مر اسبوع كامل على ذلك الحادثة اسبوع صعب يحمل في طياته الكثير لقد دخلت سعاد في غيبوبة ،تأثرت سمر كثيرا بذلك رؤية والدتها طريحة الفراش منفصلة عن العالم غير واعية لما يدور حولها امر ليس بالهين لكن في النهاية ادركت انه ابتلاء من عند الله .
بعد ان فرغت من تلاوة بعض الايات القرانية على والدتها لتمنحها بعض الراحة وسكينة ، اتكأت على ذلك الكرسي غارقة في أفكارها هي لم تكن لتتجاوز محنتها بدونه نعم بدونه هو ...مالك لقد كان بجانبها طوال هذه الفترة يحتوي انكسارها ،يخفف عنها المها ،يربت على كتفها مانحا اياها شعور بالطمأنينة من قال ان فاقد شيئ لا يعطيه بل فاقد شيئ يعطيه ببذخ لأنه جرب مرارة الفقدان كذلك هو مالك جرب الم فقدان الام لهذا وقف بجانبها ساندها في اصعب مرحلة حياتها
استيقظت من شرودها عندما فتح ذلك الطبيب ليجري بعض الفحوصات الروتينية
_يمكنك ان تنتظري خارجا سيدة سمر
انتهى ذلك الطبيب من عمله وجد سمر تنتظر اما م باب الغرفة بلهفة لعل هناك تحسن في حالة والدتها سعاد
سمر بلهفة_هل هناك شيئ ؟ هل حدث لها شيئ؟
زفر ذلك الطبيب بهدوء _لاندري كم ستظل في الغيبوبة من الممكن اسبوع ،شهر او حتى سنة لم يعد بأيدينا شيئ سوى الدعاء لها
تنهدت بحزن شكرا لك
_لا تشكرين سيدتي هذا واجبي
استدارت تاركتا اياه لكن اوقفها قائلا لقد نسيت ان اخبرك انهم يريدونك فالادارة
_حسنا شكرا لك مرة اخرى
######
فتح الباب بهدوء بحث عنها ببصره لكنه ليست في الغرفة زفر بقوة واتجه نحو المقاعد سينتظر عودتها لسبب ماهو لا يكرهها يحاول ان يقنع نفسه بأنها ابنت عدوه لكن لا يكرهها ربما لأنها لا تشبه والدها لقد ادرك شيئ واحد عنها طيلة هذه الايام انها ضعيفة ضعيفة للغاية ،ربما هي مثله ضحية لجشع كمال هو يعرف بمكالمتها معه يعرف بأن والدها تخلى عنها من اجل مصلحته .
دلفت الى الغرفة بعد ان عادت من المستشفى وقد نال منها التعب
_اين كنتي لقد تأخر الوقت
ارتبكت قليلا هي لم تعتد وجوده في الغرفة دائما ما يأتي في ساعة متأخرة الى المنزل لكنها سرعان ما استعادة هدوئها : لقد كنت فالمستشفى
نظر الى ساعة في معصمه واردف قائلا : لا اريد تأخر مرة اخرى انت تزورين والدتك يوميا انا لا احرمك منها
اومأت برأسها بهدوء هي لا تريد ان تحدش مشاحنات بينهما . دخلت لتأخذ حمام لعلها تستريح تساقطت دموعها لقد تخلصت من اخر ذكرى من والدتها ذلك العقد الجميل شيئ الوحيد التي تملكه من والدتها واليوم قد باعته لتدفع تكليف المشفى جزئ منها اراد اخبار مالك لعله يساعدها لكن كبريائها رفض ان تطلب منه شيئ رغم انه لم يقصر معها في شيئ .
خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها نظرت اليه كان مستلقي على سرير مغمض عينيه يحاول ان ينام اتجهت الى السرير واستلقت بجانبه لقد اعتادت على ذلك منذ زواجهما وهو يشاركها سرير .
_سمر هل انت بخير؟
_نعم بخير ،لماذا
_ربما تودين اخباري شيئ ما .
_لا لا يوجد شيئ
اقترب منها اخذا ايها في حضنه : سمر اذا احتجت اي شيئ اخبريني انت الان زوجتي وعائلتي
لقد شعرت بأمان لم تشعره مع والدها اغمضت جفنيها يا للعجب انها تشعر بالطمأنينة مع مختطفها حاولت الابتعاد انها
لكنه شدد عليها قائلا لا تحاولي سمر انا اريدك بقربي .
#####
استيقضت صباح ولأول مرة وجدته لا يزال نائما تأملت وهو نائم انه هادئ
من يراه وهو نائم لا يصدق انه نفس شخص عنما يفتح عينيه ويدخل في نوبة جنون تمتمت بهذه الكلمات
_زوجتي تتذمر من تصرافتي فتح عينيه وهو ينظر اليها واردف قائلا ربما عليك ان تخبريني بتصرفاتي سيئة عندما استيقظ لعلني اجد حلولا
ظهرت على وجهها حمرة خجلا
_انا ..انا لم اقصد قالتها وهي تتجه نحو الحمام لاتىاد مقابلته
ابتسم على تصرفتها طفولية ابتسامتها خجلها ارتبكها كلها تفاصيل جميلة فيها.
####
نظر الى انعكاسها في المرآة وهي تسرح شعرها
_سنتناول الفطور خارج الخدم في عطلة
_لا داعي لذلك
_لا تجادلني سنتناول الفطور اوصلك الى المستشفى ثم اذهب الى عملي
_شكرا لك
_لا تشكرني سمر انت زوجتي
لم يتبادلا الحديث طيلة الطريق كانت تفكر لماذا تغير معها هكذا لكنها ابتسمت بهدوء انه يحاول تخفيف عنها .
دلفا الى ذلك المطعم الرائع الموجود على شاطئ البحر وجلسا على احد طاولات على مقربة من نافذة لتمتع بزرقة البحر
_انه فعلا مكان جميل
_لطالما احببت هذا المكان انه يمنحك احساس بالراحة...
توقف عن الكلام عندما راها تقترب من طاولته
سلمى... يا لها من بداية يوم رائعة
