قهوة صباحية ، بِضع أوراق مُبعثرة ، قلم اختفى بينهم وجهاز لوحي ، تلك أشياء تنُم عن الكاتب المجتهد ، لطالما استمعتْ أن تلك هي البداية لكل كاتب مُحترف ، وقامت بالتنفيذ ، لتكتسب تلك العادة مع مرور الوقت .
فمع قهوتها الصباحية ، دفترها ذو الرسوم الوردية ، القلم الخاص به ، حاسوبها الصغير ، هاتف نقال بإمكانيات حديثة ، نظارتها العزيزة ، وأصبح لدينا كاتبة .
" مريم فريد "
كاتبة تحت التمرين كما تَدّعي هي دومًا ، لديها اقتناع أنها ليست تلك الكاتبة المحترفة ، ولكنها تطمح لأن تكون عبر تنمية مهاراتها اللغوية وكثرة القراءه ، فهي قارئة جيدة ، انشأت صفحة شخصية على موقع التواصل الاجتماعي Facebook وبعد عناء لمدة ثلاث سنوات استطاعت أن تبني قاعدة لا بئس بها من المُتابعات لكتاباتها الإلكترونية .اكتسبت مهارة الكتابة من بعض تلك الروايات الرومانسية التي تُفضلها ، حالها كحال الكثير من الفتيات وردية حالمة ، ولكن مُؤخرًا بدأت تميل إلى اللون الواقعي عملًا بنصيحة إحدي كاتباتها المفضلات وهي :
" عليك أن تجعل من ذهنك مُتفتحًا ومتقبلًا لكل ما يرى ، عليك أن تكون مُختلفًا لتكون بارزًا وسط حشد من الجموع العادية "أقرت في نفسها ولم لا فلنفعلها و' خليها على ربنا ' .
وبالفعل قامت مُنذ إسبوع مضى بكتابة منشور خاص لمتابعيها يُفيد ان لديها رواية جديدة ، العمل السادس لها من بعد روايتين وثلاث قصص قصيرة ، وحصد المنشور الكثير من الإعجاب والتعليقات الحماسية لتلك الرواية الجديدة ، واليوم هو يوم الإنطلاق ، لذا عليها الاستعداد لتنال النجاح الذي تريده .
- ايه اللي مصحيكِ بدري كدا يا مريم ؟
- مفيش يا ماما بكتب رواية جديدة وعايزة اركز فـصحيت بدري ، ومتطلبيش مني حاجة اعملها لحد ما تيجي من برا .
حسنًا ، قلة ذوق بعض الشئ ، رمقتها والدتها بنظرة الـ' مفيش فايدة ' وخرجت لتشرع مريم في كتابة الفصل الاول .
ثلاث ساعات، أربع ، خمس و ...
- اخيرًا خلّصت .
فردت ذراعيها في حركة تشي بـبعض التعب إثر جلستها الطويلة لـكتابة الفصل الأول ووضع خُطة سير الرواية وأبطالها وبعض الشخصيات الثانوية التي ستشعل أجواء الإثارة ، ولكنها تشعر بالحماس لنشر هذه الرواية التي تحمل فكرة جديدة عليها من وجهة نظرها ، فهي ترى بها بعض الواقعية وشيئًا من ' الخروج برا الصندوق ' .
- أنتِ لسه قاعدة مكانك من الصبح !!
انتفضت على صوت والدتها المتفاجئ ، فـ' اخرة صبرها ' وكاتبة عصرها وأوانها لم تبرح مكانها منذ خمس ساعات .
YOU ARE READING
نِهَايَة تَفْصِيل
Short Storyحِياكة بعض التفاصيل هي صَنعة الورديات، ولكن هذه التفصيلة ' مش علي أد المقاس ' أمانـــے