البارت 3

37 6 2
                                    

في أحد الأحياء الهادئة والخالية لمدينة تارودانت يوجد بيت فخم في آخر الحي .. بتصميم راقي.. يغلب اللون الأبيض على جدارنه الخارجية واللون الأسود يلمع بابه الكبير .. يتكون المنزل من طابقين اثنين.. طابق سفلي يتكون من صالون كبير يغلب عليه الطابع المغربي التقليدي وتلفاز كبير على الجدار وثريا براقة تزين بهوه .. بالإضافة إلى مطبخ يشمل كل التجهيزات التي يحتاج لها أي مطبخ .. وغرفة رجولية وغرفة للضيوف .. بينما يتكون الطابق العلوي من شرفة وصالون صغير عصري بسيط بالإضافة إلى غرفة كبيرة للنوم ..ويغلب عليها الطابع الرجالي .. ويطغى عليها اللونين الأسود والرمادي .. تتكون من سرير فخم مريح وأريكة وأثاث فاخر يزينها .. كما تضم الغرفة كل من حمام وغرفة للملابس بشتى أنواعها وساعات فاخرة وأحذية من الماركات العالمية ..

في غرفة مظلمة في قبو هذا المنزل .. يتسلل النور عبر فتحة صغيرة من النافذة التي يطل جزء صغير منها على الأرض ليضرب في شعرها الأسود النازل على وجهها وهي على كرسي مكبلة الأيدي وشخص ما ينظر إليها بعيون حاقدة .. كانت هذه الغرفة ليست كسواها من الغرفتين .. جدران مطلخة بالدماء وأرضية متسخة و سكاكين حادة في كل مكان.. وسلاسل حديدية معلقة في السقف.. وأكياس بلاستيكية سوداء معلقة في الجدار.. الرعب يسود الغرفة ما كل هذه الأشياء

نهض من مكانه ونظر إليها وبصق على وجهها بعد ذلك خرج من الغرفة ومن القبو أيضا نحو غرفته بالطابق العلوي ... . أخذ حماما ساخنا بعد ذلك ذهب في سبات عميق..

هذا فهد .. شاب في الثلاثينيات من عمره .. عيون بنية وبشرة سمراء وبنية قوية.. أيضا لحية تزين ذقنه وشعر كثيف بني تسقط بعض خصلاته على جبهته العريضة .. أقل ما يقال عنه أنه الوسامة بحد ذاتها ..وأقل مايقال عنه أيضا انه الخطر بعينه .. مجرم خطير خفي .. يتاجر في المخدرات والأعضاء البشرية.. عندما تنظر الى عينيه تجد الغموض والقسوة .. شخص لا يعرف معنى الرحمة أبدا ..على عكس ما يعرف به بين الناس .. بالكرم والرحمة رغم وجهه العبوس دوما.

سر .. سر.. سر .. سر
استيقظ متكسلا من فراشه .. رفع عينيه بتثاقل الى الطاولة التي بجانب سريره .. أخذ هاتفه ووجده أمير المتصل .. أمير هو خادمه الوفي وأيضا صديقه الذي لازمه منذ الطفولة في عز ضيقه وشدته .. آوه من الشارع وتقاسم معه خيمته ولقمة عيشه .. كان له الأب والأخ والصديق و كل شيء في هذه الحياة..حتى وإن كان فقيرا حاول جاهدا أن يوفر له متطلبات عيشه إلى أن بنى إمبراطوريته وأصبح له اسم في السوق السوداء وأصبح يضرب له ألف حساب قبل التجرأ والإقتراب منه .. إن كان سيحن الى أحد في هذه الدنيا فهو أمير غير ذلك لا يمكن .

_ألو ..

_ ألو فهد .

_نعم .. ماذا هناك .. أكل شيء تمام .

_ نعم .. أريد فقط أن أبشرك أن المهمة تمت بنجاح.

_إذن متى ستعود ؟؟.

_غذا ستقلع طائرتي من البرازيل الى مطار أكادير سأحتاج يوما كي أصل الى تارودانت .

_ حسنا مع السلامة .

نظر الى ساعة يده .. إنها السادسة مساءا .. سأخرج لأغير الجو لقد اختنقت في هاته الغرفة ... دلف للحمام ثانية ليتحمم .. بعد ذلك خرج وقطرات الماء تتصبب من شعره لتمر على عضلاته السداسية .. دخل الى غرفة الملابس .. لبس سروالا أسود مع قميص وحذاء أبيض... ثم وضع عطره المفضل واخذ مفاتيح سيارته ثم خرج وركب سيارته الرونج روفر مع موسيقى هادئة يجوب الشوارع.. و لم يجد نفسه غير أنه وصل الى طريق الجامعة.. لما أحضره القدر الى هنا ياترى؟.

صباح وسفاح المدينة بأناملي سلوى أريب Where stories live. Discover now