الفصل الرابع

535 38 5
                                    


وضع أديب الطعام أمام ليليا، فنظرت له بإبتسامة تعبر عن إنتصرها،أم هو فلديه إنتصارات من نوع اخر، فحينما يري حبيبته لا ترتدي خاتم خطوبتها، وتضرب عن الطعام، و تأكل من طعامه فقط، فهذا يرضيه ...

لكنها لم تتناول، فسألها باستغراب
_ ألم يعجبك الطعام ؟ أنا لا أملك غير هذا...

لوت ليليا شفتيها بضيق كبير، لايعقل انه يعتقد أنها لن تأكل مما أحضره لها لأنه لا يعجبها، ألم يري سعادتها !! فتكلمت بلوم

_ أنت غبي حبيبي العنيد ...أنا أنتظر منك أن تطعمني بل وتحضنني بعد شوق دام لأسبوع كامل ...
_ لا تقولي حبيبي ثانية ...

هتف فيها أديب بحدة، لكنها مازالت مصممة على عودته لها ، هو حبيبها لها وحدها.. فسألته ببلاهة
_ لما ألم تعد حبيبي ؟ لا يعقل أن تحب أنثي أخري ؟

لم يجبها هذه المرة، بل إكتفي الإعلان المعروض في الراديو بإجابتها، إنه إعلان خطبتها من نضال ...

أنزلت ليليا رأسها بانكسار، لقد عمدو جعله يصدق أنها مرتبطة بغيره، هذه الألعاب القذرة كانت من إختصاص ذالك الحقير نضال تماما كما فعل مع عملية والدها ...

لاحظ أديب بهتان ملامحها و تفكيرها العميق، ثم وجهت بصرها نحوه قائلة ببعض الخيبة
_ على فكرة،ليس أنت فقط من يعاني ...أنا أيضا كنت سلعة رخيصة وقع بيعها و شراؤها حسب الطلب ...

إبتسم لها إبتسامته الدافئة، مسح على شعرها ليطمئنها ، يعلم أنها تحس بالذنب ..يعلم أنها تعاني مثله، ثم ٱلتقط الملعقة و هم بإطعامها تحت بهتانها الذي تحول لحجل ثم إبتسامة، و بعدها نوبة بكاء قوية في حضنه وهو يهدهدها كالأطفال، وانتهي الأمر بقبلة على جبينها و صمت دام لدقائق تحدثت في العيون ، إشتكت له بعينيها، فضم يدها كطريقة لمواساتها و تقويتها ، ثم إقترب منها أكثر هامسا
_ لا تحزني من أي شيء، أنا دوما معك، لازلت معك، لن أذهب أبدا ...

نزلت دمعة يتيمة على خدها، فخطفها هو بقبلة دافئة، فشددت من إحتضانه أكثر ...هذه الفتاة الصغيرة، إعتبرته ملجأها، إعتبرته كل شيء، محور حياتها يقتصر عليه هو ، و هو غبي لو سلم في من أعطي لوجوده قيمة، ثم تكلم بإبتسامة
_ يالله حتي و أنت حزينة تتحرشين بي ...

سمع ضحكاتها ، و تراجعت مبتعدة عنه، لقد ٱحمر خداها ، فوضعت يداها على وجهها تخفي خجلها ورفعت إصبعها في وجهه كتحذير
_  سأحذرك للمرة الألف لا تستقزني بجملتك هذه ...

جلس أديب القرفصاء مقابلا لها ، أخرج تنهيدة طويلة و تكلم
_ و الأن يا صغيرة، ماهي نهاية الوضع معنا ...؟

رفعت كتفيها بلا أدني فكرة، لقد أصبحت تتصرف مثله، فسألها
_ الأ يمكنك أن تتأقلمي مع نضال؟
و كم صعب عليه إقتراح الفكرة و أضاف مواصلا
_ ليليا أنا رجل لا أملك أية وسيلة لتعيشي معه برفاهية أو في مستوي الحياة الزوجية العادية ...كما ترين أنا بلا أهل، بلا جذور، ماذا ستجنين من العيش معي ؟
رفعت إبهامها ووضعته فوق شفتيه برفق لتسكته عن قول ترهات تقتل كيلاهما
_ كفا توقف أرجوك ...أنت تملك مفتاح روحي، أحلامي ليست معقدة كما تظن ...أنت أكثر من يعلم كم أعاني ...أن تعيش في أسرة تعتبرك سلعة هو نفس الجحيم بذاته بأن تعيش بلا أسرة ....كيلانا يعيش الوحدة كيلانا يفهم جرح الأخر ، كيلانا مكمل للأخر ...صدقني .   

الحب تضحية ( مكتملة)Where stories live. Discover now