الفَصل الثَالث

737 62 123
                                    

* قراءة مُمتعة *

______________________


تَعدت عقارب الليل الثالثةِ فجراً،
يجلس ذلك العجوز أمام الصِرافة يقرأ مقالاً ما في الصَحيفة، بينما ذلك المِذياع بجانبه يُطلق تردُدات لمُوسيقى كلاسيكية هادئة.

يتمتم بألحانها براحةِ بال كما لو انه لم يُخرب حياةَ أحدَِهم مُنذُ ساعات قليلة.

ليُفاجئه دخول شاب طويل الهيئة بهودي أسود وَ قُبَعة سوداء تَحجب عينيه عن أنظار ذلك العجوز الهرِم.

" هل لي بِمُساعَدتُك ! ؟"

تسأل العجوز ناظراً للشاب الذي ينظر للأرجاء بطريقةٍ غريبة بينما لاحت على انظراه تلك الإبتسامة الواسعة المُخيفة.

إبتلع العجوز بتوتر و يده كان تَتلمس أسفل الطاولة بحثاً عن زِر الإنذار لكنه تراجع عن ذلك عندما إستمع لما يُريده الشاب.

" كنت أريد فقط إستعمال المرحاض إن كُنتَ لا تُمانِع ! ؟"

العجوز إبتسم بخفة،
فحيث أن هذا الشاب يتكلم بتهذيب مُظهراً بعضاً منَ الإحترام للأخر.

رفع يده مُشيراً إلي نهاية الرِواق و هو يصدح بتفصيل عن مكانه.

" يُمكنكَ إجادُه فِي نِهَايَة الرُدهة يَساراً"

لينحني برأسه يَتجه نحو المكان الذي أشار إليه ذلك العجوز الذي يبتسم الآن.

" إنه فتَاً مُهَذبْ"

مُتمتماً عائداً لما كان بين يَديه من جرائد و يستمع إلي مُوسيقاه، ليتفاجأ بعدها من قطع الطيار الكهربائي في المتجر !!

هو عقد حاجبيه بتعجب ينظر الي الخارج ليجد أن الطريق مُضاء بإعتيادية !! ؟

هو شعر بالغرابة نَاهضاً مُتجهاً نحو صِمامات الكهرباء الخاصة التي تقع بمخزن المتجر و في يده مِصباح يَدوي يُنير طَريقه المُظلم.

كانت الأجواء غريبة،
تبعث لجسده القشعريرة علي طول عمودِه الفقري.

ليصل بعد فترة قصيرة إلي وجته و الذي إبتلع ببطء حالما وجد الصندوق مَفتوح بالفعل و أسلاك الكهرباء كانت مُقطوعةً لنصفين بشئٍ حاد !!

لكنه لم يَتفاجأ بتاتاً بهذا عن شعوره بشئ يخترق ظَهره بقوة، شهق العجوز بِصدمة لتبدأ الدماء في السيلان من فمه بغزارة و دون توقف ساقطاً أرضاً ببطء و هو يُمسك بمكان قَلبه الذي طُعِنَ مِنَ الخلف !!

Mental Disorder || إضطِرَابْ عَقلِيWhere stories live. Discover now