البارت1

127 10 4
                                    

_صباح ..صباح.
_امم..
_صباح هيا افيقي .. انها الحادية عشر صباحا ..
أهناك من ينام الى هذا الحد.. هيا افيقي حالا ..هناك أشغال كثيرة بانتظارك .

_امم .. حسنا .. امهليني دقيقة يا أمي ... دقيقة وسأستيقظ .

_لا انهضي حالا ... وإلا تحممت بسطل ماء بارد ..لم ارى فتاة مثلك تنام كل هذا القدر .. انهضي وانظري الى الفتيات من عمرك قد انهين عملهم .. وانت تشخرين هنا .
_و ما دخلي أنا في أحد .
_ كيف وما دخلك !!.. متى ستنهين كومة الاشغال هذه !! أتنتظرينني كالعادة!! .
_ماذا تقصدين بكالعادة ؟!! أنني لا أشتغل أبدا !! وهل أنا وحدي من تسكن هذا المنزل .. أين منى و نسرين ؟؟

_لم ارى أيا منكن .. ستأتين بآخرتي يوما .
_ صبرك يا الله .. ماذا فعلت أنا؟!
_لا أنت لا تفعلين شيئا.. أنت الملاك الطاهر.. هيا انهضي وكفى كلاما.. سأذهب لإيقاظ أخواتك لقد نامتا في الصالون ليلة البارحة.. اسمعي لا أريد أن أجدك في الفراش ثانية.. مفهوم .
_حسنا.

لا تستغربوا كثيرا فأنا تعودت على سناريو أمي الصباحي .. لا تمل أبدا من تكرار الجمل نفسها كل صباح .. أعلم أن الساعة لم تصل حتى للثامنة ولكنها ساعة أمي ستزيدها وتنقصها كما تريد . الأحسن أن أنهض حالا فأمي مجنونة مثلي تماما لن تتوانى لثانية واحدة في أن تحممني بسطل الماء البارد كما قالت.



الصباح هو بداية لإشراقة جديدة عند البعض وبداية للمتاعب والأشغال الشاقة عند البعض الآخر .. أنا كالعديد من فتيات القرى البسيطة .. خلقن لخدمة البيت وهن عازبات في مرحلة يتمتع فيها بعض الفتيات الاخرات ويستمتعن بالحياة .. ولخدمة الزوج مستقبلا .. فتاة وجب عليها الاهتمام بتقاليد الاسرة والمجتمع المزيفة .. والخوف من نظرة الناس لتحسب ألف حساب لأي خطوة ستخطيها .. الحياة صعبة وهي مخيطة بنسيج أفكار قديمة .. أفكار تعطي للرجل حق كل شيء لتسلب الكل شيء من المرأة كأن لا دور لها هي .. رغم ادعاء التطور الا أننا نفتقر لتطور العقول .. الكل حر ولكل حياته يعيشها على نحو مبتغاه .. لم أولد لأعيش كما تريد أنت أو أنت أو غيركما .. ولدت حرة لأعيش حرة .. لم أولد لألبي رغبات أحد أو أكون كما يريدني أحد ولدت لأكون أنا بكل بساطة لا نسخة عن مخيلتك أو ما تريد.. هناك البعض ممن حرم من الدراسة لأتفه الأسباب وهناك من يتعلق بالدراسة للتحرر من قيود فاشلة مثلي أنا .. الدراسة أدرسها من أجل توعية نفسي واضفاء ثقافة لعقلي وأدرسها أيضا من أجل الحصول على وظيفة أتخلص بها من الفقر المدقع والحظ السيد الذي لازمني منذ ولادتي .. رغم أنني لا أؤمن بالحظ وانما بالقدر خيره وشره .. يقولون المال يخلق السعادة لكن القناعة تغني عن كل شيء.. كثيرون يملكون المال ولا يملكون السعادة وكثيرون يملكون السعادة ولا يملكون المال ووحيدة أنا التي لا تملك الاثنين.. أرى حظي كحظ كل من حولي لا اعلم ان كنت انا من اعديهم ام ماذا ؟؟ .. انا وصديقتي المقربة زينب كأننا نتسابق على من ستتوج بلقب الأسو حظا .. الناس يتسلقون سلم النجاح .. اما انا و هي فبمجرد ان نضع قدمينا على السلم فينهار .. نملك مذكرة للأحلام التي لا تنتهي. نحن نحلم اربعة وعشرون ساعة على أربعة وعشرون ساعة.. آمل ان نحقق حلما واحدا من احلامنا البسيطة..

صباح وسفاح المدينة بأناملي سلوى أريب Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang