زفر بقوة وهو ينظر الى ساعته من المفترض ان مراد وصل منذ عشرة دقائق من اجل ان يبدا الاجتماع ،لقد حذره من تأخير شعر باهتزاز هاتفه
اجاب بصوته الهادئ : من معي ؟
_سيدي نتصل من مستشفى ..... لقد تعرض مراد الزيان لحادث سير يرجى منكم القدوم الى هنا او الاتصال بعائلته
شعر بصدمة شلت اطرافه لدرجة انه لم يستطع التكلم مع موظفة المستشفى ،استيقظ من صدمته عندما سمع اغلاق الحط ،نهض من مكانه بسرعة وبخطوات اشبه بالركظ خرج من الشركة متوجه الى المكان الذي يرقد فيه صديقه .
وصل الى ذلك المستشفى في زمن قياسي ، مراد بالنسبة له اكثر من صديق مراد فرد من عائلته . ترجل منها ودلف الى داخل استعلم عن مكانه .
وقف امام غرفة العمليات ينتظر دقائق مرت عليه كالساعات ،انه في الداخل يصارع الموت ، انه على شفى حفرة من فقدانه .
اتجه نحو ذلك الطبيب ما ان خرج
_كيف حالته ؟ هل هو بخير ؟
_الحمد لله ،لقد استطعنا تخطي مرحلة الخطر ،سينقل للعناية المركزة سيستفيق خلال 24 ساعة القادمة .
تنهد مالك براحة :
_متى يمكنني ان اراه؟
_عندما تستقر حالته يمكنك رأيته ،لكن كما قلت سابقا انه بخير يمكنك ان ترتاح .
سار مالك في احد الاروقة متوجها نحو حديقة المستشفى ليجري بعض الاتصالات لكن استوقفه رأيت سمر مع جاسر . ألاف الافكار بدأت تدور في رأسه هل هي مريضة ؟ هل حدث لها شيئ ما ؟
بطرقة لاارادية كان ذاهب اليها يريد ان يطمئن عليها يأخذها في حضنه ويعيدها الى منزله ،لكن تذكر اخر حديث دار بينهما توقف . لم يستطع ان يكبح رغبة في معرفة ما الذي حدث لذلك اتجه نحو مكتب تلك الطبيبة التي كانت عندها سمر .
دخل بعد ان طرق على الباب طرقات متتالية .
بهدوء مالك : سأقاطع عملك قليلا حضرة طبيبة .
_تفضل سيدي بماذا استطيع مساعدتك ؟
_اريد ان اعرف سبب زيارة المرأة لكي ، المرأة التي خرجت لتوها من هنا
_اتقصد سيدة سمر ؟
_تفهمينني جيدا حضرة طبيبة قالها وقد رسم ابتسامة على وجهه
_اسفة سيدي لا يمكنني مساعدتك ، لن افشي اسرار المرضى
_لا يمكنك هذا ليس خيار متاح مع مالك عز الدين ،راجعي نفسك حضرة الطبيبة .
شعرت تلك الطبيبة بالخوف عندما سمعت ذلك الاسم كيف لا تعرفه وهو شريك في المستشفى
_اكرر ما قلت سيدي ،لا يمكنني
_حسنا، ربما يكون لي حديث اخر مع المدير قالها وهو يتجه نحو الباب
_حسنا سيدي حسنا
_جيد ،تعرفين مصلحتك .قالها بجمود اربك تلك المسكينة
_انها حامل . سيدة سمر حامل في اسبوعها الرابع.
مسح على وجهه بعنف احد الساعة لا يصدق ما الذي قالته طبيبة اذا هي واخوها يعبثان معه ، كيف لم تخبره بحملها اتريد ان تمنع عنه ابنه ، ليس بهذه السهولة ان تحيك هي وذلك المدعو جاسر امور خلف ظهره ، الان يجب عليه ان يعيدها الى منزله .
_________
لم تستطع سلمى ان تخفي ذلك الحزن الممزوج بالحقد الموجود في عينيها وهي تسمع حديث جاسر عن مستقبل ذلك الطفل الذي تحمله اختها لم تعد تتحمل ،لماذا يضعها القدر في هذا الموقف اختها زوجة ووالدة طفل الرجل الذي تعشقه منذ طفولتها
صعدت الى غرفتها متحججة بأنها تريد ان ترتاح ،لكن اول ما خطر ببالها وهو مكالمة عمته رقية لعلها تجد حل لهذه المعضلة
رفعت سماعة الهاتف تنتظر الرد
_عمتي
_سلمى كيف حالك حبيبتي ؟ وكيف حال اخوك؟
_اي حال عمتي لفد احترقت ،لقد احترقت ابنة اخوك
_ما الذي تقولينه صغيرتي ؟ هل اصابكم مكروه
_سمر حامل عمتي ،انها حامل
تنهدت رقية متظاهرة بالحزن : ما الذي سنفعله في نهاية هي اختك وزوجة مالك
_عمتي لا استطيع ان ابقى هكذا ، لا استطيع رؤيتها هكذا ، لو يمكنني ان اخذ روحها
_اسكتي سلمى ماذا لو سمعك جاسر يأخذ روحك انت ،تريثي سلمى لكل مشكلة حل تذكري هذا .
قطعت رقية الاتصال وهي تتنهد بقزة جلست خلف مكتبها وهي تدلك رقبتها بتعب ،لم يصلها اي خبر لحد الان ألم تنجح خطتها ؟ ألم ينفذ احمد ؟ لماذا لم من يتصلوا بها ؟
تمتمت بسرعة : يجب ان اتحرك بسرعة يمكنني استغلال حمل سمر لأبعثر العائلة .
_____
صباح اليوم التالي
دلف مالك الى المستشفى وهو يحمل بعض الاغراض لصديقه لم يحظ بقسط من الراحة ان المشاكل تتوالى عليه .تنهد بحزن وهو يتذكر رؤية سمر مع جاسر يجب ان يكون هو معها ان يطمئن بنفسه على زوجته وطفله .اتجه الى غرفة صديقه بخطى سريعة عندما اخبره طبيب باستفاقته ونقله الى غرفة اخرى .دلف الى الغرفة بدون ان يستأذن حتى توجه ببصره نحو صديقه وضع الاغراض فوق الكرسي .
_هل انت بخير مراد ؟ كيف حالك ؟
_هل هذا سؤال مالك ، كنت على وشك ان اموت . قالها مراد بدرامية
ابتسم مالك لصديقه : للأسف لا تزال حيا .
_لقد صدمتني مالك تريدني ان اموت ، من سيعتني بك اذ ذهبت انا
ظحك مالك على كلام صديقه ،لكن قاطعه مراد قائلا
_دعنا ننتقل الى الامر الجدي مالك
تجهمت ملامحه وهو يقول : ماذا هناك مراد ؟
مراد بجدية: الحادث كان مدبرا مالك هناك من عطل مكابح السيارة
واكمل مالك قائلا سيارة الخاصة بي
_اومأ مراد قائلا : انت المستهدف مالك
