02 : الشُروع.

149 20 25
                                    

باصرانِ مُثبتانِ على تلك الجثة التي كانَت تُرتب حاجياتها على المنضدة المُلاصقة للحائط بهدوءٍ تام.

هي إِستدارَت لتُبصر المُراقب الذي كانَ يسندُ جذعه على حافة الباب لتعكر مابين حاجبيها

”أَتحتاجين لشئٍ ما؟“ قالَت لتُهمهم المُخاطبة فتدخل للغرفة راميةّ جسدها على السرير مُتربعةً.

”جهاز تعقب واحد بحجمٍ يصغُر حجم إضفر إصبع قدمكِ الصغير، متى ستكونين قادرةً على إنهاءهُ؟“ قالَت ذات العينين الذهبتين

”حسنًا... لن يأخُذ الكثير من الوقت، لِما؟“

ربتَت ريڤيا على المكان الذي بجانبها على السرير كإستدعاء لگاليا للجلوسِ بجانبها

جلسَت گاليا بحانبها وهي ترتسمُ على وجهها تعابير الفضول بينما تنتظرُ إفصاح رفيقتها

”هُناك تلك العصابة التي نودُ القضاء عليها كإثباتٍ لإسمنا. بشكلٍ رئيسي هذا الإنتقام لريڤن لذلك حصرنا جماعةً من المهمات في خطةٍ وحيدة، قمنا سلفًا بالبحث عن معلوماتٍ تتمحور حولهم كبعض الأماكن التي يذهبون إليها إلا إننا لازلنا نفتقر الكثير كموقع مقرهم، عددهم وما يملكون من إسلحة تحديدًا. لذلك الخطة كالآتي...“

______

الجثث تتمايل ثملةً على صخب إيقاعات الموسيقى، الكؤوس تتراطم ببعضها مُخلفًا إرتطامها تذبذب محتواها وفرار بعضهِ منها وهناك في أَحد زاويا هذهِ الحانة تربعنَّ خمس جُثث إنثوية الهيئة

كانَت أبصارهنَّ تراقبن كل من يهبُ داخل الحانة بينما يُمثلنَّ بين حين وآخر إنشغالهن بالحديث.

بوقتٍ بعيد عن وقت حظورهن ؛ هن أَخيرًا رأينَّ الهدف المطلوب الذي هبَ داخلاً بشموخٍ، فهل سيكُنَّ المُنتصرات في حرب النِبَالة؟ أَسيصبنَّ أسهمنّ أجمع في الدائرة الصفراء؟.

إستقامَت فاي من موضعها لتتجه ناحية المُنضدة التي تتوسط الحانة ”داني...“ هي نادَت النادل

حركَت عدستيها العسليتان مُشيرةً لتلك الفتاة الوحيدة التي كانَت بين ثلاث رجال وبدورهِ هو كانَ يحرك باصريه معها ليبصر إلى ما تشير.

أعادَت بصرها لهُ لتغمزُ لهُ ”الغرفة الحادية عشر، أعتمد عليك.“ قالَت لتُغادر بعدها عائدةً لصُحبتها.

بمضي وقتٍ ليس بجزيل، دانييل ؛ النادل ذو الطول الفارع، الشعر الفحمي والعينين الخضرواتان التي يمتزجنَّ بالرمادي لونًا. كانَ حاملاً لزجاجات الشراب والكؤوس ليقدمها للزبائن الأربع.

بوصولهِ لطاولتهم، كانَت الفتاة تحدقُ بهِ وهي ترفعُ حاجبها الأيمن، شفاهها مُبتسمةً بضآلة وكفها الأيسر تمردَ ليُلامس فخذهِ

بدورهِ هو نظرَ لها ليبتسم جانبيًا ويغمز لها، فيُغادر بهدوءٍ.

”أأعجبك ذلكَ النادل؟“ سئلَ ذو الكفين الذهبيين والذي كانَ يتوسطهم. همهت بدورها

”أراكم لاحقًا“ قالَت بعدما إستقامَت لتُغادر طاولتهم، وهي تضع ملامح مُتحمسةً

”إذًا لتحظِ بليلة رائعة“ قالَ بعلوٍ بينما كانَ يرفع كأس شرابهُ المخملي.

جلسَت على أحد الكراسي التي كانَت مَصفوفةً حول المنضدة الكبيرة، كفها الأيسر أسندَ ذقنها بينما عيناها كانَتا تتأملا بظهرِ ذو القميص الأبيض والذي إستدارَ بعد برهةٍ ليصتدم بوجودها.

هي كانَت تضعُ إبتسامةً عريضة لتقول ”مرحبًا أيها الفاتن.“

ڤالكيَريان.Where stories live. Discover now