Chapter Four

7.9K 642 274
                                    

بعدَ ساعاتٍ تفتَح عينيها بِـبُطئ، لِيتضِح لها الجالِس أمامَها بِصدمة، يُـمسِك بـمنشفة كانَ يمسَح لها وجهها بها ثُم قال فجأة

-أنتِ! أيَّـتها المهووسة!!! لِمَ تضَعينَ كـل تِلك المساحيق؟
-لقد ظننـتُ أنَّـك تسيحين!!!!!

توسَّعت عيناها وقالَت بِصدمة

=لِمَ .. لِمَ فعلتَ ذلك؟

زفرَ بِسخرية وردَّ بِنفس تِلك النبرة المَصدومة

-أعتقِد أنَّـني مَن يجِب عليه طرح الأسئِلة!! لِمَ تضَعينَ كُل ذلك؟ كيفَ تتنفَسينَ؟

=لا شأنَ لكَ.

-أنتِ حقًا لستِ مهووسة نظافة فقط! أنتِ لا تُطاقينَ!

=...

-ألن تُـفسري؟ كانَ يجِب عليَّ تَرككِ مُلقاة على الأرض!

نظرَ بِـتدقيقٍ إلى ملامِح وجهِها الهادِئة..
إنَّـها عادية، ليسَت قبيحة لِـلدرجة التي تجعَلها تُخفي تفاصيلَها الحقيقية، لا يستطيع تَمييز لونِ عينيها إن كانَت بُـنـيَّة أم سوداء، أنفِها صغير جدًا، تجاوَز شفتيها ناظِـرًا إلى تِلك العلامة أسفلَ ذقنِـها، تبدو وكأنَّـها أثر لِجراحة أو شيءٍ كذلك. قاطَعَ تأمُلاتِه صوتُها

=إن رأيتَني هكذا مرة أخرى .. لا تُـساعِدني!

-لا أستطيع!

=لماذا؟

-أعتقِد أنَّـه في طبيعتي نوعًا ما. طالما أراكِ تحتاجينَ مساعدتي فَـسأفعَل! لا تَقعي في مشاكِـل أمامي إن كُنتِ مُصِـرة!

خرجَ دونَ أن يسمَع ردها!! أهو تقليدٌ يتبَعه هو وفوكس؟

أكملَت تجفيف وجهِها من العرَق ثُـمَّ أخرجَت تِلك المُـذكِرة الصغيرة تكتُـب فيها كَـكل مرة، تحسسَت تِلك الآثار التي سبَبـتها لها والِدتها، لازالَت تؤلِم وكأنَّـها حدثَت منذُ لحظات، لازالَت نفس الأعراض تجتاحَها بالرغم من مرور ثمانية أعوام بالفِعل!

نهضَت تنظُر إلى ملامِـحها التي افتقدَتها كثيرًا جِدًا..

تذكَرت المرة الأولى التي قررَت بها أن تُفسِـد وجهها بِتلكَ الطريقة، المرة الأولى التي حصلَت فيها على صديقة ولكِـنَّـها لم تستطِع أن تُـعانِقها في أشدِ أوقات حُـزنِها، إنَّـها نفس تِلكَ المرة التي قررَت فيها الابتعاد والانعزال وحدَها. رأَت أنَّـه من الأفضَل أن يتجنَّـبها الكثير كي لا تضطر إلى مُحادَثة أحد ما ثُـم مُصادقتِه ثُـم الوقوف بِأكتافٍ مشلولة عن الحركة حينَ يحتاجَ إليها، تجنَّـبت كل ذلك و قررَت أن تجعَل نفسها قبيحة!!

فَـبالنهاية مَن يجرؤ على مُحادثة فتاة قبيحة وغريبة أطوار؟

مرَّت عِدة أيام لم تخـرج بها إيڤ من غرفتِها سوى لِـكي تُشاهِد حلقة المُسلسل معَه ثُمَّ تدخُـل إلى غرفتِها ثانيةً، لم تقابِـله في المدرسة وهذا أكثَر شيء مريح قد يحدُث!!

Painful TouchWhere stories live. Discover now