الفصل العاشر

ابدأ من البداية
                                    

اغمضت جفنيها بيأس حينما استمعت الي صوته الجاف بعد تذوقه القضمه الاول

لتالت مره مو مضبوط-

تم وضع ذلك الرجل في لائحة تحت عداد الموتي ... نظرت الي المدعوة بيسان التي علمت انها سورية الاصل تنظر اليها بتشفي شديد قبل ان تغادر وتنتبه الي عملها ... نظرت الي الجميع المنشغل في عمله لتقع عيناها علي عيناه الخضراء الراكدة لتهمس بأحباط

-يعني انا كده فشلت

اومأ براسه ببرود .. وتلك النقطة انفجرت في بكاء طفلة صغيرة منعتها والدتها من الحلوي ... بكاء مخزي لسنها وأمامه وهو يتملل في وقفته قبل ان تسمعه يشتم شتيمة لا تعلم معناها .. ووجدت صوته الحاني ينساب علي مسامع اذنيها المرهفة

-ليش عم تبكي ؟

لما عليه ان يتحدث بتلك النبرة اللعنة ... ليعود الي نبرته الحازمة الباردة تلك بدلا من نبرته الناعمة التي تجعل فتيات المطعم يكادون يقذفون عليه بالقبلات والأحضان الحارة ... زاد بكاءها وهي تلعن تفكيرها المنحرف لتنظر الي عيناه هامسة بصوت مخجل

-عشان فشلت ... كل حاجه ادخلها افشل فيها

هز رأسه يائسا وتقزز ما ان ابصر انها تمسح دموعها بيدها ... ابتعد لعدة مسافات وصاح بصوت امر لايخفي عليه تقززه

-اهدي وماتبكي.. عشر دقايق استراحه وبترجعي مره تانيه

استجابت له وهي تزجر نفسها علي طفولتها ومنظرها المخزي امامه ... تعلم تقززه وقرفه من عدم النظافة سارعت بتبديل قميصها ومريولها لاخر نظيف ودلفت الي الحمام تهدأ من روعها قبل ان تعود اليه لتجده ينظر الي طبقها بتدقيق جعلها تفكر ساخرة من منظورته العجيبة

ما ان ابصرها تتقدم اليه سألها ببرود تمقته

-احسن ؟

حسنا تعترف بروده وجفاءه افضل بكثير من تلك النبرة الناعمة .... ردت بجفاء

-احسن

عقد ساعديه علي صدره وهو يقول بصوت رخيم

-كل شيف هون مر بمراحل اسوأ بكتير منك ...الطبخ مو مجرد اكلة لنسد جوعنا .. الطبخ فن واجب نقدسه .. كل مرحلة فاشلة لطبق مو معنا انو نحنامو قد المستوي لأ مرة عن مره بنتعلم خطوة وبنصلح الغلطة اللي قبلها

هزت رأسها لتسمعه يقول

-تعي شايفة الشيف اللي هنيك

عبست وهي تنظر الي يديه التي تشير الي رجلا يطير بالعجين في السقف ثم يعود بها الي الرخام لتهمس

-ايوا

غمغم بهدوء

-الشيف هادول اختبار ألو كان الرز ... الرز كان تحضيره سهل ياترى كل مره رح يطلع بنفس الكفاءه

في قبضة الإمبراطورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن