part 1 النوفيلا

19.4K 844 133
                                    

البارت الاول من النوفيلا التكميلية لرواية زهرة في مهب الريح (اني رزقت مجنونة)

يد ناعمة رقيقة تلف عمامة بيضاء علي رأسها بحرافية انتهت من لفها لتلف شال من اللون البني المزخرف حول رقبتها لتظهر زهرة بملامحها السمراء الهادئة و هي تبتسم برضا ناظرة الي نفسها بالمراه ضاقت عينها عندما اتسعت ابتسامتها و هي تضع شارب مستعار امسكت بعصا غليظة و امسكت بطرف الجلباب التي ترتديه و الذي يكسوها للغاية و لا يناسبها إطلاقاً فتحت الباب و تقدمت بخطوات واثقة نحو الاسفل و هي تقلد طريقة مهران بالسير تنحنحت بصوت حاولت قدر الإمكان أن تجعله صلب قوي كصوته التفت الجالسين بالردهة عدا هو اتسعت اعين والدها و والدته بصدمة من هيئتها ..ضحكة لطيفة طفولية خرجت من الصغيرة شمس صاحبة الاربعة سنوات و هي تري والدتها تنزل و ترتدي ملابس والدها و هو المنشغل بألعاب الذكاء الخاصة بطفلته .. امسكت الصغيرة وجه ابيها تجعله ينظر إلي زهرة و هي تقول بصوتها الطفولي :
_بابا ماما لابسة انت

رفع مهران رأسه إليها و هي التي تقف بخشونة لا تليق بأنوثتها الواضحة ابدأ و تعقد ما بين حاجبيها باقتضاب اتسعت عينه ليس صدمة إنما ضيق و قد شخصت عينه بغضب جحيمي الآن هب واقفاً و هو يكشر عن أنيابه كالاسود .. رغم خوفها بل رعبها من مظهره إلا أنها أكملت طريقها إليه و هي تسير ممسكة يالجلباب حتي لا تقع جلست باسترخاء و هي تستند بظهرها المفرود علي ظهر الأريكة و تنظر إليه قائلة بحدة و لكنته الصعيدية التي اكتسبتها منه :
_اجعد واجف أكدة لية

صك علي أسنانه و تقدم منها حاولت الثبات كما هي في حين نطق هو بصوته كله بغضب :
_زهــــــرة

بتصنع الغضب الشديد كما يفعل هو ألقت العصا من يدها و هي تقول بخشونة بعض الشئ :
_اهناه مفيش زهرة اني مهران الجناوي

خرج والدها عن صدمته و نظر إليها قائلاً بتحسر علي شباب ابنته التي أهدرت دماءها بالنسبة لمهران :
_أية اللي عتعمليه ده يا بتي مستغنية عن عمرك اياك

التفتت الي والدها و ابتسمت بخفة و هي تغمز له بعينها بخفاء لترفع رأسها مرة أخري إلي مهران الذي فقد اخر ذرة من تعقله و احتقن وجهه بدماء الغيظ و هو يرفع حاجبه الأيسر لاعلي بحدة تفاجأت من مظهره الذي تبدل بدقيقة مجرد أن نظرت إلي والدها  لتريح ظهرها الي الخلف و هو تتنحنح قائلاً بحدة :
_ما جولنا اجعد

انحني إليها لتتسع عينها برعب و تعود إلي الخلف ليدب بيده علي الأريكة بجوار رأسها و هو يقول بغضب :
_جسماً بالله يا زهرة لو طُلعت فوج دلوج عـ

ابتلعت ريقها بخوف شديد لتخرج من أسفل ذراعه المحتجز إياها و هي تقول بتوتر :
_لا و حياة امك ما تكمل انا هطلع لوحدي يا باشا

_فــــــوج

صرخ بها بصوت قوي اثار فزعها لتمسك بطرف الجلباب و تركض الي الاعلي سريعاً .. اغمض عينه و هو يتنفس بغضب .. حاول رسم ابتسامة بسيطة علي ثغره و هو يميل ليقبل رأس صغيرته و هو يقول بحنان :
_عاچي تاني اني خليكي اهناه يا شمش

زهرة في مهب الريححيث تعيش القصص. اكتشف الآن