- قصص من ذكر النار ودموع الصالحين

809 1 0
                                    

-

روى ابن المبارك عن معمر عن يحيى بن المختار عن الحسن نحوه وروى ابن أبي الدنيا من حديث عبدالرحمن بن الحارث بن هشام قال :
سمعت عبدالله بن حنظلة يوما وهو على فراشه وعدته من علته فتلا رجل عنده هذه الآية (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش) الأعراف. فبكى حتى ظننت أن نفسه ستخرج وقال صاروا بين أطباق النار ثم قام على رجليه فقال قائل يا أبا عبدالرحمن اقعد قال منعني القعود ذكر  جهنم ولا أدري لعلي أحدهم .
ومن حديث عبدالرحمن بن مصعب :
أن رجلا كان يوما على شط الفرات فسمع تاليا يتلو (إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون) الزخرف. فتمايل فلما قال التالي (لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون) الزخرف  سقط في الماء فمات .
ومن حديث أبي بكر بن عياش قال :
صليت خلف فضيل بن عياض صلاة المغرب وإلى جانبي علي ابنه فقرأ الفضيل ألهاكم التكاثر فلما بلغ (لترون الجحيم) التكاثر . سقط علي مغشيا عليه وبقي الفضيل لا يقدر يجاوز الآية ثم صلى بنا صلاة خائف قال ثم رابطت عليا فلما أفاق إلا في نصف الليل .
وروى أبو نعيم بإسناده عن الفضيل قال :
أشرفت ليلة على علي وهو في صحن الدار وهو يقول النار ومتى الخلاص من النار وكان علي يوما عند ابن عيينة فحدث سفيان بحديث فيه ذكر النار وفي يد علي قرطاس في شيء مربوط فشهق شهقة ووقع ورمى بالقرطاس أو وقع من يده فالتفت إليه سفيان فقال لو علمت أنك ها هنا ما حدثت به فما أفاق إلا بعدما شاء الله .
وقال علي بن خشرم سمعت منصور بن عمار يقول :
تكلمت يوما في المسجد الحرام فذكرت شيئا من صفة النار فرأيت الفضيل بن عياض صاح حتى غشي عليه وطرح نفسه .
وفي الحلية لأبي نعيم :
أن علي بن فضيل صلى خلف إمام قرأ في صلاته سورة الرحمن فلما سلم قيل لعلي أما سمعت ما قرأ الإمام (حور مقصورات في الخيام ) الرحمن . فقال شغلني عنها ما قبلها (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران) الرحمن. أبي ذئب.
حدثني من شهد عمر بن عبدالعزيز وهو أمير المدينة :
وقرأ عند رجل (إذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا) الفرقان . فبكى عمر حتى غلبه البكاء وعلا نشيجه فقام عن مجلسه ودخل بيته وتفرق الناس .
وقال أبو نوح الأنصاري :
وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد فجعلوا ينادونه يا ابن رسول الله النار فما رفع رأسه حتى أطفئت فقيل ما الذي ألهاك عنها قال النار الأخرى .
قال أحمد بن أبي الحواري :
سمعت أبا سليمان يقول ربما مثل لي رأسي بين جبلين من نار وربما رأيتني أهوي فيها حتى أبلغ قرارها فكيف تهنأ الدنيا من كانت هذه صفته.
قال أحمد وحدثني أبو عبدالرحمن الأسدي قال :
قلت لسعيد بن عبدالعزيز ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة فقال يا ابن أخي وما سؤالك عن ذلك قلت يا عم لعل الله أن ينفعني به قال ما قمت في صلاتي إلا مثلت لي جهنم .
وقال سرار أبو عبدالله :
عاتبت عطاء السلمي في كثرة بكائه فقال لي يا سرار كيف تعاتبني في شيء ليس هو لي إني إذا ذكرت أهل النار وما ينزل بهم من عذاب الله عز وجل وعقابه تمثلت لي نفسي بهم فكيف لنفسي تغل يداها عنقها وتسحب إلى النار أن لا تبكي وتصيح وكيف لنفس تعذب أن لا تبكي  .
قال العلاء بن زياد :
كان إخوان مطرف عنده فخاضوا في ذكر الجنة والنار فقال مطرف لا أدري ما تقولون حال ذكر النار بيني وبين الجنة .
وقال عبدالله بن أبي الهذيل لقد شغلت النار من يعقل عن ذكر الجنة .
وعوتب يزيد الرقاشي على كثرة بكائه وقيل له لو كانت النار خلقت لك ما زدت على هذا فقال وهل خلقت النار إلا لي ولأصحابي ولإخواننا من الجن والإنس أما تقرأ (سنفرغ لكم أيها الثقلان) الرحمن . أما تقرأ يرسل عليكما (شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران) الرحمن. فقرأ حتى بلغ (يطوفون بينها وبين حميم آن) الرحمن . وجعل يجول في الدار ويصرخ ويبكي حتى غشي عليه .
وقرئ على رابعة العدوية آية فيها ذكر النار فصرخت ثم سقطت فمكثت ما شاء الله لم تفق .
ودخل ابن وهب الحمام فسمع قارئا يقرأ (وإذ يتحاجون في النار) غافر . فسقط مغشيا عليه فغسل عنه بالنورة وهو لا يعقل ولما أهديت معاذة العدوية إلى زوجها صلة بن أشيم أدخله ابن أخيه الحمام ثم أدخله بيتا مطيبا فقام يصلي حتى أصبح وفعلت معاذة كذلك فلما أصبح عاتبه ابن أخيه على فعله فقال له إنك أدخلتني بالأمس بيتا أذكرتني به النار ثم أدخلتني بيتا أذكرتني به الجنة فما زالت فكرتي فيهما حتى أصبحت .
قال العباس بن الوليد عن أبيه :
كان الأوزاعي إذا ذكر النار لم يقطع ذكرها ولم يقدر أحد يسأله عن شيء حتى يسكت فأقول بيني وبين نفسي ترى بقي أحد في المجلس لم يتقطع قلبه حسرات.
كانت آمنة بنت أبي الورع من العابدات الخائفات وكانت إذا ذكرت النار قالت أدخلوا النار وأكلوا وشربوا من النار وعاشوا ثم تبكي  وكانت كأنها حبة على مقلي
وكانت إذا ذكرت النار بكت وأبكت .
قال عبدالواحد بن زيد لم أر مثل قوم رأيتهم هجمنا مرة على نفر من العباد في سواحل البحر فتفرقوا حين رأونا فما كانت تسمع عامة الليل إلا الصراخ والتعوذ من النار فلما أصبحنا تعقبنا آثارهم فلم نر منهم أحدا فصل من السلف من إذا رأى النار اضطرب وتغيرت حاله وكان من السلف من إذا رأى النار اضطرب وتغيرت حاله وقد قال تعالى (نحن جعلناها تذكرة) الواقعة . قال مجاهد وغيره يعني أن نار الدنيا تذكر بنار الآخرة .
وقال أبو حيان التيمي سمعت منذ ثلاثين سنة أو أكثر من ثلاثين سنة أن عبدالله ابن مسعود مر على الذين ينفخون على الكير فسقط خرجه الإمام أحمد وخرج ابن أبي الدنيا من رواية سعد بن الأخرم قال كنت أمشي مع ابن مسعود فمر بالحدادين وقد أخرجوا حديدا من النار فقام ينظر إليه ويبكي .
وعن عطاء الخراساني قال :
كان أويس القرني يقف على موضع الحدادين فينظر إليهم كيف ينفخون الكير ويسمع صوت النار فيصرخ ثم يسقط .
وعن ابن أبي الذباب :
أن طلحة وزيدا مرا بكير حداد فوقفا ينظران إليه ويبكيان .
وقال الأعمش أخبرني من رأى الربيع بن خيثم مر بالحدادين فنظر إلى الكير وما فيه فخر.

 

 

قصص مؤثرة بكى فيها السلفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن