الفصل السابع : قبل المحاكمة

351 22 3
                                    


تملمت ليليا في فراشها بكسل، هناك شيء مزعج يعكر نومها، هذا ليس عدلا هي تريد أن ترتاح قليلا، ثم وعت على نفسها متي وصلت لهنا و من غير لها ثيابها؟!  ثم تذكرت كل شيء، ياإيلاهي إنها تحس نفسها غريبة بين أسرتها.

وسمعت ضجيجا  قادما من الخارج، إنه صوت أخاها سامر متوعدا" ورب الكعبة سأعيد تربيتها بنفسي كي لا تواصل فضحنا" و سمعت أيضا توسلات أمها " توقف إنها مريضة و متعبة، يكفي أنها بيننا...رجاءا..."
" أمي قراري واضح..."

ثم شهقت حين إقتحم شقيقها  غرفتها مغلقا الباب خلفه بالمفتاح، و علا طرق أمها طالبة منه فتحه، لكنه تجاهل كل شيء و رمي بالصحيفة نحوها
_ إقرئي فضائح حضرتك ...

نظرت للصحيفة فوجدت صورتها و عنوان المقال" هروب ليليا العامري مع عشيقها السري؟؟؟؟"
فرفعت بصرها نحوه متظاهرة بالبرود
_ وماذا فيها؟! حبيبي و لن أخجل به بين الناس..
_ حبيبك؟؟
إستشاط غضبا وهو يتمتم بعدم تصديق"حبيبك!!" ثم تقدم منها وانقض على شعرها ممسكا إياه بين قبضته تحت صياحها و قال كلماته السامة
_ أنتِ عار علينا...أنتِ وجب التخلص منك منذ زمن طويل... أنت حقا نحس علينا..
حطمتها كلماته القاسية، هذه الكلمات كانت تقال خلف ظهرها من قبل عائلتها الموسعة، فعماتها يكرهنها و لايردن حتي عزيمتها على زفاف أولادها بينما خالاتها يتجنبنها...ماذنبها؟! 

ثم صاحت حين تلقت صفعة منه تليها الأخري..
وهاقد تخدر جسدها و لم تعد تشعر بشئ من حولها، لم تهتم حتي لدخول نضال بعد خلعه للباب و توسلات والدتها لسامر كي يتوقف..كل ما تراه هو صورة لحبيبها يمسح على شعرها و يقبل جبينها و صوته الهامس يقول لها
_ لاتخافي... فترة و ستمر...إنها مرحلة و سنتاجوزها معا ...

تخدرت ليليا بين أطرافه حتي فقدت الوعى، لكنه لم يتوقف عن ضربها إلا حين شهقت والدتهما
_ أختك تنزف..ياسامر!!
لحظتها فقط إبتعد عنها بعدم تصديق و ضرب خدها بخفة
_ ليليا...ليليا ردي علينا...
والتفت صائحا بمن حوله
_ إتصلوا بالإسعاف بسرعة.. هيا إفتحي عينيك...
..............  
نظر أديب للزائر الوحيد الذي لا ينقطع عن زيارته، إنها الخالة زهرة، هذه العجوز حقا مثال للأم التي يتمناها في أحلامه، هذه المرة كانت مبتسمة و مفعمة بالشحنات الإيجابية، فبادلها الإبتسامة
_ أهلا ياخالة...كيف حالك؟ تبدين اليوم في حال أفضل...
أمسكت زهرة بيده بين يديها تبث فيهما شعور الأمومة و قبلتها بحب
_ أنا أحمل لك أخبارا جيدة جدا...ليليا بخير...إنها بأفضل أحوالها الأن ...

توسعت إبتسامته، و رفع رأسه للأعلى كي يشكر الله
_ حمدا لله يارب...الحمد لله...هل خرجت من المشفي؟
أومأت له العجوز بنعم و احتل العبوس ملامحها
_ صدقني...هي أنقي من أن تعيش في عائلة كتلك...أنت لم تري تعالي والدتها و العلاقة الباردة بينهما...
_ أعلم ذالك...و أنا سأعوضها عما قريب...فقط حين أخرج من هنا...

الحب تضحية ( مكتملة)Where stories live. Discover now