أهلاً بعودتكِ لموطنكِ

26 3 18
                                    

شعور الحنين و الشوق رغم البعد ...قاتل ، شعور الرغبة بأن تكون بقرب الحبيب وهو بعيدٌ عن العين ...قاتل ، شعور الخوف من المستقبل و الرعب من الماضي ..قاتل،  فكيف يعيش الإنسان و هو في كل لحظة من عمره يُقتل و في كل لحظة تُغرس في قلبه طعنات جديدة، أما آن الأوان ليرمي كل شيء مخيف و مرعب في زنزانة محكمة الإقفال ويرميها بعيداً عن ناظريه وعقله وقلبه و يمضي قدماً في حياته التي كان يحلم بها منذ الأزل ؟؟! .

قلب الإنسان حتى و إن تحضر وارتقى لا يزال هناك طفرات تشوهه ، فهو ضعيف تجاه الأحباء وهذه الطفرة التي تشوبه تشوه معالمه و تدمره حاضراً و مستقبلاً ..

كان يوماً يفوق الخيال ! اجتمعنا سوياً و أكملنا عهدنا بالحب الأبدي، قلوبنا التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة عادت و الحياة تنبض في أوردتها و شرايينها ساقيةً قلوبنا العطشى و صحرائها القافرة، أرواحنا المشتتة التي كانت هائمة في سماء هذا الكون يبحث كل واحد منها عن الآخر قد وجدا بعضيهما، بعد تلك القبلة التي منحته إياه والتي كنت أتمنى أن يتوقف الزمن في تلك اللحظة عدنا كالسابق ... نمسك أيدي بعضنا ونتعانق وكلمات الغزل المتبادلة بيننا، كل شيء عاد كالسابق و أنا سعيدة بقربه، سعيدة لسماع ضحكته الرنانة التي خلدتها في مسمعي وقلبي، سعيدة لأنني أرى عيناه تبتسم لي انا وحدي، سأعيش بجانبك الأبدية يا فاتني وحبيبي وسأترك كل ما يعيق علاقتنا خلفي، عائلتي دمرتني وقتلتني حين جبرتني على الابتعاد عنك ما زلت جاهلة السبب و لكن الآن الشيء المهم أنني عدت لأحضان حبيبي .

مضى اسبوع كامل منذ ذلك اليوم الرائع وكلانا لم نخبر أحد بأمرنا بعد، أشعر بالذنب لأنني لم أخبر آمبر إلى الآن، أنا معتادة على اخبارها بكل شيء يحدث معي، لكن بالنهاية إنها آمبر لا يوجد شيء يخفى عليها إنها هنا الآن في مكتبي و تحدق بي باستغراب تنتظر أن أجيبها على سؤال طرحته علي كصديقة و ليس كطبيبة و أشك أنه إن أخبرتها السبب إما ستغضب مني أو ستقتلني ثم تنسى أنني أخفيت عليها مواعدتي مع كاي ثم ستقول إن هذا الأمر لا يهمها هذه حياتي و أنا حرة بما أفعله وهذا كله سيحدث بعد أن تقتلني .

" إذا آنسة بارك !! متى ستخبريني ما هو السبب الذي يجعلك تبتسمين و تضحكين ؟ أنت كنت تضحكين طيلة الاسبوع الفائت ؟ لم أراك تبكين مطلقاً أو تشتكين من آلام الحب وآلام قلبك التي باتت تشكل لي الصداع ، هل تخبئين شيئاً عني ؟! إن كنت تفعلين اعلمي أنك ميتة "

يا للمصادفة قبل قليل كنت أخبر نفسي بما ستفعله آمبر بي إن لم أخبرها .. عليّ أن أسرع بإخبارها قبل أن تقوم بإعدامي .

" حسناً إذا أخبرتك هل تعديني أنك ستزورين قبري باستمرار وتضعين عليه الورود ؟"

" إذا هناك حقاً ما تخبئينه عني!! ، لقد علمت ذلك أيتها الخائنة !"

قامت برمي وسادة و أصابت الهدف الذي هو وجهي ، فقط عندما أخبرتها أنني أخبئ عنها شيئاً قامت برمي الوسادة فكيف إن علمت بما أخبئه !؟ هي حتماً سترميني من النافذة والأسوأ هو أننا على ارتفاع سبعة طوابق أي أن الموت مضمون لها .

إميليا...لو لم أحب..Where stories live. Discover now