الفصل الأول : المصارحة

1.7K 70 47
                                    

أمسكت بيده في السهول و قادته نحو حقل القمح و دركت يده لتركض صائحة بجنون
_ إلحق بي إن إستطعت .

ثم دارت حول نفسها ، ليضيف إليها فستنانها الربيعي صفة الملاك ، وزادت من سرعتها حينما إقترب منها أكثر ، إعتقدت أنه سيسبقها، ستخسر الرهان ، لكنه غير وجهته نحوها ، أمسك بخصرها ، قربها منه ، حدق في عينيها مبتسما فبادلته الإبتسامة ، بل حدقت فيه بجرأة , هذا الشاب كان أفضل هدايا القدر إليها ، لهذا هي متمسكة به بكل جوارحها ، تدعو لأن يكون من نصيبها .

بدأت قصتهما معا منذ اربعة أشهر في مباراة كرة سلة ، كانت عائدة من الجامعة كالعادة بتعب ، بالكاد تحملها قدماها، لكنها توقفت حينما إسترعي إنتباهها صوت ضحكات أطفال و تشجيع قادمة من الملعب، فسارت لتري ماذا يحصل ، قد يكون شجارا بين أطفال وهي ستحله كما العادة ، لكن مانتظرها كان أفضل مفاجأة، شاب مفتول العضلات بثياب خفيفة ذات اللون الأسود ، شعره الحريري يتطاير بمفعول الرياح ، و الأفضل من كل هذا عيناه البندقية تلمع تحديا و تلك الإبتسامة الواثقة الي إستفزت كل خلية عاقلة في داخلها ، شعور داخلي يدفعها لتقترب أكثر و تراقبه أكثر .

تقدم طفل صغير نحوها ليجذب طرف قميصها هاتفا
_ أنسة ليليا إنه يتحدانا ، قال إن هزمنا فسنترك الملعب له كي ينام, أرجوك ساعدينا .....

لم ترفض ليليا ، ففرصة التقرب منه جاءت لها على طبق من ذهب ، هي تحب كرة السلة و من الصعب عليها أن تخسر ، إقترح عليها كالتالي ، لو فازت فإنه سيترك الملعب للأطفال ، و هو إن فاز ، فستعزمه على وجبة يختارها بنفسه ... بالتأكيد ليليا وافقت ، بل و لم تلعب بجدية ، عزمته على العشاء ، و هو لم يرفض ...

عادت ليليا للواقع ، و طوقت يديها حول عنقه ، وهو زاد من ضمها لصدره، أسند ذقنه فوق كتفها يستنشق عبيرها ، رائحتها كالنبيذ ، إن أدمنتها ، تورطت ..بالمقابل هي عبثت بشعره ، أطبقت بشفتيها على عنقه ، و عند هذا الفعل ، تراجع للخلف ماسحا وجهه ، لقد أخذت مشاعرهما منعرجا محرما ، تراجعت لليليا للخلف تحاول إستعاب مافعله ، فتساءلت باستنكار
_أديب ماذا دهاك ؟

_ مشاعرنا ، لقد أخذت منحنا حطيرا ، لايجب علينا الإنجراف وراءها .. إنها نزوة محرمة ...

عظت على شفتيها السفلى بيأس ، إنطفأت شعلة البهجة في عينيها و عاودت سؤاله
_   أهي نزوة ؟؟ أهذا تفسيرك لمشاعرك تجاهي ؟

فأجابها مؤكدا
_ بالطبع هي نزوة ... هل كل صديق تخرجين معه في نزهة تتصرفين معه بحميمية هكذا ؟

حللت ليليا كلامه ، حميمية ، نزوة ، نزهة ، صديق ... قطبت حاجبيها بضيق و الأسئلة لا تكف عن غزو عقلها
_ أتقصد أننا صديقان فقط يا أديب ؟ فقط صديقان ؟

الحب تضحية ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن