الفصل الثاني عشر

3.9K 131 12
                                    

الفصل الثاني عشر
شوية ولقيت بابا داخل عليا: يلا امضي يا حبيبتي
فرح: أمضي!..امضي علي ايه
بابا: امضي علي كتب كتابك يا حبيبتي..يلا مش عاوين نأخر الراجل  ...المأذون كتر خيره..جه مع انه وراه فرح...يلا امضي يلا يا حبيبتي
بصتله والصدمة محتله ملامحي: بتقول ايه؟!
بابا:  امضي يلا عشان تطلعي وعمار يلبسك الشبكة.. يلا يابنتي ربنا يرضي عنك
ولأني وقعت في الفخ دا.. مضيت... عمار الحيوان قال لبابا ايه خلاه يكتب الكتاب من غير ما ياخد رأيي حتي.. ايه دا... بابا باس جبيني  وحضني  وأنا زي المغيبة بادلته.. معرفش كام بنت  أو ست حضنتني  بس أنت ثابتة جامدة مش بتحرك... متوترة.. مرعوبة وخايفة ومش قادرة أعمل حاجة.. كان ممكن بسهولة أوقف الموضوع.. لكن الموضوع هيمس أهلي أكتر ماهو هيمسني.. بس ايه يعني؟  مانا هبقي في الهم لوحدي..!.. أنا مش هكون زي هند  ساكتة ومش بتكلم.. مش هبقي نسخة معدلة منها..!
فوقت علي حضن أنا عارفاه كانت ماما وهي بتدمع
ماما:  ألف ألف مبروك يا حبيبتي.. عقبال ماأشوفك بالفستان وبعدها وانتي شايلة عيالك علي ايدك..
دمعت علي دمعتها بس قهرة.. ايوه مقهورة!.. ومقهورة جدا كمان... أنا كنت اهو بميل.. لكن هو لازم يعمل حاجة يخليني أرفضه أكتر وأكتر من الأول.. فكرني هنبهر بيه وأبقي هيرو  وكدا.. دا بعده.. أنا مش هبلة عشان اسكت له علي الحركة الدنيئة دي!
لقيت هند مقربة ومعاها منقبة.. أكيد رؤية كنت محتجاهم جدا..!
حضنتني رؤية وعينيها بتضحك:  ألف مبروك يافروح.. عقبال الفرح يارب
لقيت هند بتقرب بتردد.. وبتسلم عليا.. عينيها كانت مشوشة بس أكتر راحة من يوم عيد الميلاد:  ألف مبروك عقبال البكاري
حاولت افكها لأن الموضوع مش مستاهل..المناسبة جميلة...وأنامش سلبية عشان أنكد علي نفسي في يوم مبهج كدا.حتي لو كان الزفت عمار فيه!
فرح: أومال فين نايا
ابتسمت بهدوء: عند ماما مكنش ينفع أجبها معايا..كدا أفضل
كشرت ورديت: ليه كدا..أنا حبتها خالص..شبهك خالص البنت دي
تمتمت بكسرة بس سمعتها: اجعل حظها ونصيبها مش زيي أبدا أبدا يارب!
حضنتها بسرعة..حسيت بشهقتها ودموعها اللي بتنزل علي كتفي..الحضن طول وهي شهقاتها بتعلي لكن مش مسموعة..يمكن أنا بس اللي حاسة بانتفاضتها..
دمعت علي دمعتها ايه اليوم اللي مليان دموع دا بس ياربي!..يوم فقر زي وش عمار!
بعدت عن حضنها وأنت بمسح دمعتي بخفة وهي بالمثل
فرح:خلاص بقي خلينا نفرح ولو ساعة...ايه مش هتهيصوني بقي
رؤية بضحكة: احضنوني معاكم
فرح: تؤتؤ..ابعدي بقي
كشرت ومسكت فستانها من تحت النقاب وحركته:
اشمعني يعني ما سألتيش علي بنوتاتي حبايبي
فرح: لاء توبت..توبة من دي النوبة..دول بنات يا قادرة..مستبعدش يكون ولاد وعملين نفسهم بنات!
ابتسمت بسماجة: وحشة متكرريهاش تاني يا قطة
فرح: وحشة صح!
هزت راسها بمعني-اه-
رؤية: ماتيجي نرقص بقي
فرح: ترقصي!..يابت انتي مش منقبة
رؤية: منقبة عن الرجالة مش الستات..والحمد لله والدك عامل فرق..يلا بقي
شدتني وشدت هند وهنا وشيماء وفاتن ببقلولتها دي..وماما ولقيت شهندا..رقصنا وهيصنا..وأكترنا رؤية وكأنها كانت مستنية
لقيت هند شاورت لهنا...وهنا أومأت لها وخرجت..الأغاني فجأة وقفت..لقيت فرقة قربت عليا
مين جاب الفرقة دي!..ولابسين نقاب..هو مش نقاب بس زي المنديل اللي الستاات كانو بيلبسوه أيام زمان زي ريا وسكينة كدا...
قرب اتنين منهم..ورفعو المنديل..كانو..كانو هنا وهند!
ضحكت عليهم: أنتم بتعملو ايه
هنا: قلت أنتفع بصحابي العرر دول في حاجه..بما ان الخطوبة مش مختلطة
بصيت لهند: وأنتي
ضحكت: لاء هي كلمتني وقالتلي محتاجين وسطك يا هند..قلتلها ميغلاش عليكي..ويلا اتبسطي بقي..النهاردة يومك
بصيت لرؤية: وأنتي يا صحبة الندامة انتي مش معبراني بحاجة ليه؟
ردت عليا بغرور..
رؤية: كفاية وجودي في المكان..احم احم..محدش قالي حاجه أصلا
ضحكت: يعني محدش عبرك!
رؤية: اتنيلي..خليني أركز معاهم بقي اله..
وقفو بصفوف كدا..هند في المقدمة وراها هنا وشيماء..وتلت بنات في صف تاني لوحده...
رقصو مع بعض..رقصهم كان حلو والموجودين كلهم كانو فرحانين..وهند كمان كانت عينيها بتلمع وكأنها كانت بتتلكك عشان تفرح..ورؤية كانت قاعدة جمبي!..
الكل كان بيرقص ومبسوط..وشوية والبنات ثبتو وهند لفت طرحة حوالين وسطها..ورقصت شعبي بس بحرفية شديدة..شابووه ليكي يا هند..الضحكة والبسمة كانت محتلة وش كل الناس اللي في المكان..وشوية وشدوني أنا ورؤية...رقصنا وهيصنا براحتنا..وشوية وماما وخالتو رقصو معانا...
رجعت قعدت تاني بعد ماتعبت..لقيت خالتي قربت عليا..وبتوشوشني: فرح يابنتي هي السكر اللي هناك دي مرتبطة ولا عليها كلام
ضحكت علي خالتي اللي مش بتفوت فرصة عشان تجوز معتصم ابنها : قصدك مين؟
شاورتلي وأنا بحلقت لأنها كانت بتشاور علي هند!..
رديت عليها بتوتر
فرح: لاء هي مش متجوزة بس
قاطعتني: ربنا يبشرك بالخير يابنتي
يا خبر لازم الحقها قبل ماتتحرج هي ولا هند..شاورت لشيماء تقرب وهي قربت: شيماء قولي لامك متتكلمش مع البنت اللي قلتلها عليها دلوقتي وأنا هبقي أكلمها بعدين
شيماء: ليه!
خبطتها علي كتفها: أنتي مال أهلك أنتي..روحي قوليلها بسرعة
شيماء: حاضر.. حاضر
ماما قربت عليا وقالتلي..يلا يا حبيبتي عشان عمار هيدخل يلبسك شبكتك
علت صوتها: يلا يا بنات العريس هيدخل يلبس عروسته..
حسيت اني اتخنقت من مجرد ذكر اسمه..النصاب دا
الأغاني اتبدلت بأغاني هادية أكتر ورؤية نزلت نقابها واللي كان قاعد براحته اتظبط..وفرقة رياض وسكينة دخلو علي الأوضة عشان يرجعو تاني وخرجو وهما لابسين عبايات وطرح عادية..
حبة ودخل عمار وبابا وأحمد...
وأنا فضلت مكاني ماقومتش..لقيته بيقرب وعلي وشه ابتسامة..خلتني أحس ان في حاجات بتلعب في بطني..غريبة..رؤية قامت وهو قعد مكانها
غمزلي: ألف مبروك يا فروحتي
بصتله بقرف: الله يبارك فيك..
كح مرة ورا مرة..وأحمد لحقه بكوباية ماية..
عمار: تسلم يا أحمد..
ماما قربت بالشبكة وادتهاله بابتسامة..خدها منها وحطها جمبه..وبدأ بالسلسلة..وقرب عشان يلبسهالي
فوقفته: استني أنا هلبسها لوحدي
عمار: لءء ولو يعني أكون جايب مأذون ومكلف..وتقوليلي تلبسيها لوحدك..ولا ايه يا سوسو
ماما: عندك حق يا حبيبي...ماخلاص اتكتب كتابكم يابنتي..يلا يابني لبسها
قرب مني ولف ايده عشان يلبسهالي بطريقة انتفضت منها..عمر ماحد غريب قرب كدا..وطي بوشه عشان يلبسهالي وراسه جمب راسي بالظبط..همسلي: اهدي وهفهمك كل حاجة..مش قدام الناس كدا..وحيات أبوكي..اهدي شوية وابتسمي
ورجع لورا تاني..خدت نفس بسرعة بعد ماكنت حاسة ان الأكسجين انقطع عني!
لبسني الإسورة والغوايش...وجهووقت الدبلة..حسيت بضغطة ايده فخدت نفس لأني ماسكة نفسي من اني ابهدله دلوقتي وافرج عليه الناس..والمفروض اني البسه دبلته..بصيت في عينيه بتركيز..هو أنا فعلا اتكتب كتابي علي عمار..هل فعلا هقدر أشاركه في حياته؟.. هل فعلا هتفضل صورته نضيفة في عيني حتي بعد سنين جواز؟!...هل هقدر أعتمد عليه في يوم وأنا عيني مغمضة؟...هل هقدر يكون عندي ولاد منه وأبني عيلة معاه..الإجابة من كدا مش عارفاها ومش عارفة إجابتها بس أنا خايفة..اه خايفة لكن مش منه.. أنا خايفة من الجاي!..خايفة أحس اني مش في مكاني..خايفة أعمل حاجة كمان مش برضايا..بصيت لماما لقيتها بتبصلي بتشجيع..بصيت لبابا لقيت في عينيه لمعة كنت بشوفها دايما..كنت بشوفها دايما وقت نجاحي..هل دا معناه اني بارتباطي بيه هكون حققت نجاح؟..حسيت ان الزمن وقف من حواليا!...
لبسته الدبلة بسرعة كأن حبل ملفوف بقوة حوالين رقبتي..أول مالبسته الدبلة الكل سقف..والتصفير علي..وهو مسك ايدي وضغط عليها...شديت ايدي بسرعة منه كأن حية قرصتني!
عمار غمزلي: جه اليوم اللي تتمحرشي فيه بإيدي
تجاهلت كلامه ومردتش..لقيت بابا جه حضني وباس جبيبني..وأحمد حضني بعده بحب وأنا بادلته لأني كنت محتاجاه...كنت محتاجة طاقة أكمل اليوم
لأن اللي بيحصل دا كتير وشديد اني استوعبه حتي!
--------
الخطوبة خلصت والناس واحدة واحدة بدأت تمشي..لأننا في شتا أو في نهاية الشتا بالتحديد..!
ماما:يلا عشان محضرالك عشاكي أنتي وعمار..هو استئذن من أبوكي يخرجك..فاتعشو الأول
رديت عليها بزهق وأنا بقلع جزمتي في الأوضة: بس أنا مش جعانه
ماما: بت متتعبنيش!..الكل كان تعبان النهاردة ومحدش كل حاجة وأنتي أولنا...اتغدي وافردي وشك كدا....محسسانا انك مغصوبة..ماكنتي بترقصي من شوية زي القردة
ربعت ايدي: ربنا يسامحك
ماما: أمال لو ماكنتيش موافقة
عقدت حواجبي: ازاي يعني
لقيت بابا دخل وهو بيحضني: ألف ألف مبروك..مكنتش متوقع ان الواد عمار هيقنعك بالسرعة دي
حاولت أفهم من غير ما أوضح حاجة
فرح: هو فعلا أقنعني..بس هو قالك ايه
بابا: قاللي انه عاوز انتم الاتنين تخرجو مع بعض علي راحتكم وكدا..وخصوصاً اننا جيران ومش عايز حد يقول كلمة وحشة في حقكم وعشان يبقي براحته عندنا لما يجي وقال انه قالك وأنتي وافقتي طالما الفرح هيتأخر شوية عشان كدا جيت وسألتك..
مسحت علي وشي بعنف وافتكرت حديث بابا:
علي فكرة عمار..قاللي انه اتفق معاكي علي موضوع الخطوبة وانه فيه قبول لتلبيس الدبل وانك موافقة
قاطعته : اه موافقة يا بابا..هو لحد دلوقتي كويس معايا..مظنش ان فيه مانع
بصلي بصدمة: بجد يعني موافقة علي عمار
فرح: اه موافقة يا بابا علي الموضوع خلاص
رجعت وافتكرت تاني كلام بابا اللي لأول مرة أخد بالي منه
_بابا: دلوقتي هتلبسي دبلته وأظنك عرفتيه..والواد بقي جارنا..تقللي كلامك معاه لحد كتب الكتاب..!
_البيت هيبقي بالمودة والحب بينك و بين جوزك!

|عمر بيبتدي|الجزء الأول لــ فرح الدسوقي Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora