التفصيلة الثانية

53 3 1
                                    

دقت ساعة العمل وانطلق مدفع الأحداث المُتتالية ، حيث وجد البطل " أدهم " طريقة للتعارف على البطلة وكانت " تميمة "، وظهرت بعض الشخصيات التي تحمل القارئات الورديات نحو سحابة التخمينات السابعة، والأسئلة المتوالية حول دور كل منهم في الرواية وقد أتت التعليقات على الطريقة العفوية منها:

" الموضوع كبير دا لسه في أسامة، لأ وكمان بيتعرف "

" الموديل شكله حلو يا مريم انا مُتفائلة بالشخصية "

وهكذا توالت التعليقات، وحقًا هذا ما تفضله مريم..
" المناقشة حول شخصيات رواياتها "

هل يوجد في الحياة ما هو أمتع من إدارة نقاش نحو شخصيات وهمية تتمحور حول أحداث لا وجود لها !!
هذا ما يُدعى بالخَبال الروائي يا سادة، نقطة ضعف الورديات.

أجمل ما في الوهمية أنك تعيش في عالمك الخاص الذي يدور حول أفكارك، أنت وأفكارك ومُعتقداتك ومن يشجعك وفقط.

أحداث قصتها مازالت تدور على النحو الذي يُرضيها وكما رسمت في مُخيلتها، فالظهور الحصري كان من نصيب " أسامة " شخصية ليست من ذاك النوع الغامض كما يجب، ولكنها شخصية تحوي في جُعبتها مالا يُحمد عُقباه، لم تصل الأحداث إلى هذه النقطة بعد، ولكنها حتمًا ستصل.

توقفت مريم عند هذه النقطة وفكرت، قد يسقط كاتب الروايات في فخ البدايات والفصول المُملة، و على عاتقه يأتي الكثير فقط ليجعل من بدايات الحكاية مُشوقة مع حفظ سير الأحداث مُنظمة دون أن يمل القارئ.

وهنا تحديدًا يأتي دورين في غاية الأهمية، دور العابث أو كما يطلقون عليه الـ " bad boy " ، ودور عنصر الشر الروائي.

وشخصية العابث لا تحتاج إلى جُهد يُذكر، فقط تقع كل الحالمات في غرام شخصيته حتى وإن كان قاتلًا مأجورًا وتلك ظاهرة كونية لم يصل أحد لتفسيرها بعد، تلك شخصية الـ " حدِث ولا حرج ".

وأما عن شرير الحكاية فقد أرتسمت إبتسامة خفيفة على شفتيها مُتذكرة صديقتها " نادين " حين حدثتها ذات مرة ببساطة باحث ينسج خياله المُعقد:
- أنا عايزة رواية كلها عناصر شر، كلنا هنفرح.

هذه هي نادين صديقتها، زعيمة كوكب قوى الشر العُظمى.

حينها ردت مريم ببديهية روائي يناقش نظرية مُكررة حد الملل:
- مش كل الناس زيك عايزة الشر ينتصر.

وأنتفضت نادين مُدافعة:
- انا مقولتش الشر ينتصر، بس على الأقل ياخد مساحته الكافيه.

أخبرتها مريم بنفاذ صبر :
-نشوف الموضوع دا بعدين !!

وعادت مريم مرة أخرى بذاكرتها من هذا الحديث، حقًا نادين لديها وجهة نظرة مُقنعة، قالب الشر في بعض الروايات عقيم، الشر للشر وفقط، خلقه الروائي ليكرهه القارئ دون دفاع.

قليل هم من يناقشون في رواياتهم لماذا وصل عنصر الشر إلى هذا الحد من ظلامه !!
من دفع به ليصبح بهذا الشر المُطلق ؟

العديد من الأسئلة قررت أن تترجمها في صورة شخصية في رواياتها وتأمل أن تتقبلها القارئات دون جانب وردي منهن.

وصوت الهاتف أخرجها من أجواء عالم روايتها الخاص، وللمصادفة فـ ابن الحلال يأتي حين يُذكر، أو بعامية صريحة " بيجي ع السيره " فقد ظهرت " نادين " من العدم واسمها يُضئ شاشة الهاتف رغبة في حديث تعلم أنه سيودي بإرتفاع ضغط دمها إلى أقصى حد قد يصل إليه.

- نعم يا زعيمة الشر .
وعلى بُعد أخر من الهاتف كانت  تشعر بإبتسامتة صديقتها المُتفاخرة على إثر اللقب.

- كدا يا مؤلف متاخدش مني إستشارة قبل ما تنزل الفصل.
ثحدثت الثانية بفخر مُبالغ به، كأنها صاحبة الأفكار الأصلية وفوقها الرواية.

- شيلاكِ للتقيل، ها ايه تاني!!
ردت مريم بفظاظة حديث ساخر نال شهرة خلال فترة ماضية، وأضافت:
-مش مرتاحة للمُكالمة دي !!

تخيلتها مريم على الجهة الأخرى، تضع ساق فوق أخرى وتقوم بتحليل أحداث العالم من حولها بناء على نظريات المُؤامرة التي تدور في عقلها وحدها.

- قبل العصبية بس، هتأكد من حاجة من غير ما تقفلي في وشي كالعادة!!

- ما أنتِ مفيش سر بيقعد معاكِ ساعة على بعضها.
وهي تعرف صديقتها تمام المعرفة، وتعلم ماذا تريد خلف هذا الإتصال، ولن تقع في فخ إفشاء أحداث روايتها لـ نادين مرة أخرى.

- هو أسامة شرير صح !!
وسألت بغتة، ودون مقدمات تُذكر، والصمت حلَّ في الأرجاء، وما دار بعدها كان مُدعاة لإغلاق جميع هواتف العالم في وجهها.

- لأ بسرعة يا مريم مش مال حرام هو يعني الرصيد اللي انا بتكلم منه دا.

وما جاء بعدها كان صوت إعلان إنتهاء المُكالمة، أغلقت الهاتف في وجهها والاخرى تحادث نفسها يتفاخر شديد، وإبتسامة النصر تعلو وجهها.

- هو الشرير.
وهنا قد تيقنت، وأقامت أفراحها مصحوبة بقفزة نصر خاصة بها.

* يبقى هو صاحب المقام الرفيع صح!!، طالما قفلتِ السكة في وشي يبقى هو، أسيبلهم هم الـ bad boy ، وأركز أنا معاه.*

وتلك كانت رسالة عبر تطبيق WhatsApp لـ مريم، وظلت تُفكر بعدها من كم تطبيق لديها عليها أن تقوم بحظرها منهم؟!

.
.

____________________________

السلام عليكم جمهور الدوشة جميعًا 💙🌠

فترة طويلة مرت، واتمنى من اللي مازالوا متابعين يقولوا رأيهم في الفصل الجديد ⁦💞

Hai finito le parti pubblicate.

⏰ Ultimo aggiornamento: Jun 09, 2020 ⏰

Aggiungi questa storia alla tua Biblioteca per ricevere una notifica quando verrà pubblicata la prossima parte!

نِهَايَة تَفْصِيلDove le storie prendono vita. Scoprilo ora