البارت 2

47 8 3
                                    

منذ عام تقريبا بدأت قصة حبي تخط سطورها في صفحة الواقع .. لم أفكر يوما أنني سأخوض هذه التجربة وأنا في سن مبكر .. كنت أقول أن أنهي دراستي أولا بعدها أفكر في حياتي الشخصية .. لكن الحب لا يشاور احدا إن كان سيدق باب قلبه .. كانت أول مرة أراه هي أول مرة يستوطن فيها تفكيري .. لم تعد الدراسة تشغل حيز تفكيري أكثر مما يشغله هو .. لم أعد أهتم بشيء اكثر من التدقيق في تفاصيله وملامحه التي تبعث في نوعا من السعادة والفرح .. يقولون أن الكثيرات ممن يحبنه وأقول أنه لي لوحدي .. لن يرتبط بغيري ما حييت وحتى وإن كان ذلك على حساب أرواحنا لا أعرف شيئا يسمى النسيان ولكني أعرف شيئا يسمى التعلق والكفاح والتضحية لنصبح سويا.. لم أخبره أن يظهر أمامي ولم أخبره أن يأسر قلبي بنظراته ..

كنت التقيته أول مرة بالصدفة وما أجملها من صدفة كنت في مختبر التصوير لأخذ صور من أجل وثائق دراسية تلزمني للحاق بالثانوية وكنت مستعجلة للغاية خوفا من انتهاء الادارة من دوامها وأجد مشكلة في تلبية طلبي لاحقا .. جلست على الكرسي أستقبل عدسة الكاميرا بابتسامة لطيفة وفستان أزرق طويل وشال أبيض مزركش بالأزرق لا مساحيق تجميل ولا مجوهرات ..حلة طبيعية وعادية .. وكان المصور قد استعد لالتقاط الصورة عندما جلس بجانبي شخص .. استدرت لأرى من فالتقطت الصورة وقتها .. كانت صورة تجمع بني وبين شاب ونحن نحدق بعيون بعضنا البعض وكأننا حبيبين أتيا لأخذ صورة رومنسية تجسدهما كشخصين ذائبان في بحر حب بعضهما البعض.. كان شابا عشرينيا وسيما .. عيون بينة وبشرة بيضاء وشعر كثيف بني ولحية تزين ذقنه .. لا أنكر أنه نال إعجابي وانني سرت بالصورة التي التقطت فجأة كأنها صدفة جميلة تنبأ بمستقبل واضح على غرار الموقف فقد كنت غاضبة لأن الوقت ينفذ مني وما أتيت لأجله لم يتم للآن ..قاله أنه سبقني وأنه كان يدفع ثمن الصورة قبل أن يتصور .. ضللنا نتناقش كثيرا على من سيسبق لكنه تفهم في الأخير موقفي وأنني على عجلة .. حبيبي المتفهم .. انتظرني حتى انتهيت وقال لي أنه دفع ثمن صوري أيضا لم اكن أعلم أنه وصى على الصورة التي جمعتنا سويا أيضا الا عندما أخبرني لاحقا .. واضح أنني نلت اعجابه أيضا .. مد إلي يده ليصافحني وقال :

_أنا ياسر .

_وأنا منى .. لكني لا أصافح الشباب.

_تشرفت بالآنسة منى ولكن لماذا ؟

_لا شيء يمكنك اعتبارها حرية شخصية.

_حسنا .. ممكن أصدقاء .

_أيضا لا أكون صداقات مع الشباب .

_ ولماذا أيضا ؟!

_ لا يخصك الأمر في شيء .. الى اللقاء .

استدرت معيرة اياه ظهري وهممت بالرحيل قبل أن يسحبني من يدي لأرتطم بصدره الفولاذي ..ضل ينظر الي لبرهة من الوقت ويديه تحيطان خصري النحيف وعيونه تخبراني أن سحر سمرتي قد بدأ مفعوله ... رفع يده الضخمة ووضعها على وجهي يحسسه وقال لا أعلم إن كان إعجاب أم حب من النظرة الأولى ولكني أعلم أنه لا يمكنك الرحيل بكل هذه البساطة دون تأكدي من فرصة لقائنا ثانية يا آنستي .. 0602..هذا رقم هاتفي .. اتصلي بي وقت تجدين الفرصة لذلك.. اتفقنا؟.

صباح وسفاح المدينة بأناملي سلوى أريب Where stories live. Discover now