طلاق بعد عذاب 😢

4.8K 231 17
                                    

دخلت سهيلة المنزل وهي تبكي في حضن والدها الذي يربت على ظهرها بحنو شديد وهو لا يعلم ما سبب بكاءها بتلك الطريقة .. واتجه بها للكنبة وجلسوا عليها وأخبر والد سهيلة ياغيز بأن يجلس أيضا على الكرسي .. وأثناء محاولة والد سهيلة تهدئة ابنته تجول ياغيز بعينيه الزرقاء أنحاء منزل معشوقته الصغيرة كما أطلق عليها عندما رآها للمرة الأولى تقف أمام مطعم معروف عندما كان في زيارة للقاهرة لإتمام صفقة مع إحدى شركات العلامات التجارية التي تصنع أفضل أنواع أدوات التجميل في مصر .. وكيف وقع أسيرا مغلوب على أمره في عشق جمالها البسيط والطفولي والبريئ وحركاتها وتعابير وجهها المضحكة ...
بعد مرور دقيقتين ظلت تبكي فيهم سهيلة وأعطاها كوبا من الماء لكي تشربه حتى تهدأ .. أما ياغيز يتطلع عليها بحزن شديد وعشق دفين لا ينتهي ولا يزول بملامحها الشاحبة والفاقدة لنضارتها و بريق عينيها الذي يعشقه منطفئ ولم يلاحظ نظرات والدها له والذي علم أنه يعشق ابنته .
(ياغيز بيعشق سهيلة وبيحبها من قبل ما تتعرف على شادي أصلا وكان دايما عينه عليها وبيراقبها من غير ماتعرف)
والد سهيله بحنو :- ايه اللي حصل يا حبيبة بابا .. ست البنات شادي شكله مزعلها جامد ولا ايه .
سهيلة وهي تهدئ أنفاسها :- ااااه يا بابا حصل حاجات كتير اوي معايا .
والد سهيلة بتساؤل :- طب يا بنتي قوليلي شادي عمل معاكي ايه بعد ما اخدك مني ومشي .
سهيلة بتقطع :- ححااول  يعععتديي  علياااا يا بابا بالعافية .. وكمان باسني كذا مرة بالعافية .
والدها وهو غير مصدق لما يسمعه من ابنته الصغيرة :- انتي بتتكلمي جد .. حاول يغتصبك وكمان باسك بالعافية .. ده شادي بيعشقك معقول يعمل معاكي كده ايه مش قادر يصبر لزفتكم ولا ايه .. ده انا لما هشوفه هخرب بيته وهحبسه .. طب انتي عرفتي تهربي منه إزاي وعملتي فيه إيه .
سهيلة ببكاء مزق قلب ياغيز :- ضربتتته بالقلممم .. وفضلت ازعق فيه واشتمه وهو اتعصب عليا وخلع حجابي ومسكني من شعرييي جاااامددد وفضل يبوسني في وشييي كله يا باباااا .. وأنا زقيته بعيد عني بقرف ومسكت سكينة وحطيتها على رقبتي وقولتله لو مبعدش عنييي هقتل نفسيييي قدااامه .. وفجأة جه ياغيز وشد من أيدي السكينة وضرب شااادي جامد .
والد سهيلة بصدمة ودموع وهو يحتضن ابنته لحضنه :- يا حبيبتي يابتي .. يا نور عيني .. ياريتني ماكنت وافقت ولا جوزتك ليه يابتي .. وبعدين هو فينه الحيوان ده دلوقتي مش معاكم ليه .. قدر يهرب ولا غار ف أنهي داهية تاخده .
سهيلة ببكاء أكثر :- لما كنا جايين في عربية ياغيز علشان يجبني هنا .. شادي هزقنييي ومسكني من شعرييي تانيي يا بابا .. وياغيز نزله من العربية وفضل يضرب فيه جاااامد لغاية ما اغمى عليه وسابه في الشارع وجينا هنااا .
والد سهيلة وهو يشدد من احتضانها :- يا بنتي فهميني براحة ومن غير عياط علشان اعرف أتصرف واطلقك منه .. لأني مستحيل أسيبك مع واحد زيه .
سهيلة وقد هدأت بعض الشيء :- هحكيلك كل اللي حصل بالظبط يا بابا .
بدأت سهيلة في سرد كل ما حدث معها بالتفصيل بداية وصولهم الشاطئ حتى الآن وأيضا ياغيز أخبره بما رآه وقتها .. ظل والد سهيلة محتضنها بشدة جعلت ياغيز يغار منه على صغيرته الجميلة التي تتمسك بوالدها أكثر وهي تبكي ...
والد سهيلة :- إحنا بكرة الصبح لازم نروح النيابة ونقدم فيه بلاغ ونجيب المأذون وأخليه يطلقك يا نن عين أبوكي يابنتي .. وبعدين انا همسحلك بكرامته الأرض وهبهدله على اللي عمله فيكي والحمدلله إن ربنا بعتلك اللي قدر ينقذك منه ومن اللي كنتي ناوية تعمليه ف نفسك .
نظرت سهيلة تجاه ياغيز الذي لم يرفع عينيه الزرقاء من عليها :- ياغيز هو الملاك اللي ربنا بعته ليا علشان ينقذني من ايدين الحيوان التاني يا بابا .. اللي يستحق الشكر هو ياغيز .
وقف والد سهيلة وأيضا وقف ياغيز مقابله فاحتضنه  والد سهيلة وهو يتمتم له بعبارات الشكر ويخبره أن الشكر قليل على ما فعله مع ابنته والتي كانت سوف تضيع لولا وجوده هناك وقتها وأنقذها وأرجعها إلى المنزل ...
والد سهيلة بشكر :- يابني انا والله مش عارف اقولك ايه ولا أشكرك ازاي .. اللي عملته النهارده ده جميل في رقبتي وعمري مهنساهولك يابني وربنا يبارك فيك وفي امثالك يارب .
ياغيز وهو يمسك يده ويضغط عليها :- والله مش محتاج حضرتك تشكرني ولا تقولي كلمة وأي حد كان في مكاني كان هيعمل كده وأكتر .. وأنا معاكم وهحميها منه زي ما وعدتها .. وإذا فكر بس يقرب منها أو يلمس شعرة واحدة منها هيندم على اليوم اللي اتولد فيه وهمسحه من على وش الدنيا .
والد سهيلة :- انشالله تسلم يابني .
ياغيز مودعا سهيلة :- طب انا هستأذن .. محتاجة مني حاجة يا اوزعة .
سهيلة بابتسامة :- الله بقى متقوليش اوزعة يا عجوز انت .. عايزة سلامتك ياغيز وبجد بشكرك من قلبي على انقاذك ليا وتوصيلك ليا للبيت كمان بجد شكرا جدا .
ياغيز بابتسامة أبرزت جمال غمازتيه و لمعة عيونه الزرقاء بلون البحر :- يابتي قولتلك مش عجوز انا عندي 32 بس مش 40 .. وبعدين بطلي تشكريني علشان ده واجبي على فكرة .. أسيبك انا ترتاحي وهمشي انا .
سهيلة بضحكة لاحظها والدها ورأى السعادة في عيونها :- هههههه كل ما تقولي يا اوزعة هقولك يا عجوز أيها الآغا .
ياغيز بضحك :- هههههههه زي ماتحبي خلاص .. يلا تصبحي على كل حاجة حلووووووووووة زيك .
سهيلة بابتسامة صافية :- وانت من أهل الجنة يارب .
ياغيز مودعا والدها :- انا هستأذن حضرتك اني همشي .. وده الكارت بتاعي يا عمي علشان لو حضرتك احتاجت شهادتي في النيابة .
والد سهيلة وهو يأخذ الكارت منه ويصافحه :- اذنك معاك ياحبيبي وبجد بشكرك مرة تانية .. واكيد بإذن الله هتصل بيك ومش علشان النيابة بس كمان علشان انت خلاص بقيت واحد مننا كمان يابني .
ياغيز بإمتنان :- ربنا يخلي حضرتك ويحمي أهل بيتك واكيد شيء يشرفني إني أبقى واحد من أفراد عيلتك ياعمي .. وفي أي وقت تحتاجني اتصل بيا بس وهتلاقيني قدامك فورا .
والد سهيلة :- طبعا يا حبيبي .. ويخليك يارب ياحبيبي .. عازتك العافية يارب .
ياغيز وهو يذهب تجاه الباب :- مع السلامة .
سهيلة و والدها وهما يودعاه :- مع الف سلامة .
ثم رحل ياغيز وأغلق والد سهيلة باب شقتهم .. و استأذنت سهيلة والدها ودخلت غرفتها للنوم .. وخرجت والدتها من المطبخ بعدما سمعت وعرفت كل شيء .. ذهبت إلى والد سهيلة الذي بادي على ملامحه الغضب الذي لا يبشر بالخير أبدا .. فجلست بجانبه وسألته :- معقول شادي اللي بيعشق بنتنا وبيحبها أوي يعمل فيها كل ده .. انا مش مصدقة والله إنه يعمل كده فيها .
والد سهيلة بتنهيدة :-هاااه .. قدر الله وما شاء فعل .. ربنا بعتلها الملاك اللي قدر ينقذها منه .. انا بكرة الصبح هروح النيابة وهقدم فيه بلاغ واعمله محضر عدم تعرض وهطلق سهيلة منه .
والدتها بقلق على ابنتها :- دي لسه متجوزة النهارده هتتطلق بكرة وبعدين ده اتضرب يبقى كده هيروح المستشفى و الشرطة اكيد هتسأله مين ضربه وكده بنتنا هتروح ف الرجلين لو شادي قال حاجة عليها مش كويسة .
والد سهيلة وهو يدعو ربه ألا يصيب ابنته أي شيء سيئ وفكر في شيء خطير لكن سوف يحمي ابنته من شادي :- ربنا يسترها معانا ويعدي بكرة على خير .. انا بكرة الصبح هكلم ياغيز علشان يبقى معايا ف كل حاجة هعملها لأنه هو الوحيد اللي هيساعدني .
والدة سهيلة :- باين عليه ابن ناس ومحترم ويشكر على اللي عمله مع سهيله النهاردة .
والد سهيلة بتأكيد :- ايوة فعلا .. سهيلة كانت دايما بتابع شغله على النت وأخباره علشان كده كانت مطمنة وهي معاه .. انا لازم اخليه يتجوزها علشان هو الوحيد اللي هيقدر يقف لشادي معايا .
والدة سهيلة :- ايه يتجوزها .. هتطلقها من واحد وهتجوزها التاني بعدها بيوم .
والد سهيلة بتوضيح :- افهمي انا هقوله يتجوزها شهر ولا اتنين وعبال ما نخلص من سي زفت نخليه يطلقها .. وبعدين انا النهاردة شوفت نظرة عشق ف عيونه ليها وهو بيبص عليها وبيخليها تضحك من قلبها تاني .. انا متأكد إنه هيحميها بحياته علشان هي تبقى في أمان .. وهي كمان لو حبته يبقى مش هيتطلقوا أبدا ولا هيتخلى عنها كمان .. بس يارب بنتك هي اللي تتفهم وتوافق ده هيبقى أحسن ليها .
سهيلة وهي تسمعهم :- انا موافقة يا بابا .
والدها وهو يقف ويتجه إليها :- انتي سمعتي كل حاجة يا سهيله و عارفة انا بفكر في ايه علشان مصلحتك .
سهيلة بموافقة :- ايوة سمعت وموافقة .. لأن هو فعلا حلفلي بحياته إنه هيحميني من شادي حتى لو كلفه تمن حياتي عمره .. وبعدين انا دوست على قلبي برجلي ومش هحب تاني خالص .. والجواز هيبقى على ورق بس مش أكتر .. وزي ما حضرتك قولت شهر ولا اتنين ونتطلق .
والدها بشك وهو ينظر لعيونها :- متأكدة يا بنتي .. هتعملي كده بعد ما تتطلقي من شادي .
سهيلة :- ايوة انا متأكدة .
والد سهيلة :- ماشي يا حبيبة بابا .. بكرة هكلم ياغيز علشان يبقى معايا ف كل حاجة من أول اليوم وكمان أفاتحه ف الموضوع .
سهيلة بابتسامة :- تمام يا بابا .
ثم ذهبت سهيلة لغرفتها كي تحاول النوم بعد يوم صعب جدا عليها .. وتريح رأسها من التفكير .
والد سهيلة وهو يجلس مكانه :- يارب حلها من عندك يارب .. البت صغيرة ومتستحملش كل ده .. وأنا يارب عشمي فيك كبير  إن ابن الحلال بس هو اللي هيستحقها وهيرجعلها ضحكتها .
ثم ذهب والدي سهيلة كلامهما للنوم و ينتهي هذا اليوم الغريب الذي تحول من الفرح إلى بكاء وأشياء بشعة أخرى .

عشقت أوزعتي ❤ مكتملة (تم تعديلها)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن