03 : اللاشيء.

107 19 49
                                    

وسط زحمة الأنفاس، الأصوات، والأرواح، خصلات شعرها الأشقر كانَت تتشابك ببعضها حينًا وتداعب وجهها حينًا آخر

ذهنها يدورُ تحت الأضواء البنفسجية ويتراقص على أَنغام كلمات الذي قبالتها، تبسمُ بكل مرة تبصر ثغرهُ يبسمُ

ترتشف جرعةً تلو الأُخرى وتترنح ولعًا في تلك العينين الخضرواتينِ والرماديتينِ.

حينما كانَت على وشك الوقوع من مقعدها بعدما حسمَ ذهنها أمرهِ وقرر اللجوء لغفوةٍ لتُريحهُ من عياء الثمالةِ، دانييل أَمسك بجثتها ليحملها على مهلٍ بينما تتمرّد ذراعه تحتَ ساقيها والأُخرى تسندُ جذعها.

الغرفة الحادية عشر ؛ هاهي الآن أَمامهِ.

وضعها على السرير ليستدير فيبصرُ تواجد الجثتين القائمتين عند الباب، كانَت إِحداهما فاي والأُخرى جينكس.

”أَحسنتَ صُنعًا داني، ستُكافأ لاحقًا لتعاونك“ قالَت فاي لهُ وهي مُبتسمةً بثغرها وعيناها

هو همَ خاطيًا للخارج بينما فاي وضعَت كفها الأيمن على الكتف الأَيسر لجينكس وطبطبَت عليه ثلاث مرات

توغلَت جينكس داخلاً لتغلق الباب خلفها بينما كانَ دانييل قائمًا بجانب فاي

”إذًا، مالذي سيحصل للفتاة؟“

”لا شيء وكل شيء.“

______

قبلَ وقتٍ قريب من الآن، في لحظة إستقامة جينكس وفاي ليلحقوا بدانييل

نظرَت ريڤن ناحية الفتاة ذات الشعر الأسود الذي يُنصف رقبتها والقزحيتين المُتلوينتين بالأخضر الحاد

ذات الفُستان المُخملي الذي يُحاصر جسدها مُبيحًا تفاصيلهِ حتى ركبتيها مع فتحتين طويلتين تتموضع على جانبيهِ من رأسهِ حتى نهايتهِ ويمرُ فيهما خيطينِ يحاولان إغلاق الفتحتين ولكنها فشلا.

إستقامَت بياتريس حالما حصلت على إشارة ريڤن لتغادر موضعهُما وتَسيرُ بترويٍ ناحية الذكور الثلاث المُتربعين في الجانب الآخر من الحانة.

هي وقفَت قُبالتهم بينما رفعَت كفها الأيمن كقولِ السلام. ”يبدو إنَّ لا مكان لي“ قالَت بعدما بصرَت الثلاث فتيات المُتربعات قرب كلاً منهم

نظروا لها ليشرعوا بالتمسكِ بها مانعين إياها من الذهاب وإستقام أحدهم ليأخذ بيدها ويجلسها بجانبهِ فيقدم لها كأسًا من النبيذ الذي يُشابه فستانها لونًا ثم تتراطم كؤوسهم ببعضها.

بأناملها اليمناوية، كانَت تارةً تلامس إذنهُ اليسرى وتارة تُداعب خصلات شعرهِ القصيرة بينما كفها الأيسر كانَ يتحرك ذهابًا وإيابًا على صدرهِ ؛ من الناحية القلبية.

في جيب سترتهِ، بترويٍ تام، هي أسقطَت الجهاز الضئيل ثم إبعدَت كفها ووجهتهُ ناحية معصمهِ لتلامس الساعة المُتموضعة عليهِ ”سويسرية؟“ سئلَت ليهمهم هو. ”إشتريتها بعد ربحي الأول.“

”إنها تقول إنَّ وقت رحيلي قد حان“ قالَت ليمسك هو بيدها ”إبقِ أكثر رجاءً، لنحظى بليلةٍ مع الرفاق“

تمردَ كفها لوجهه، أناملها لامسَت وجههِ من أعلى فكهِ وراحَت تنزلُ لذقنهِ لترسلُ قشعريرةٍ جاعلةً جسدهِ يقشعر. ”لاحقًا.“ قالَت لتستدير مغادرةً بينما عينيهِ كانتا تُطالعان بها حتى تلاشَت بين الجِثث الراقصة.

عادَت قُرب رفيقتيها وهي تحملُ معها ملامح الإنزعاج ”سأبقى في الحمام ليومٍ كامل، أُقسم. أشعرُ كما لو إن رائحة عفَن مُختلط بالكحول والثوم تفوح مني الآن“

”بحقكِ لا تُبالغِ، إن رائحة النبيذ تفوح منكِ فحسب. والآن أخبريني، أاتممتِ المهمة؟“

أومأَت بياتريس ”بِأكمل وجه.“

إرتشفَت ريڤن من نبيذها العنابي لتوجه باصريها ناحية السبيل الوهمي الذي رسمتهُ خطوات رفيقتيها. ”كل مايتوجب علينا فعلهِ الآن هو إِنتظار جينكس وفاي.“

ڤالكيَريان.Where stories live. Discover now