضا

المها قلبها حين سمعت تعليق الصغير، هي لا تصدق كم العذاب النفسي الذي تعرض له ليتحدث بهذه الطريقة وهو لم يبلغ الخمس سنوات من عمره!

ضمته لصدرها وهي تطمأنه

-أنت بالفعل ابني ولن اتركك بعد الآن

-حقا حوريتي! اذا هل اناديك مامي

-حقا، ونعم فلتنادني بما تريد

قفز بسعادة وهو يهتف رغم براءة ما قاله الا انا قلبها لم يتحمل

-لقد حصلت على مامي

اسرع ناحية عمته سعيدا وهو يصيح به

-عمتي لقد أصبح لدي مامي كبقية الاطفال

ذهلت مما سمعته على لسان طفل من المفترض انه لا ير غير والدته ولا يعلم بحدود الحياة شيئا غيرها

لم تتوقع أن تراه هنا والان كان واقفا بهيبته المعتادة بباب القاعة يستمع لما قاله صغيرة

لم تنبأ عيناه التي أظلمت بخير ابدا فهو لم يصدق سوء حالة ابنه وهو المسئول عنها

حين راه أنطوني قفز ناحيته سعيدا كي يخبره بما حدث معه

-دادي لقد أصبحت حوريتي مامي انا واختي

عانقه ستيفان بقوة وهو يعتذر منه، وضعه بين يدي اخته لورا وغادر مسرعا كي يسيطر على شياطينه التي تأبى ان تتركه

تبعته مسرعة قبل أن يستقل سيارته ويغادر لتركب بجواره وتطلب من البرتو ان يتولى هو القيادة

-اهدا ستيفان

-لقد دمرت حياة ابني، لقد حولته لصورة مني، انا المخطئ انا من يدمر حياة كل من يقترب مني

حاولت أن تحتوي جنونه هذا، كما اعتادت احاطت كتفه بذراعها وقربت لها وهي تهمس له

-انت لم تفعل هذا، ألم تر سعادة الصغير، لقد ارتمي بين ذراعيك انت

نظر لها بتيه يحاول ان يصدق ما قالته، وجد بهما الصدق الذي اعتاده منها، رأي توبيا التي عرفها منذ سنوات، تلك الفتاه التي انقذته من ظلامه مرة وتحاول ان تنجيه الأخرى

أغلق الزجاج الفاصل بين السائق والمقاعد الخلفي وقربها منه حتى التحمت شفتاه بخاصتها، حاول أن ينسى ما يقيده بهموم نفسه بها، حاولت أن تبتعد لكنه لم يسمح لها بذلك، همس لها لتبق بجواره

الدونا ( العشق المنبوذ الجزء الثاني ) مكتملةWhere stories live. Discover now