الفصـل الأول: فُرصة ثانية

264 18 36
                                    

1945 - كوريا الجنوبية، بوسـان

لقد أمطرت كثيراً تِلك الليلة.

ليس فقط في شوارِع بوسان ولكِن على وجنتيّ فتىً لَم يعرِف الإبتسام منذُ فترة.

توقفتِ السماء عن البُكاء شفقةً لحالِ الفتى الأزرق المُزرية، ملابِسه مُبتلة بالكامِل إثر جريِه لساعاتٍ غير مُكترثٍ لأي شيءٍ عدا الوصولِ لذلِك المكان، حيثُ بدأ أجمَل فصلٍ في حياتِه وإنتهى أيضاً مُذكِراً الفتى ببؤسِ قدرِه،
والآن هو سينهي ذلِك بنفسِه.

رفعَ رأسَه ناظِراً إلى قمّة ذلِك المبنى المهجورِ ماسِحاً أحزان عينيهِ إلّا أنها لا تنفُك تُستبدل بأخرى.

بدأ في الخطوِ ناحية المدخلِ، حِذاءه القديم يُعكّر صفوّ إنعكاسِه في البِرك الصغيرة ليُزيل تلكَ السلاسِل المُهترِئة وقبل أن يبدأ بالترددِ فتحَ الباب على وسعِه ونظرَ إلى أعلى السلالِم.

الألَم في قلبِه والإختناق في صدرِه ذكّره بسببِ وجودِه هنا ليبدأ بالركضِ على الدرجِ وكأن خلاصَه يكمُن في نهايتِه، السَطح.

إبتِسامة مكسورة إرتسمَت على شفتيِه المُمتلِئة مُتذكِراً إلتِقائه بملاكِه الحارِس في ليلةٍ مُشابِهة.

إقتربَ من الحافّة بخطواتٍ ثقيلة ليقِف على الحافّةِ وينظُر إلى أضواءِ بوسان، كانت جميلةً ولكِن حزينةً في ذات ِ الوقت، تماماً كعينيّ الأشقر الذي هدأ مُحدِقاً بإبتسامة صغيرة ويرفعَ رأسَه إلى النجومِ المُتألِقة في حلكةِ الليل مردِفاً بصوتٍ مُتعب بين بُكاءِه المرير.

" هل أنتَ هنـاك؟ أ-أمازِلت تُراقِبني؟ "

زادَ بريق إحدى النجوم لينغمسَ في مُراقبتِها وقد هدأ بُكاءُه ليُصبِح شهقاتً صغيرة.

" مَلاكـي "

عادَ الألَم ليهتِك بقلبِه جاعلاً الفتى يُمسِك بأيسرِه وينظُر إلى الأسفَل ناوياً القفز دون تفكيرٍ بأي شيءٍ آخر، كُل شيءٍ إنغلقَ ليغرقَ بدوامةِ أفكارِه حتى أنَه لَم يسمَع صوت البابِ يُفتَح وخطواتٍ مُسرِعة تتجِه إليه..

" لا تفعَل! أرجوك لا تفعَل جيمين! "

سرَت قُشعريرةٌ في جسدِه، عرفَ هوية صاحِب الصوتِ المُرتجِف ولَم يُرِد الإلتفات ورؤية وجهِه لأنه يعلَم..

يعلَم أنه برؤيةِ ملامِح صديقِه المُقرّب سيتشبّث بكُل شيء.

" أترُكني فحَسب هوسوك.. "

أغلقّ عيناه بقوة سامِحاً لدموعِه بالإنزلاق فلَم يُرِد لغير السماء رؤية ضعفِه وإنكِساره ولكِن الآن هوسوك هنا وحالُه لا تقِل بأساً عنه..

ғallen Anɢeʟ {yoonmin}Where stories live. Discover now