و حين ظن سكان نورفن أن العاصفة قد هدأت و انهم سيعودون اخيراً إلى ديارهم بسلام ، غافلين عن وجود رمات سهام مختبئين خلف الجبل متأهبين لاخذ بثأر ملكهم و ذلك بقتل زعيم القرية فيلد هاكسن
لم ينتبه احد لامر الرمات ، فكلهم مشغولون بأمر الدماء التي تسير منهم ، فالساحة باتت مسبحاً للدماء ، قلما ادركت اريكا أن نمرها قام بإتباعها ، و الذي هرع جارياً حلما انطلق السهم .
لم يتمكن النمر من انقاذ الموقف بسرعة فرغم سرعته فهو حتماً ليس اسرع من السهم ، لذا اصيب النمر بدلاً منه ، ليلقى النمر المصاب فوق الزعيم ، بجسد هامد و دماء اسخن من نيران جسر المملكة
يال سخرية الحياة ، يعيش الانسان طول حياته يعمل و يصنع لتنهي قطعة حديد حياته!
ظن الجميع أن زعيمهم قد فارق الحياة برؤيتهم له و هو يسقط على الارض فجأة ، جرى مرلن نحوه و هو يرتعش خوفاً ، و معه اريكا التي ما زالت الصدمة واضحة عليها ، كان رداء الزعيم الضخم يغطي شيئاً ما ، و بينما سأل مرلن والده :
_ هل أنت بخير !
رفعت هي الرداء لتصعق بنمرها مصاب و مغطى بالدماء ، كم سهل هو حين تدعي السعادة لكن أن تكتم الألم فهذا ما لا يمكن مقارنته بالموت لألمه ، غريب كيف حدث كل هذا في يوم واحد ، أليس من المستحيل أن تتألم على نمرها أكثر من قتلها لوالدها !
لقد انقذ هذا النمر حياة الزعيم ، فلولا فارق التوقيت لما كان فيلد واقفاً على قدميه ، مدركٌ هو ذلك لينسى كل قاعدة وضعها ضده و يخلع رداءه و يغطي به جرح النمر و يحمله ، ثم اخذ يجري مسرعاً نحو نورفن ، رغم حزن الجميع و اصابات الحرب و خسارة اريكا إلا أن مرلن كان سعيداً بما فعله والده رغم أنه لم يبين ذلك ، قد تتغير عادات نورفن اخيرا ، فأن يحمل فيلد هاكسن نمراً أو أن يلمسه حتى ، فهذه معجزة !
اريكا التي باتت غير قادرة على التنفس البكاء و الحراك و كأن ثقل جبال نورفن ببيوتها على صدرها ، مما أثار قلق مرلن عليها قد يصيبها مكروه بعد كل ما عانته لهذا اليوم ، انحنى لها و هي التي لم تنظر إلى شيء سوى دماء نمرها التي تغطي التراب ، وضع يده على كفها
_ لنذهب
حوط خصرها بذراعه الأخرى و اخذ يسندها على المشي ، و كما توقع لم تقوى على الاستمرار ليغمى عليها ، و في الجهة الأخرى اسرع الزعيم الى نافين مع النمر لتعالجه ، هي التي كانت تصنع الاساطير ضد هذه الكائنات المفترسة ، من كان يظن ان لهذا ان يحصل يوماً.
عدد كبير من الموتى الذين لن يعودوا إلى نورفن و عدد اكبر من المصابين ، كلهم بحاجة إلى علاج سريع ... كما تركت السهام اثر في ظهر مرلن لا يمحى لتخلد تلك المعركة كالوشم لان لا ينسى ما حصل ، فلولا اريكا لكان هو في عداد الاموات هي من قاتل و ليس هو ، ذهب مرلن بعد أن ضمد جروحه إلى نافين ، ليطمئن على النمر ، هذا النمر الذي يخشاه الجميع ، و الذي يعده كل من في القرية مشؤماً أنقذ أباه من الموت ... كم هو مدين لاريكا و للنمر بحياته .
YOU ARE READING
norvin نورفن
Adventureيظن الجميع أنه جبان ، أنه لن يستطيع أن يكون زعيماً ، و لن يحكمهم يوماً ، إلا هي التي كانت تذكره دائماً بأنه سيكون أعظم حاكم في نوفن . كانت دائماً تشجعه ، حتى في قراراته الجنونية ، قائلة: " ما فائدة الحياة إن كان دورك فيها صغير؟ الحياة كالدائرة يا مر...