الفصل السابع: المحاكمة

346 18 9
                                    


في السجن، حيث يجلس بطلنا وحيدا، وبرغم كل للإستفزاز من حوله، تمكن من تمالك أعصابه وهو يتذكر رسالتها الأخيرة التي بعثتها مع الخالة زهرة والتي مثلت له بلسما لكل همومه، حيث كتبت له معبرة عن كمية الشوق التي تكنها له وعن شعورها بالذنب لأن أسرتها هي السبب وراء كل هذا

"أديب ياحبيبي..ليتك تعرف حرقة قلبي عليك حين فتحت عيناي ولم أجدك.. لكن لابأس، إن لم أصبر فلن أنلك..أعرف أن ماحصل لنا كان خطة لعينة قام بها التافه نضال بمساعدة أفراد أسرتي، لكني أعدك بأخذ حقك...لاتفكر أنك عاجز وأن رجولتك لاتسمح لك بجعل إمرأة تدافع عنك، بل أريد أن أثبت لك أن وراء كل رجل عظيم إمرأة عظيمة وأنا حقا أري نفسي عظيمة بوجودك فقط، ولأجلك سأتحول لشيطانة، ستكون رسالتي هذه أخر رسالة لك، لأننا بعدها سنلتقي ونحدد مصيرنا معا، إني ياحبيبي أستودعك أحلامنا التي رسمناها سوية، سأتمن لديك كل امنياتي التي وعدتني بتحقيقها لي...لاأريد خسارة حبك ...بل إجعل من هذا الشوق دافعا كبيرا لتحضنني حين نتقابل ونحتفل بنصرنا...حتي يأتي موعد فرجنا..تذكر أني أحبك...وأني لن أخسر في معركتي لأجلك... أحبك"

ختمت رسالتها بقلوب، وطبعا لم تنسي رش عطرها على الورقة، و الأن هاهو يساق نحو المحكمة، لم يعين له محام كما بقية المساجين، بل هم حتي لم يستجوبوه...إنه مظلوم وخروجه من هنا صفر بالمئة، ومع هذا كلماتها تتردد في ذاكرته، عبارتها وثقته بها تجعله يؤمن حتي أن الجحيم قد يكون بارد...
.............................

رمت ليليا الكؤوس و الكيكة ودمرت الزينة الموجودة في قاعة الجلوس، لقد تعمدوا جعل قرانها يعقد على نضال اليوم بعد نهاية محاكمة  أديب، إنهم يقومون بكل الطرق القذرة كي تتزوج ذالك الحقير وهي على وعدها لحيبيها لن تحيد، ثم إلتفتت إلي سامر العاقد يديه لصدره، هو المسؤول عن مراقبتها لمنعها من أن تكون شاهدة وتدافع عن أديب، واقتربت منه رغم تصاعد ألام جرحها
_ هل يعجبك مايحصل لي؟! هل أنت راض الان؟

تقدم منها شقيقها مقلصا المسافة بينهما، ووضع يديه على كتفيها، سيحدثها بالتعقل، سيريها مصلحتها اين تكمن، أليس هذا هو دور الأخ الأكبر وهو سيقوم به على أكمل وجه
_ حبيبتي إن حبك له هو مجرد مراهقة متأخرة...
_لا...والله!!!!

_ أكيد ياروحي، يعني كيف ستقبلين أن تعيشي مع شخص لايملك منزلا او عملا اوحتي قوت يومه؟! بل إنه جاهل بمن يكون، أين المنطق في تصرفكما؟ ماذا عن مستقبلك؟ أنت حتي لا تعرفين ماضيه..
_مستقبلي ليس مع نضال أيضا..
_ستتعودين عليه مع الوقت...فكري في مصلحتك..

وهنا فاض كأس صبرها، فدفعت بيديه مفصحة عن مشاعرها
_ أديب قبِلني رغم كل عيوبي، لقد تفهمني واحتواني، إنه نصفي الأخر، بل هو كل شيء بالنسبة لي، لاتخبرني عن المصلحة فأنت تعيد كلام أبوي، اللذان أعربا عن عدم رغبتهما بي...لقد باعاني..و أنت قبلت..
_ ليليا...أنت..

الحب تضحية ( مكتملة)Where stories live. Discover now