الرابع والعشرين

6.2K 208 11
                                    


“Girl on fire”


وقفت سالي بطريقة آلية في منتصف غرفة الطعام تراقب شيماء بعين ثاقبة بدت شيماء متوترة ولكن سارة لم تنتبه كانت تسرع للإشراف علي الغداء لأن لديهم الكثير من المقابلات اليوم، نكزت سالي فبعد الاجتماع الشاق مع عبد الرحمن نزلت الاثنتان الي الأسفل ليجدوا شيماء تغني بتلك الطريقة الرائعة وها هي مرت ساعة عليهم ولا زالت سالي تراقبها بينما قد نسيت سارة هذا الأمر في زحام يومهم الشاق هذا، أشرفت علي وضع الطعام وجلس الأخوة علي الطاولات يتناولون الطعام مع الصغار مثلما اعتادوا وجرت سارة سالي فهم لن يتناولون الطعام الآن، لديهم مقابلات عمل هامه وعليهم بإجرائها الآن مستغلين فرصة هدوء الصغار وتجمعهم بقاعة الطعام.
وأثناء مرورهم وجدوا أميرة فتاة من جمعية الآنسات تبلغ من العمر سته وعشرون عام ولكنها لا تحضر سوي أيام الجمعة وذلك لأنها تعمل بمصلحة الضرائب ونادرا ما كانت تستطيع الحضور الي المجمع بعد يوم عملها الشاق، أوقفتها سارة بحبور بالغ وقد طرأت عليها فكرة وليده اللحظة
"أميرة عاملة إيه؟!" ردت بإرهاق "تمام الحمد لله، لسه واصله حالا أنت عارفة الموصلات لهنا صعبه" كانت الفتاة مرهقة فقد أتت اليوم بعد يوم عملها الشاق ويظهر عليها البؤس بشكل واضح .. وضوح الشمس في كبد السماء!.
كانت سارة تعلم مسبقا بأن أميرة تكره عملها ولكنه أفضل من لا شيء ووالدتها كانت ترفض بشدة أن تتركه، وبنفس الوقت الفتاة كانت موهوبة في تصنيع العطور ومرطبات البشرة الطبيعية .. موهبة غير عادية!، وطالما أهدت الفتيات قناني من عطرها الخاص وبافتتاح مجمع الشهاب أهدت كل الصغيرات قناني من العطر صغيرة وعندما أشتمتها أية أكدت لسارة بأنها تضاهي علامه تجارية شهيرة تأتي بها لحور.
"إيه رأيك تشتغلي معانا؟!" سألتها سارة بحماسة شديدة، رفعت أميرة أصبعها تشير الي نفسها وسألت ببلاهة "أنا؟!!.. هشتغل إيه؟!!" فسرت لها سارة سريعا عن متجر أية الذي سوف يفتتح بمصر والآخر بأبو ظبي وعن المتجر الاليكتروني وعن فكرتها بإنتاج عطور خاصة بالصغار بنفس اسم العلامة التجارية الخاصة بأية، لمعت عين أميرة بفرح هل يعقل أن تمارس هوياتها ومتنفسها الوحيد كعمل حقيقي بدلا من ذلك الذي يخنقها؟!.
تمتمت سالي ببلاهة "إحنا مفلسين!" رفعت سارة يدها تفرك ذقنها
"ده حقيقي أنا مش هقدر أوفر لك مرتب حاليا .. بس محلولة أنتِ تعالي كل جمعة زي ما بتحضري في العادي وأنا هكلم ست بنات فوق 14 سنه عشان يتعلموا منك وفي نفس الوقت يشتغلوا معاكي وهيكون ليكي نسبة هنتفق عليها سوا من الارباح وكام شهر بإذن الله ويكون المتجر فتح ووقتها تقرري تسيبي شغلك وتكملي معانا ولا لاء؟!"
قامت أميرة بحسبة بسيطة برأسها "تمام بس هحتاج لرأس مال حتي لو هبدأ بداية صغيرة" تلفتت سارة حولها وكأنها سوف تجد المال!!. ثم أشارت لهم سريعا
"تعالوا معايا" وسارت بسرعة الي طاولة الطعام حيث الرجال والمشرفون وكريم يجلسون كان حسام يجلس علي الطرف فنادته بود لا مثيل له
"أوس أوس باشا!" غص عبد الرحمن بالطعام هو محمد وأخفي أحمد وجهه هو الأخر فهم يعلمون سارة جيدا لابد وأنها تريد مال!، كتموا ضحكهم ولم ينظر لهم أحد بينما ارتسمت علي وجه حسام بلاهة العالم وأشار الي نفسه وهو غير مصدق "أنا!"،  ضحكت سارة بمرح وابتسامة ودوده كاذبة علي وجهها "هو في باشا هنا غيرك؟!" هم كريم بالاعتراض ولكن محمد غمزة بألا يتحدث أبدا وقد فهم كريم سريعا.
أشارت له كي يترك الطاولة وذهب لها هي وأميرة وسالي "أميرة عندها مشروع هايل وقولتلها مفيش غير حسام باشا هو اللي هيشاركك في المشروع ده" أحمر وجه أميرة للغاية وكتمت سالي ضحكها بينما ارتبك حسام وهمس لسارة من بين أسنانه "مشروع إيه؟!، انا مش دفعت الزكاة كلها الشهر اللي فات قدامك؟!!"
"يا أوس أوس ده مشروع، وليك نسبه في الارباح!" زم شفتيه لقد أشتري عقار مؤخرا وليس معه أي سيولة!.
"مش هينفع أنا مش معايا كاش!" عضت سارة شفتيها لم يأتي الاحراج معه بنتيجة حسنا لما تضيع وقتها مع ابناء شهاب الدين فهم لا يأتون إلا بالتهديد!
"هتهمك بالتحرش في محضر رسمي" قالتها ببروده شديدة فتح فمه غير مصدقك مدي وقاحتها ثم استوعب الأمر "العبي غيرها!" ابتسمت وهز رأسها نافيه بكبر
"مش بيا أنت تحرشت بشيماء وانا وسالي هنشهد بكده" وبسمه سامه علي وجهها، عض شفتيه ونظر بحنق لسالي فهزت رأسها موافقه ونظر خلفه الي شيماء لن تتورع عن مشاركتهم في لعبتهم القذرة هذا، لن تستغله أبدا فرفع حاجبه وقال بثقة "تحبي أجي أوصلكوا القسم" اللعنة لن تفشل حتما لن تفشل رفعت يدها مدعيه الاستسلام "أوك معاك حق
fake
أوي..بس أنا وسالي هنقول لأمل أنك علي علاقة بعميله من شركة الفجر شعرها أصفر وعينها زرقا" أصفر وجهه "وعلي ما تثبت براءتك بقي تكون أمل قتلتك وقطعتك حتت حتت ورميتك من فوق كبري قصر النيل!" غطي وجهه بيده اللعنة عليها أمل لن تقف لتسمع وجهه نظرة حتي ربما سوف تغرز شوكه طعامها تلك برقبته بالحال دون حتي أن ينبث ببنت شفة، سعل وفك أزراره العلوية
"تمام ماشي موافق" أخرجت من حقيبتها الصغيرة دفتر للشيكات فنظر لها غير مصدق، فتحدثت بثقة "معلش لازم أضمن حقي" أراد تحطيم الطاولة فوق رأسها لقد ابتزته علانية وتتحدث عن الحق! ..حقا!!.
مضي وهو مرغم علي أمرة ولم يكن مبلغ ضخم فقط عشرون الف جنيه
"مش بطال كبداية" وسحبت الدفتر منه سريعا وذهب وهو محبط علي الطاولة وأخوته يكتمون ضحكهم ثم انفجروا ضاحكين من وجهه الأصفر لابد وأن سارة قامت بتهديده بشيء ما!.
ذهبت خلفه وصاحت علي أمل التي تجلس أمامه تطعم أحمد أبنها "أمل متنسيش تدي حسام الحقنه أحسن وشه أصفر" وعادت الي أميرة وهي تتحدث بسرعة "أدغدي وأرتاحي واعملي لي ورقة بأهم الطلبات عشان أجبها وهتبدأي من يوم الجمعة وبعد الغدا أعملي إعلان وأختاري البنات اللي عاوزاهم يشتغلوا معاكي" وجرت سالي وذهبت بسرعة الي المكتب خاصتهم وتمتمت سالي وهي تركض
"حقنه إيه؟!" ردت ببراءة "أحسن يجي له غيبوبة سكر وأشيل ذنبه" فرفعت سالي حاجبها بسخرية شديدة
"ياااا مؤمنه! كتر خيرك والله!!".
_ اعتذروا من الشباب أمام المكتب وتحدثت سارة بسرعة لنجلاء كي تدخلهم بالدور ودلفت وجلست هي وسالي خلف طاولة بثلاثة كراسي وسوت كل منهن من هندامها وبدأ الوفود بالدخول.
شابين أنيقين بجامعة الأزهر وثلاثة فتيات حالما رأتهم سارة شعرت بالورود تتفتح بوجهها يدرسون بالجامعة ولازالوا ما بين العام الثاني والثالث وأكبرهم بالعام الرابع حالما رأوا الاعلان الذي وضعة محمد بالصفحة الخاصة بمجمع الشهاب أتو وتقدموا لتقديم خدماتهم من أجل الصغار، سألت سالي بمهنية
"أحب اتعرف باسميكم وحابين تقدموا للأطفال إيه؟!" قدم الخمسة أنفسهم وتحدث الشاب الاكبر "الحقيقة إحنا معندناش مهارات خاصة زي ما الإعلان اللي علي الصفحة بيقول إلا أننا حابين نحفظ الولاد القرآن الكريم ونحكي ليهم بشكل مبسط عن تاريخ الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وقصص الصحابة" هزت سارة رأسها بإعجاب "الحقيقة يا أستاذ مهاب أننا بنحفظهم حاليا  السور الصغيرة عشان بنعلمهم الصلاة لكن طبعا مفيش حد فينا دارس للأسف وكنا بنفكر بداية من الشهر الجاي أننا نوظف معلمين مختصين، وحضرتك قدمت لنا خدمة كبيرة بالشكل ده .. بس أحب أعرف المواعيد اللي تقدروا تحضروا فيها عشان نفضي الولاد في نفس الوقت" "إحنا بإذن الله نقدر نحضر يومين في الاسبوع وهنقسم نفسنا لأن ليا زمايل كتير حابين يشاركوا إحنا هنا كبداية مش أكتر، وبالإضافة للحفظ والدراسة" وأشار لصديقة الذي بالعام الثالث "مصطفي صوتوا حلو ويجيد التجويد ولو في حد من الاطفال عنده موهبة هو هيكون مسؤول عنه" سعدت سارة وسالي كثيرا بعرض الشباب والفتيات ووافقوا عليه وخرجوا للتنسيق مع نجلاء بالخارج كي يتفقوا علي المواعيد التي يستطيعون الحضور بها، أشارت سالي بكبر لنجلاء
"اللي بعده" وقد بدأت نفسيتها تتحسن قليلا بعد هذا اللقاء المفرح، دلفت ثلاث فتيات فارعات الطول من كلية التربية الرياضية وعرفن بأنفسهن وسألت سارة هذه المرة عما يودون تقديمه لصغار الدار قالت أطولهن وهي تشير الي نفسها ثم صديقتيها
" hand ball
, basket ball
, swimming"
كانت تتحدث وهي تشير الي نفسها والي صديقتيها بالتتابع ثم أردفت "نقدر نيجي يوم في الاسبوع ويوم الجمعة لمده ساعتين" هزت سارة رأسها باستحسان
"جميل جدا بس الأطفال هنا غالبا مفيش عندهم أي مهارات رياضية خصوصا في الألعاب دي الولاد بس كره قدم .." قاطعتها سالي "حمام السباحة لسه متحفرش!" "ده صحيح لكن في دار النور قريبه من هنا فيها حمام سباحة سبع حارات" ردت الفتاة المعنية "ممتاز كبداية" ثم تحدثت الأولي "عاده مش كل الأطفال بيحبوا يمارسوا نفس الرياضة وده طبيعي جدا أحنا هندرب الكل في البداية واللي هنلاقية ماهر في لعبة معينه هنضمه للفريق ونركز معاه".
شكرتهم سارة كثيرا وودعتهم بوجه بشوش وقد سعدت كثيرا والتفتت الي سالي بحماسة وهي تضم قبضتيها "هنوفر راتب المدربين وهخلي الولاد في النور يدربوا معاهم بالمرة!" تحدثت سالي في اللاسلكي خاصتها لنجلاء "اللي بعده" دلف أربعة شباب من كلية التربية الموسيقية بأعمار متفاوتة كانوا بشوشين ومرحين الي أقصي درجة عرفوا بأنفسهم وتحدث أقصرهم ولكنه بدي قائدهم
"إحنا حابين ندرب الولاد علي آلة الدرامز وبنخطط لعمل عرض خاص بيهم بعد التدريبات المكثفة طبعا" نظرت كل من سارة وسالي الي بعضهم البعض ثم تحدثت سارة "هي فكرة حلوة جدا طبعا ..لكن للأسف إحنا معندناش أي آلات موسيقية ومش هنقدر حاليا نشتري ..لكن عندنا بيانوا في دار النور!" قالتها بحذر علهم يدربوا الصغار عليه!.
"مفيش مشكلة إحنا عاملين حسابنا وجمعانا من زمايلنا في الكلية والدفعات الي اتخرجت 20 درامز.." قاطعته سالي سريعا "تمام موافقين!" رفع الشاب حاجبة وخرج مثل سابقية لينسق مع علا، غمزت سارة لسالي "أنا ليه حاسة إن الموضوع قلب علي
“Arab got talent!”
زمت شفتيها "فعلا!" دلف بعدهم ثمانية شباب وقد هال سالي وسارة العدد وقالوا بصوت عذب مرح معا تحيه السلام ملحنين إيها مما أضحك سالي وسارة كثيرا، وعلموا أن الشباب يكونون فرقة للغناء دون أي ألات موسيقية ويريدون تدريب الصغار علي ذلك هزت سارة برأسها
"سوري بس إيه المهارة اللي ممكن تقدموها للولاد غير إن الغنا متنفس ليهم بالطبع" "الغنا من غير أي آلات صعب بل أصعب من الغنا العادي لأننا بنكون اللحن والكلمات في نفس الوقت لازم يكون عندنا صبر وإحنا بنلحن الكلمات بأصوتنا المهارات اللي ممكن تتنقل للولاد من الغناء بدون صوت كتير أوي ,العمل الجماعي, أهمية تنفيذ أوامر قائد الفريق , ده غير تنميه الخيال لأننا دايما بندور علي حلول خلاقة نصدر بيها أصوات للألحان بدون أي آلات موسيقية، بس أهم حاجة بتميزنا" ونظر الي أصدقائه بحب "أننا لازم نكون بثبات واحد لأن لو واحد فينا وقع هيدمر اللحن" تنهدت سارة العمل الجماعي من أفضل القيم التي تتمني من صغارها أن يعملوا بها فهزت برأسها بفرح موافقة علي خدمه هؤلاء الشباب.
دلف بعدهم فتيات يجدن الرسم بالرمال ويريدون تعليم الصغار، وأخريات لتعليم الحرف والحياكة بالصوف وبالطبع وافقت سالي وسارة بعد أن رأين أعمالهم المبهرة، وبالأخر كان هناك شبان يدرسان بمعهد شهير للطبخ يريدون تعليم الصغار الطهو باحترافية وقد لمعت عيون سارة وسالي لهذا العرض الأخير فمعجزة الصغيرة ذات الأربعة عشر سنه والتي أنجبت منذ أشهر قليلة تعلقت بالمطبخ ولكن سارة شعرت بأنها تهرب من العالم الخارجي فمعجزة تري أنها لن تفلح بأي من المهارات الأخرى ولكن سارة شجعتها وجلبت لها عده فيديوهات لشيف تركي شهير يتحدث العالم كله عنه "تقدري تكوني زيه يا معجزة وأشهر وأفضل كمان ..لو واقفة في المطبخ عشان بتحبيه أنا هدعمك لكن لو عشان بتهربي مفيش حاجة تخجلي منها يا معجزة اللي حصلك حصل دون إرادتك وابنك هيبقي فخور بيكي أيا كانت وظيفتك لأنك حافظتي عليه في حضنك".
شكروا الشاب كثيرا وانتهت مقابلاتهم لهذا اليوم الشاق وذهبت سارة سريعا الي الصغيرة معجزة كي تزف إليها الخبر السعيد يمكنها أن تكون طاهية محترفة الآن وبجدارة ولكن معجزة كانت تبكي بشدة فصغيرها كان دائم المرض وهي لم تكن تستوعب ذلك وبعد الفحص اكتشفوا أن لديه عيب خلقي بالقلب، ضمتها سارة لها الصغير موجود بدار النور بغرفة الصغار الرضع وعندما مرض أخذته ناريمان الي المشفى سريعا كي تنقذه "متقلقيش يا معجزة أجهزي عشان نروح له" أخذتها سالي وسارة الي المشفى ولكن الصغير كانت حالته سيئة ويحتاج الي جراحة عاجلة وتوفي بعد أيام قليلة وقد أصاب الجميع الحزن لهذا الخبر السيئ.
***
وفاه الصغير ومرضة أثرت علي الجميع ولكن المشرفين والكبار حاولوا بكل مقدورهم تشجيع الصغار والتربيت علي معجزة التي ظلت صامتة أمومتها التي فطرها الله عليها تذبح قلبها، أما عن ظروفها السيئة التي ولدت بها لا أب لا أم ..ولا تعرف من هو حتي والد صغيرها الذي فارقها تحدثها بأن هذا خير له ما الذي يمكن أن تقدمه له؟ صحيح أن برعم أملها تفتح بالدار بأنه من الممكن أن يوجد بظروف أفضل من ظروفها ولكنها الي الآن لا تضمن بقائها بالدار لقد اصبح الشك ملازم لها فلا شيء دام مطلقا في حياتها وها هو الصغير رحل، يحاولون التخفيف عنها وعن صمتها بأنه ملاك صغير بالجنة وأن مرضة كان صعب وسوف يتعذب بحياته ولكنها كلمات سخيفة هي تعلم.. وهم يعلمون، جزء من قلبها ذهب ولا سيبل لاسترجاعه لقد أنتهي الأمر.
_ راقب مدحت أحد المشرفين المسؤولين عن الصبية بالدار بل وأفضلهم فعبد الرحمن لم يقبل بتعينه إلا بعد أن سمع أطيب الكلام عنه فمدحت محاسب مجتهد ومارس العمل التطوعي بعده مؤسسات منذ أن كان يدرس بالجامعة ولم يترك العمل التطوعي حتي بعد أن أنهي الجامعة بل ظل مستمر فيه وهذا ما شجع عبد الرحمن كثيرا لتعينه لتوافر الخبرة لدية ولطيبة قلبه ومرحه الذي لا ينتهي وقد أحبه الصبية بسهولة.
يبدأ يومه مشرق كثيرا مليئا بالأعمال صباحا وعمله التطوعي كان متنفسه الوحيد تقريبا فلا أصدقاء لديه وتوفيت والدته منذ عامين وسبقها والده بثلاثة أعوام وضخم حجم جسده لم يكن يمكنه من القيام بالكثير من النشاطات الخارجية مثل أقرانه لذلك عندما رأي ذلك الإعلان الخاص بالدار وعلم بإمكانية السكن بها وأيضا العمل كمشرف بعد أن عمل كمتطوع لسنوات وسنوات سعد كثيرا بالانضمام الي مجمع الشهاب:_  ومنذ أن وقعت عينه عليها لم تفارق عقله ولو لليلة علي وجه الخصوص لياليه الموحشة بالوحدة،
شيماء ممتلئة الجسد ولكنه أكيد من أنه يفوقها بعشرة أو عشرين كيلو جرام ولكن ليس ذلك ما يجذبه لها تتحرك كفراشة بسرعة وبخفة تعرف الجميع وتصادق الجميع مزاحها ومرحها لا ينتهي أبدا.. لديها روح متحررة شقية من أعذب ما يكون أسرت لبه علي الفور، هو في الرابعة والثلاثين ولم يرتبط ولو لمرة واحده الي الآن بسبب كبر حجم جسده لا يمثل عريس جيد أبدا ولا يمتلك فرصة مناسبة كي يتقرب من الفتيات، أما عن الزواج التقليدي الذي حاولت معه والدته مرات ومرات ففشل في هذا الزواج أيضا ولا يعلم لما حظة سيء علي الدوام في الدور الذي تسكن به العروس!، غالبا ما يكون مرتفع وعندما يصل الي الشقة المطلوبة يصل مقطوع الانفاس والعرق ينضح من كل ذرة به ويري النفور بعين العروس علي الفور للمنظر السيء الذي يوضع به فصرف النظر عن فكرة الارتباط منذ أن دخل بعمر الثلاثين لا فائدة من إحراج نفسه أكثر مما فعل من قبل وكل تلك الكأبة تدعوه الي تناول المزيد من السكريات والحلويات فهذا هو الشيء الذي يسعده بحياته فالطعام لا يخذله مثل البشر.
_ "آنسة شيماء" اللعنة ها هو العرق يتسرب من كل خلايا جسده وبغزارة أخذ نفس عميق وحدثته نفسه "لا تتوتر فقط لا تتوتر تحدث معها بود وكل شيء سوف يصبح علي خير ما يرام" ولكن قلبه المضطرب الذي يركل بحده ضلوع صدرة لم يكن بهدوء نفسه مطلقا!.
أزدرد لعابة "معجزة عامله إيه الوقتي؟" "هتبقي أحسن إن شاء الله بعد إذنك" وذهبت وتركته سريعا .. اللعنة لمَ لم يلقي عليها تحية الصباح حتي في البداية؟
أخرق .. أخرق!.
بدت شيماء وكأنها تفر من شيء ما ولاحظت سارة ذلك ونظرت الي الخلف لتجد علامات الخيبة مرتسمة علي وجه المشرف مدحت فوقفت بمنتصف الطريق وأخذتها الي أقرب غرفة "مالك يا شيماء في إيه؟!" سألت سارة بقلق بينما شيماء هزت رأسها بأن لا ولكن وجهها كان من ذلك النوع الفاضح ..أحمر وبشدة!.
كورت سارة شفتيها فشيماء بالذات أكثر من أي فتاة بالدار ورغم مرحها الدائم وحديثها الذي لا ينتهي عن الرجال ورغبتها المحمومة بالزواج يتقدم لها الخطاب أكثر من أي فتاة بالدار ولكنها دائما ما تجد عيوب وحجج تبدو دائما واهية الي سارة بل سخيفة الي درجة لا توصف من وجه نظر سارة وسالي تؤيدها في ذلك وترفض كل من يحاول أن يتقدم لها بل ترفض حتي إعطائه عنوانها!.
ربعت سارة يدها وتحدثت بجدية "من غير لف ولا دوران يا شيماء عشان مش هسمح لك تضيعي الفرصة دي" التفت بوجهها بعيدا وسألت باستهجان
"فرصة إيه؟!"
"مدحت"
أحمر وجهها أكثر وعلمت سارة بأن حاستها السابعة التي لا تخطيء أصابت الهدف مرة أخري "واضح  أنو معجب بيكي .. وواضح أوي أنتِ بتصديه أزاي مدحت شاب محترم جدا مش زي أي حد أتقدم لك قبل كده" التفتت لسارة تزمجر بها بغضب "أنتِ أتجننتي!! أنا" وأشارت لنفسها بعلياء "أرتبط بده؟!!" غضبت سارة بشدة وسألتها بهجوم "وماله بقي استاذ مدحت؟! إيه عيبه يا ست شيماء؟!!"
"أنتِ بتستهبلي يا سارة مش شايفة جسمه عامل إزاي؟!" كانت تصرخ بحنق بالغ ولم تدرك بأنها فطرت قلب مسكين نظرت سارة بحرج بالغ الي باب الغرفة وهي تعض علي شفتيها فالتفت شيماء وقد سقط قلبها أرضا حالما رأت وجهه محمر من الخزي أعتذر بصوت مرتعش وذهب سريعا، وضعت سارة يدها علي فمها غير مصدقة أبدا "ليه كدا يا شيماء حرام عليكي!" هزت رأسها بارتعاش بلا
"صدقيني معرفش أنو هنا!" قررت سارة أن تقسو عليها علها تفيق "ماله بقي جسم أستاذ مدحت يا شيماء؟" وأخذت ذراعها وجرتها بعنف الي أن واجهت مرآه صغيرة بالحائط ففهمت شيماء ما تعنية سارة بفعلتها هذه ونظرت أرضا بخزي، فرهف صوت سارة مرة أخري "واضح أوي أنو معجب بيكي وأخلاقه بجد ما تتعوضش ليه ما تديش نفسك فرصة وتدي له فرصة هو كمان ليه ماتخديش بأيدة وتخسوا سوا عشان صحتكوا" تساقطت دموع شيماء الواحدة تلو الأخرى وجعلتها سارة تلتفت لها "كل مرة كريمة كانت بتبدأ دايت كنا بنبدأ معها وأنتِ بالذات لما بتنتظمي علي الرياضة والاكل الصحي كان وزنك بينزل جامد وبمجرد ما بنشجعك تختفي كام أسبوع وترجعي بوزن زياده ليه بتعملي في نفسك وصحتك كدا .. أنتِ عارفة الدكتورة قالت إن احتماليه إصابتك بالسكر عالية جدا ليه بتعملي في نفسك كدا لسه قدامك مستقبل.. مش عاوزة تبقي أم؟!.. صدقيني هتحتاجي لكل قوتك وصحتك عشان ولادك وبيتك" لم تكن سارة تدري التي تحاول أن تقنع شيماء بأنها تذبحها بسكين بارد سكين أدمي قلبها منذ زمن.
تركتها ورحلت وتساقطت دموع سارة هي الأخرى وذهبت خلفها تبحث عنها ولكنها تقابلت مع سالي وأوقفتها سالي سريعا وقصت سارة عليها كل شيء.. وضعت سالي كفها علي فمها والآن علمت لما وجه الاستاذ مدحت شاحب لقد قابلها منذ لحظات وطلب أخذ باقي اليوم عطله لأنه يشعر بالتوعك.. وها هي علمت سبب توعكه!.
علي عكس سارة الغارقة بالبؤس والأحزان علي الاثنان، أستنفر هذا الموضوع قرون الاستشعار الخاصة بسالي هذه الشيماء خلفها لغز كبير .. وهي سوف تحله اليوم لا الغد!، التفتت لسارة
"أنتِ مش كنت عاوزة تروحي بدري عشان تطبخي لجوزك؟!" هزت سارة رأسها بهدوء "طيب يا لا حالا هوصلك" ذهبت سارة لجلب حقيبتها بينما سالي علمت من الفتيات أن شيماء جرت نجلاء كي توصلها وخرجت سالي بسرعة وهاتفت نجلاء لتسألها أين أصبحت دون أن تسألها بأي شيء عن شيماء أو حتي سبب سؤالها عن مكانها الآن بالتحديد وأغلقت الهاتف وسط استغراب نجلاء بينما شيماء لم تنتبه لها مطلقا فقط كان لديها الكثير مما يشغل فكرها... .
وبالطريق ربطت سارة حزام الأمان وجلست متوجسه خيفة من سالي التي تدعس علي دواسة الوقود بلا رحمه، أخذت سارة تتلو الشهادتين وسألت سالي بصوت مفزوع "إحنا في رقبتنا عيال الوقتي ملهومش ذنب ما تهدي شويا قلبي هيوقف!" تمتمت سالي بسرعة وهي تركز علي الطريق بكل مقدورها "لازم الحقها"
"هي مين؟!!"
"شيماء"
"أنتِ مش هتوصليني؟!"
"لا إحنا هنراقب شيماء" ثم أخذت تتمتم تفكر بصوت عالي مع سارة.
"عمرنا ما شوفنا أهلها.. لا أخ ولا أخت ولا أب ولا أم رغم إن كل بنات الجمعية أهاليهم زاروا الدار وأكتر من مرة.. عمرنا ما زرناها في بيتها رغم أنها زارتنا كلنا.. معاها فلوس رغم أنها مش بتشتغل أبدا .. الوحيدة اللي رفضت تدينا البطاقة الشخصية ولحد الآن مسجلنهاش رسمي بالجمعية وكل ما أطلب البطاقة ترفض.. كل ما تخس ونشجعها تعند علي نفسها وتغيب ومترجعش إلا بوزن زيادة.."
"يا سالي حرام جايز ظروفها مش تمام ومش عاوزة تعرفنا!"
"أبدا دي مش ظروف واحده صعبه مطلقا دي معاها فلوس وفلوس كتير كمان" قضمت سارة شفتها السفلي بالفعل فمصاريفها مقارنه بملبسها المتواضع وكرمها الزائد عن الحد مبالغ فيها تمتمت سارة بشك "جايز وارثة!" عضت سالي يدها بغيظ
"هموت مفروسة منك أقسم بالله .. بطلي سذاجة وأسكتي خالص!" فصمتت سارة فسالي بدت شريرة للغاية في ذلك الوقت!.
نزلت شيماء بعد أن دلفت نجلاء الي القاهرة واستقلت سيارة أجرة وسالي خلفها بالطبع ومن ثم توقفت أما عقار بالمعادي وصعدت الي الأعلى وبالطبع لم تعرف سالي ما الذي عليها فعله نزلت من السيارة ودلفت الي العقار ولكن لم يكن هناك حارس أو أي أحد كي تسأله عن أي شيء وعادت الي سارة بخفي حنين!، تمتمت سارة برعب وهي تعض علي يدها "نروح بقي.. ها.. عبد الرحمن هيقتلني!"
"مش هروح إلا لما أعرف أصلها وفصلها .. فاهمه ولا لاء؟!"
"عبد الرحمن هيقتلني والله هيقتلني.. أهيء أهيء"
"الصبر يا رب وهو هيعرف منين؟!" ردت سارة بوقعيه "أنا هقول له!" حاولت سالي استجماع اعصابها وقوتها كي لا ترتكب جريمة
"أنا مؤمنه بقدر ربنا وعارفه أنك فتانه.. بس هتفتني علي نفسك!" سألتها سالي مزمجره فهزت سارة رأسها بنعم بتردد بالغ وطلبت من سالي بعصبية بأن تأتي لها بمقرمشات كي تخفف من توترها، نزلت شيماء أثناء ما كانت سالي تقذف سارة بأكياس المقرمشات وتضربها علي رأسها بها وصرخت سارة بها بأن شيماء نزلت ولكن الاثنتان اندهشوا منها تماما فهي بدلت ثيابها الي أخري أنيقة وطريقة مشيها حتي هي الأخرى تبدلت! وإن كان الحزن البالغ هو المسيطر علي وجهها، وركبت سيارة فارهة وقادتها ذهبت سالي خلفها بسرعة واندهشت سارة
"بس. أزاي.. هي مش قالت أنها مش بتعرف تسوق!" تحدثت سالي بغير تصديق
"فعلا ده اللي شاغل تفكيرك؟! .. يا مؤمنه دي عربيتها أنضف من حياتي!"
بعد مده دلفت سيارة شيماء الي حي راقي للغاية وصفت سيارتها من ثم صعدت فنزلت سالي خلفها وتركت سارة تنوح وتقضم المقرمشات كي تخفف توترها
"عبد الرحمن هيفرمني عبد الرحمن هيفرمني.." سألت حارس العقار بلباقة
"لو سمحت من فضلك هي الآنسة شيماء ساكنة في الدور الكام؟!" قضب الحارس جبينه "مفيش حد هنا بالاسم ده!"
"أزاي حضرتك أنا لسه شيفاها طالعه حتي عربيتها اللي هناك دي" وأشارت علي السيارة التي نزلت منها شيماء "حضرتك دي البش مهندسة أنورين مفيش حد في العمارة بالاسم ده" بحلقت سالي قليلا وذهبت منومه الي سارة التي لازالت علي حالها تنوح بأن عبد الرحمن سوف يقتلها! "ها قالك إيه؟"
"مفيش حد هنا اسمه شيماء" قالتها وهي مغيبة
"مستحيل إحنا لسه شايفنها داخلة العمارة!"
"دي البش مهندس أنورين" صرخت سارة بهلع "إيـــــــه؟!!!".
***
دلفت سارة في اليوم التالي الي المكتب تحمل بؤس وكأبة العالم كله علي أكتافها لتجد نهي المحامية قد سبقتها وأخرجت مسبقا شهادات الميلاد الخاصة بالصغار فبعد أن جلبت سارة لهم قائمة بالأسماء خاصة وأن كثير منهم كان له أسماء عجيبة!، أصبحت أسمائهم جميلة الآن وكانت المحامية نهي هي المسؤولة عن استخراج أوراق قانونية لهم.. تحدثت الي سارة بتعب "ما تخلي البش مهندس عبد الرحمن يكلم المحامي بتاعة يساعدني شويا يا سارة أنتِ مش عارفة بيزهقوني إزاي في السجل!"
تمتمت سارة بصوت حزين وفمها متقوس "عبد الرحمن!" وعادت بذاكرتها الي الأمس بعد أن عادت مرتعبة من مواجهة عبد الرحمن دلفت الشقة متأخرة وبدلا من أن تعد له الطعام هاتفت والدتها تخبرها بأنها سوف تتناول معها الغداء اليوم ورحبت السيدة وفاء بالطبع، دلفت تتحسس طريقها بهدوء وصعدت الي غرفتها بتوجس وهي تتمتم الي نفسها بخفوت
"أنا كنت مع سالي في مشوار .. أنا كنت مع سالي في مشوار.." ظلت تكررها الي أن وصلت الي غرفتها ووجدت عبد الرحمن يرتدي قميص قطني بعد أن تحرر من ملابس العمل وبدأ يجفف شعرة المبلل، كان مرسوم علي وجهها بغباء
"لقد ارتكبت جرم فاضح!".
"حمد الله علي السلامة أتأخرتي ليه؟!" أشارت الي نفسها ببلاهة في إشارة تعني بأنا؟! نظر لبرهة الي داخل عينيها التي تدوران بكل مكان عدي عيناه وترك المنشفة وربع ذراعيه الضخمين وبصوت بارد "كنتِ فين يا سارة؟" تقوست شفتيها الي الأسفل وارتعشت لثانية ثم انفجرت "أنا وسالي كنا بنراقب شيماء وعرفنا أنها مهندسه واسمها أنورين" لمعت عين عبد الرحمن لثانية واحده فأثناء انشائهم تلك المباني كان هناك عده مخطوطات أولية ومسودات للمباني وأثناء ما كانت اللفائف الخاصة بالعمل منثورة هنا وهناك تمتمت شيماء وهي تنظر الي الرسومات ملحوظة عن خطأ بإحدى العواميد وعبد الرحمن يعي جيدا أن لا أحد يستخرج هكذا عيب سوي دارس جيد للهندسة!، وعندما أخبر سارة أخبرته بأنه لا تدري إن ما كانت شيماء دلفت الي الجامعة بالأساس!!.
استذكر هذه الخاطرة بثانية ثم خرج زئير غاضب منه يسأل باستنكار بالغ
"كنتِ بتعملي إيـــــه؟!" وبعد الكثير من الصياح والغضب علي سارة أخذ هاتفها عنوة وهو يصرخ "أنا هضع حد للمهزلة دي حالا" أستخرج أسم والده سالي وأخبرها بما فعلته أبنتها المصون فهذه ليس أول مرة لسالي تجر سارة معها في هكذا ابتلاءات فذات مرة قررت "كرمبو عصرها وزمنها" مثلما يسميها عبد الرحمن أن تفتح تحقيق لأطفال أسفل احد الكباري وجرت سارة معها وهجم عليهم أثنان من البلطجية!، تحدث عبد الرحمن مع السيدة شادية بحزم محذرا إياها من عواقب تسرع أبنتها وتدخلها فيما لا يعنيها وبدأت السيدة شادية بالصراخ علي سالي التي سوف تصيبها بالجلطة يوما ما من تهورها وصرخت سالي هي الأخرى عبر الهاتف تتواقح علي عبد الرحمن "وأنت مالك أنا حرة في أفعالي!!"
"أنتِ حرة أن شا الله تروحي بلاد الواء الواء.. بس متقربيش من مراتــــــي!" والقي بهاتف سارة وغادر غاضب الي الأسفل كان الجميع لدي السيدة وفاء لتناول الغداء وحاول عبد الرحمن تمالك أعصابه وادعاء تناول الطعام ولكن سارة مدت يد مرتعشة تضعها علي قدمه لتعتذر منه فنفضها وترك الطاولة بغضب وبكت هي بشدة لحق به أخوته ولم يتبقى علي طاولة السفرة سوي النساء وقصت عليهم ما حدث بعد استيعاب صدمتهم الخاصة بشيماء صاحت كل النسوة علي الطاولة بسارة "أنتِ غبية قولتي له ليه؟!!!" فبكت أكثر!.
وفي سابقة لم تحدث لها من قبل مع عبد الرحمن لم يعد الي المنزل إلا بالساعة الواحدة صباحا ونام علي الأريكة بالصالة ومهما حاولت حسه علي الصعود معها الي غرفتهم لم يجيبها بشيء وعندما زادت في الحاحها اقسم إن لم تصعد الي غرفتها أن يترك المنزل كله ويبيت بالخارج فصعدت بأسه وأخذت تتلوي علي السرير وحدها وفي الصباح الباكر لم تجده بالمنزل كله وها هي بأسه كما لم تكن من قبل لم يسبق أن عاملها عبد الرحمن هكذا ولا تعلم كيف سوف تراضيه مرة أخري!.
أفاقت من شرودها علي فرقعة أصابع نهي "روحتي فين؟!" فقوست سارة شفتيها للأسفل وتمتمت وهي توشك علي البكاء "عبد الرحمن مش بيكلمني" رفعت نهي عيناها الي السقف بحركة ساخرة والتفتت دون أن تسألها عن السبب فهي لا تطيقه! ولا تعلم كيف تزوجت تلك القزمة من ذكر الغوريلا هذا الي الآن؟!.
دلفت سالي اليهم مغبرة المزاج بشكل لا يوصف وعندما رأت سارة انكمش وجهها بغيظ وفعلت سارة المثل وتمتمت كل منهن بحنق الي الأخرى في نفس اللحظة
"أنتِ السبب!" هجمت سالي علي سارة بغيظ وأمسكت بخناقها ومددتها علي الأريكة وقفزت فوقها "طول عمري عايشه بحريتي بعمل اللي أنا عاوزاه لحد ما دخلتي حياتي أنتِ وعيلتك أخرجي من حياتي أنتِ فاهمه ولا لاء؟!" بعد أن أبلغ عبد الرحمن السيدة شادية ونال سالي ما نالها من تقريع هاتفتها السيدة وفاء عصرا مهولة من الأمر بأنهم كانوا من الممكن أن يقتلوا أو يتعرضوا لأذي بالغ فذهبت والدتها للصراخ بها من جديد وبعدما هدأت مرة أخري هاتفتها السيدة نور مساءا تخبرها بأن أفعال ابنتها الجنونية هذه تطير فرصتها في أي زواج فذهبت لتوبيخ سالي للمرة الثالثة!.
قالت سارة التي تكافح مع سالي الأطول والأثقل وزنا منها بكثير
"بودي مخاصمني ومش بيكلمني بسببك أخرجي من حياتـــي" أخذت الاثنتان يتضاربون بالأيدي وسالي تخنق سارة "عيب علي سنه مش مكسوفة وأنتِ بتقولي لضلفة الباب ده بودي ..بودي!، بطلي مياصة وانشفي بقي شويا!" أخذت سارة تقاوم وهي تدافع عن زوجها "حرام عليكوا!.. بطلوا تقولو عليه كدا.. يا حرام وشه بقي أصفر ومبقاش ياكل غير فرخة ونص وطبقين رز بس" وصرخت بعذاب أكثر علي سوء حاله! "ومبقاش يتغدي غير مرة واحدة.. حسدتو بعنيكوا اللي هياكولها الدود!" أزداد غضب سالي "شافط نص احتياطي مصر في بطنه.. وحسدناه!.. أنتِ متخلفة يا بت!" دلفت نجلاء عليهم وأخذت تنادي علي سالي عده مرات ولكنها لم تعيرها أنتبه فصرخت نجلاء بغضب في آخر مرة فالتفتت لها الاثنتان يصرخون عليها
"مش شايفنا بنتخانق مفيش أي خصوصية؟!!" ثم حدقت الاثنتان بانبهار في السيدة التي دلفت بخجل خلف نجلاء وتأوهت كل منهم غير مصدقة "أووو" نظرت سالي لسارة وصفعتها صفعه أخيرة! ثم استقامت وعدلت من ثيابها وفعلت سارة المثل واتجهوا نحو السيدة يسلمون عليها ويرحبون بها فقالت بخجل لسالي وسارة
"ممكن نتكلم علي انفراد" هزوا رؤوسهم مرحبين بشدة ولوحت سالي لنجلاء بكبر بأن تخرج وتتركهم وحدهم مع أجمل أمرأه رأوها من قبل!.
فركت السيدة يدها البيضاء وهي تعض علي شفتين مكتنزتين بغاية الروعة وانبهرت سارة بنقاء بشرتها وخضار عيونها المميز التي لم تري له مثيل من قبل!، أما عن شعرها فكان قصة أخري مزيج حريري بين العسل والكراميل لا مثيل له ترتدي ثياب بالغة الاناقة تنورة تصل الي اسفل ركبتها بعده سنتيمترات تلتف حول قد رائع لم يؤثر فيه الزمن وبلوزة ذات أكمام قصيرة بلون كريمي رائع.
قطعت سالي إعجابها الشديد بالسيدة "نقدر نساعد حضرتك بأي حاجة؟" هزت رأسها بخجل "أنا.. في الحقيقة أنا.." مسحت دمعه فارة من عيونها بأناقة وعضت علي شفتيها بشدة من الألم "أنا كنت عاوزة مساعدتكوا أنا وال..." أنفتح الباب بسرعة علي صوت شيماء تصيح بسوقية "سوكا العبيطة بقت..." وبحلقت بقوة في السيدة التي تجلس علي استحياء أمام سالي وسارة وهدرت بنبرة وصوت مختلفين عنها تماما حتي أن وقفتها تغيرت! "أنتِ إيه اللي جابك هنا؟!" وقفت المرأة بخجل "يا حببتي أنا.."
"جاية تبوظي ليا حياتي دي كمان؟!"
"يا أنورين أنا..." غادرت شيماء المكتب كعاصفة متفجرة وانهارت السيدة الجميلة أمامهم علي كرسيها جرت نجلاء خلف شيماء وظلت سارة وسالي أما السيدة الجميلة بعد أن هدأت قررت رحمة كل منهن من نظرات الفضول القاتل والتساؤلات التي تقفز من عيونهن وعرفتهم أخيرا بنفسها.
أحلام الطبجي.. فتاة جميلة لأحدي العائلات المعروفة .. يقع في غرامها شاب بسيط مكافح ..القصة التقليدية بكل حذافيرها ومعايرها إلا أن والد الفتاة كان متفهم كل ما يهمه هو سعادة أبنته حتي لو كان يتمني من هو أفضل بكثير لها ولكنه لم يتعنت، ووجدي الشاب المكافح قرر السفر الي الخارج فهذه هي أقصر وأفضل الطرق لجمع الجمال وزوجته الجميلة معه تعمل وتساعده وتشاركه بحياته وتتنقل معه من بلد عربي الي أخر الي أن استقر بهم الوضع بالإمارات رزقت بفتاة وأسمتها أنورين وصبي يصغرها بأربعة أعوام أسمته نور كانت أنورين قرة عين والدها تجمعهم علاقة حب وصداقة غير عادية ومحبه لا حدود لها وحين أتي موعد دخولها الي الجامعة قررت الوالدة أن تستقر العائلة بمصر علي أن يلحقهم الوالد في القريب العاجل ولكن هذا ما لم يحدث أبدا، لقد تمسك بعمله بالخارج علي أن ينزل إجازات قصيرة الي مصر.
مسحت السيدة الرقيقة دموعها "الفترة دي كانت صعبة علي انورين أنها تستقر في مصر من غير والدها ونفسيتها تعبت جدا وكان صعب عليها تتأقلم هنا بعد ما عاشت عمرها كله برا مصر وبعد السنة التانية من الكلية أتخطبت لأبن خالتها عن قصة حب ونفسيتها بدأت تبقي أفضل وتتقبل البلد ووضعها الجديد من غير باباها.. فرحها كان متحدد بعد ما تخلص كليتها وفي أخر يوم امتحاناتها عرفت .. عرفت إن .." عضت شفتيها بقهر "إن والدها متجوز في الإمارات.. انهارت بشدة صريخ, وتكسير, وغضب مقدرتش أسيطر عليه أبدا رفضت والدها وكانت بتصرخ بكل قوتها أنها بتكرهة والفترة دي كانت كل ما تشوفني تحضني وتبطب عليا كأنها بتواسيني .. وجدي في محاوله منه عشان يهون الصدمة عليها قالها إني كنت عارفة من البداية" شهقت سارة "وحضرتك كنتِ عارفة؟!!"
ارتفعت زاوية فمها بمرارة "عرفت بعد ما اتجوز بفترة لكن متكلمتش" وعضت علي يدها "يا ريتني أتكلمت" كان كل من الندم واللوعة يتقطر من تلك السيدة الرقيقة وقلب سارة وسالي يتمزع عليها بشدة حستها سالي علي الحديث
"ليه كان هيغير حاجه؟!" هزت رأسها بلوعة "أنورين لما عرفت أني كنت عارفة أتقلبت عليا وصريخها وكرهها ليا كان كبير أني خبيت عليها المدة دي كلها فسخت خطوبتها ودخلت في اكتئاب تاني وحصلها انهيار عصبي وحياتها كلها تدمرت" عضت والدتها شفتها السفلي بألم بالغ وأخرجت من حقيبتها صورة لابنتها حدقت سالي وسارة بالصورة كثيرا لفتاة باهرة الجمال بشكل غير عادي تفوق الحسناء التي تجلس أمامهم حسن وبهاء، عيون خضراء بها لمعه من العسل الصافي وبشرة بيضاء ولا أروع وشعر عسلي حريري طويل وأنف مدبب صغير وفم مكتنز بشكل جميل وجسد ممشوق .. تصرف الكثيرات الملاين ليحصلن علي روعته وكماله ولا ينجحن بذلك أبدا؟!.
عند التدقيق بشدة تستطيع أن تربط وجه الشبة بينها وبين شيماء مجرد أشياء صغير فعين شيماء التي يعرفوها بنية وشعرها الذي تترك خصلة منه خارج الحجاب أسود وبشرتها أغمق من تلك التي بالصورة ولكن أسنانها وأنفها المدبب لازالوا علي حالهم تمتمت سارة وهي غير مصدقة "بس مش رده فعلها قوية أوي؟!" هزت الوالدة المسكينة رأسها توافقها "فعلا ده السؤال اللي سألته للدكتورة بتاعتها ليه أنهارت بالقوة دي ..أنورين أول ما نزلت مصر وبعدت عن والدها المرة الأولي جالها اكتئاب بسب المكان الجديد اللي مش عارفة تتصرف فيه وشعورها بالوحدة من غيرة لكن الاكتئاب ده مطولش لأننا كنا معها وبدأت تحب بن خالتها وكليتها وحده وحده وتتعود علي الحياة اللي هنا وبتقنع نفسها أن وجدي برا عشان يأمن مستقبلهم وأنو راجع وأنها هترجع لحضنه تاني..لما عرفت انو أتجوز .. الاكتئاب رجع أسوء من الأول لأن كل الحلول اللي كنا بنقنعها بيها طلع وهم وكدب بالنسبة ليها".
وضعت يدها تتحسس بألم جبينها وأخرجت سارة علي الفور حبوب مسكنة للصداع تناولتها السيدة بسرعة "حاولت معاه عشان يرجع ويسيب الست اللي اتجوزها لكنه صدمها بخبر تاني كسرها أكتر من الأول ..أنه مش هيقدر يسبها عشان مخلف منها بنت والبنت عندها 3 سنين.. وقتها انهارت بجد ومبقتش تخرج من أوضتها حست أنو أتخلي عنها وبدلها بزوجته التانية وبنته وقررت أنو زي ما اتخلي عنها هي كمان مش عاوزاه .. وأنا فضلت علي موقفها مني رافضة أي تعامل أو كلام معايا وفي وجهه نظرها أنا شريكته في المؤامرة دي".
سألت سارة بألم "أعذريني بس حضرتك خبيتي عليها ليه؟" وضعت السيدة الرقيقة يدها علي قلبها بألم "خفت عليها تتكسر أنا استحملت وخبيت عشانها هي وأخوها عشان منظرهم قدام الناس دوست علي كرامتي عشانها هي وعشان مشاعرها اللي أنا عرفها حساسة قد إيه.. لكنها مقدرتش تسامحني أبدا ورفضت العلاج وبدأت تاكل بشراهة في الاول منتبهتش أبدا وبعد كده.." تنهدت بألم بالغ "لاحظت أنها بتتعمد ده عشان ..عشان زوجه والدها .. عاوزة تبقي في وزنها".
أتسعت حدقتي سارة وسالي باستغراب فهزت الوالدة رأسها بألم "لكن الأمور خرجت من أيديها ووزنها بدأ يزيد بشكل جنوني لأنها بدلت كل الحب والاشخاص اللي في حيتها بالأكل ومهما حاولت معها كنت بفشل وعرضت عليه أكتر من مرة أنها تعمل العملية إلا انها رفضة، بعدت عن كل الناس اللي حواليها واللي يعرفوا اللي حصلها وشافت إن من الأسهل إنها تبني شخصية جديدة علي هواها بدون قيود أنورين وجدي .. علي طول كنت وراها لكنها كانت بتسيب أي حاجه أنا بعرفها وتبدأ من جديد لحد ما دخلت الجمعية كانت سعيدة معاكوا كنت بحس بكده سبتها وحاولت أطمن عليه من بعيد وفرحت لما لقيتها بتخس وبتلعب رياضة لكنها كانت بتعاقب فرحتي وتشجيعي ليها بأنها تزيد عن الأول!.. فضلت اراقبها من بعيد خصوصا أن نور ابني هاجر برا مصر مش عارف يعيش هنا فسافر يكمل تعليمه لكن أنا واثقة أنو مش راجع وأنو هيفضل في أمريكا ومبارح ونظرت الي سالي "شوفتها وهي راجعه وأنتِ نزلتي وراها وسألتي الحارس وعرفت فعلا أنكو مهتمين بيها فقررت أجي أنهارده عشان أدور معاكوا علي حل ونساعدها تخرج من اللي هي فيه .. الدكتورة بتاعتها أكدت لي أن المواجهة ممكن تكون علاج فعال في حالتها.. مكنتش أحب أنها تعرف أني جيت هنا وتوقعت أنها تتأخر في شقة جدتها علي ما تبدل هدومها" سألت سالي "اللي في المعادي؟" فهزت رأسها موافقة وضعت سارة يدها علي فمها غير مصدقة أبدا من كان ليخمن؟!.. ولكن كل الأشياء بدت منطقية الآن.. منطقية الي حد مؤلم!.
***
خرجت كل من سالي وسارة لتوديع السيدة الرقيقة أحلام والده أنورين "شيماء سابقا!" وبالخارج قابلهم الاستاذ مدحت وهو يتأمل السيدة باستغراب بالغ الشبة فقط يلمحه من يدقق النظر بقوة في تفاصيل لم تتغير في وجه شيماء مثل الفم المكتنز والانف المدبب ولكن بخلاف ذلك لا يمكنك ان تخمن أبدا، ذهبت السيدة وسط نظرات مدحت الذاهلة والالم ظهر علي وجه سارة وأخفضت رأسها بحرج أما سالي فزمت شفتيها عيناه تفضحه بشدة!، ولم يستطع أبدا التحكم في لسانه بالرغم من الطعنة الغادرة التي لم يحسب لها حاسب من شيماء البارحة "هي المدام تقرب لشيماء؟" فالسيدة الباكية الرقيقة غادرت وهي منكسة الرأس.. تري هل شيماء بخير؟!.
جاوبته سالي "والده شيماء" اتسعت عيناه بدهشة بالغة وأحمر وجهه واستأذن بحرج وغادرهم الي قاعة الطعام حيث الصبية يتجمعون ليذهب بهم الي المشتل، بينما سالي وسارة أتجهوا الي غرفة الراحة حيث تغلق نجلاء الباب علي شيماء المجنونة فلا سيارة معها ولا يمكنها الخروج من هنا دون مساعدة من الفتيات.
دلفت كل منهن الي الغرفة ليجدوا أنورين الباكية تجلس متحفزة وقفت باستنفار وتحدثت بصوت وطريقة مغايره تماما لطريقتها السوقية التي كانت تعتز بها.. علمت سارة وسالي أن من يتحدث معهم حاليا هي أنورين لا شيماء
"مين أدلكوا الحق عشان تحبسوني بالشكل ده؟!" كانت عيون سالي متحفزة دلفت وأغلقت الباب بالمفتاح واسترخت بجسدها علي الباب وهي تضع كل من كفيها بجيبها بينما سارة اقتربت بحنان منها ومن دون أي مقدمات ضمتها لها بقوة ظلت أنورين جامده لم تحرك شعرة واحده بجسدها تجاه سارة ومشاعرها الجياشة التي تربت بحنان بالغ علي ظهر أنورين الي أن انفلتت دموعها من عيونها وبدأت تبكي ثم علت شهقاتها بقوة وارتج جسدها بين ذراعي سارة الصغيرين وسالت دموع سارة هي الأخرى أجلستها بهدوء علي الأريكة الموجودة خلفها وأخرجت من حقيبتها مناديل مبللة واقتربت من شيماء بحذر وبدأت بمسح وجهها من الكحل الكثيف الذي تضعه أنورين لتغطي ملامحها الناعمة وبدأت بإزاحة طبقة غامقة من كريم الاساس الخاص بها ومن ثم نظفت عيونها تماما من الكحل ومدت كفها وهي تنظر بعين شيماء ولم تزيحها ولو لبرهة فتنهدت شيماء وخلعت العدسات البنية ووضعتها باستسلام في يد سارة وعضت سارة شفتيها وهي تتأمل تلك العيون الساحرة وتحدثت ببلاهة "يا بنت المحظوظة!.. أدفع نص عمري عشان يبقي عندي لون عينك وبياض بشرتك وأنتِ بتخبيهم يا عبيطة!" ضحكت انورين بتعب ثم انفجرت ببكاء تخفي وجهها وهي تتمتم من بين شهقاتها
"مش كفاية .. مش كفاية أبدا الجمال معندوش حظ مع الحب" ضمتها سارة لها بقوة تربت عليها بحنان وتحاول أن تشد من أزرها وكتفت سالي ذراعيها وتحدث بصوت جامد فهي لا تحتمل الضعف أبدا "هتهربي من أصحابك وتتخلي عنهم .. ولا هتقفي وتفوقي لنفسك وترجعي لحياتك؟!" كانت لهجتها تحمل نبرة تحذير كبيرة وزمت سارة شفتيها بوجه سالي لجمود قلبها ولكن هذه هي سالي لا تعرف كيف تجمل الأمور عليها بمواجهة قوية وواضحة مع أنورين تعيد بها الأمور الي نصابها! فتحدثت بمنتهي الحزم وهي ترفع كل أصبع من أصابعها.
1 مش هتعرفي تهربي مننا.
2 من اللحظة دي أنتِ أنورين.
3 هتعملي العملية عشان صحتك وعشان والدتك المسكينة اللي بتعمليها بظلم بدون أي ذنب.
رفعت رابع أصبع وصرخت بحزم 4" أما عن كذبك عليا طول اللي الفترة اللي فاتت حسابة بعدين.
ثم خرجت وصفقت الباب خلفها فارتعشت كل من سارة وأنورين وتمتمت سارة بخوف "هتاكلك!" فضحكت أنورين بتعب رغما عنها.
خرجت سالي تهدأ من أنفاسها الهادرة وجمعت الفتيات وأخبرتهم بأن شيماء أسمها أنورين وبأنهم جميعا سوف يتقربون منها متجاهلين تماما الشخصية التي كانت تدعيها بدون أي أسأله أو أحراج للفتاة ودون أن تذكر أي شيء عن حياتها الخاصة سوي اسمها فقط مع تحذير شديد اللهجة إذا ما حاولت إحداهن أن تستفسر منها بفضول عن أي شيء يخص حياتها الخاصة عليه أن يواجه غضب سالي الشخصي وزمجرت بشر بالغ "وصدقوني غضبي مش هيعجبكوا نهائي ..فــــاهمين!" كانت لهجتها عسكرية الي أقصي درجة فتراجعت الفتيات بخوف الي الخلف وهزوا رؤوسهم موافقين .. برعب!.
***
دلف عبد الرحمن بعد يومين الي الدار بعد أن أنتهي من الدوام خاصته باكرا يفرك رأس الصغار الذين تجمعوا حولة فور أن دلف يرحبون به وكل منهم يستعرض المهارة الجديدة التي اكتسبها مؤخرا من ذراعة شتلات أو دروس نجارة وميكانيكا أو حتي بعد أن تعلموا الحروف والأرقام وعبد الرحمن يصرح بإعجابه بكل منهم ويشجعهم بأنهم أذكياء وأنه أعتقد أن هذا الأمر سوف يأخذ منهم وقت أطول من ذلك بكثير  ولكنه تفاجئ من مستواهم المتقدم فازدادت بسمة الصغار و كبرت ثقتهم بنفسهم أكثر وأكثر بأنهم بإمكانهم أن يفعلوها.. بإمكانهم أن يتغيروا ويصبحوا أشخاص أفضل.
_ بينما سارة كانت تمشط شعر ورد تلك الصغيرة تمزق قلبها بشكل خاص وتتمني أن تتحدث ولو لمرة واحده انتهت من ذيل الحصان الحريري خاصتها وعقدته بشريطة ستان وردية ومشطت غرتها التي قصتها لها منذ قليل وبدت الطفلة غاية في الروعة والجمال .. مثال مؤلم وموحش للبراءة المنتهكة دون أي شفقة أو رحمة من وحوش الزمان.
تحدثت سارة التي تجلس الصغيرة بحجرها "بقيتي زي القمر رويترز قالت لي أنك كان عندك قصة جميلة أوي" لم ترفع الصغيرة عينها بسارة حتي فهي علي حالها صامته ولا تنظر أبعد من يدها التي تقبع باستسلام واضح بحجرها قبلتها سارة أكثر من مرة واشتمت شعرها بحب وضمتها كثيرا الي قلبها وهمست بحنان بالغ
"ليها حق لمضة تسميكي ورد" ولكن قرون استشعار مزعجة وتشعر بغيرة بالغة اقتحمت لحظات الحنان تلك وصوت غاضب حانق "بتجيبي في سيرتي ليه؟!" فتكهنت سارة بملل مصطنع "يا رتني افتكرت ربع جنيه مخروم!" فلاحت شبح ابتسامة صغيرة علي ورد التي تجلس بحضن سارة وتراقص قلب سارة لرد الفعل الذي لا يري بالعين المجردة !، ولكن سارة وحدها لمحتها فهي تري الفتاة بقلبها، جذبت لمضة يد ورد بحده فسقطت الفتاة واقفة عن حضن سارة وتخصرت لمضة بغضب بالغ "يا ختي اتسهوكي بعيد عن هنا ده دوري" أمسكت سارة بالصغيرة كي لا تسقط أرضا وجلستها الي جوارها ووضعت لمضة فرشاتها الخاصة بالقوة في يد سارة بعد أن القت بفرشاة ورد وتحدثت بغيظ وتبعثر شعر ورد الحرير بغيظ تحدث سارة "خلاص يا نحنوحة.. شعرها أتسرح من زمان" ورفعت شفتيها تتحدث بغل بالغ "هو أصلا زي الحرير مش محتاج تسريح الدور والباقي عليا أنا الغلبانة" وصعدت الي حجر سارة وتمركزت بتملك بالغ ونظرت لسارة بغيظ "سرح لي شعري وحسك عينك تقلبيني.. أه أشتغلي بضمير ومتسرعيش" وربعت يديها تنظر لورد بعلياء كتمت سارة ضحكها بأعجوبة وأدعت الجدية
"شعرك كان كويس جدا ليه شيلتي التوك منه؟!" أدعت الصغيرة الهرش رغما أن سارة من أن شعرها أكثر من نظيف "يا ختي يقطع القمل وسنينيه.. فليني ينوبك فيا ثواب" وادعت الهرش والمسكنة علي سارة قرصت وجنتها وبدت الصغيرة شهية للغاية وقابله للأكل "أه يا ني منك نصابة!" وبدأت بتمشيط شعرها الأجعد ولكن الصغيرة تذمرت "أنا عاوزة أفرد شعري!" رفعت سارة حاجبها باستغراب
"تفردي شعرك ليه خير إن شاء الله؟!" تنازلت لمضة عن كبريائها "عشان تسرحي لي زي ورد كل شويا .. مش بتحبيني عشان شعري خشن ماشي يا بنت الناس ..قادر ربنا يسخطكوا قرود علي الظلم ده!" كانت الصغيرة مقهوره وعلمت سارة أن الغيرة تلوك بقلبها ولم تستطع كبح دموعها التي نزلت من كثرة ضحكها لأسلوب الصغيرة في الدعاء، "أولا أنتِ شعرك ممتاز وأسمه كيرلي مش خشن ودي الموضة الأيام دي يا استاذة الستات بتدفع فلوس كتير عشان لون شعرك ده" لمعت عين لمضة "بجد!"
"طبعا ثم أنا نفسي ورد تتكلم عشان كده بتحجج بشعرها عشان ترضي تعد معايا .. مش أنتِ نفسك ورد تتكلم؟" بدأ قلب لمضة يرق لورد، فهي كانت علي وشك إشعال النار بشعرها منذ لحظات قليلة كي لا تجلس بحضن سارة مرة أخري! وضربت يدها بمسكنة "يالا معلش غلبانة بردوا" ثم انزاحت المسكنة من صوتها وعلت نبرة التهديد "بس لو أتكلمت ولقيتك بتسرحي لها أكتر مني ,, والمصحف أولع في شعرها بجاز.. أه" أتسعت حدقتي سارة برعب للفكرة وأنزلت لمضة من علي حجرها وربعت يدها ونظرات الاستياء كانت تملئ وجه سارة وأختفي المرح من وجه لمضة ونظرت للأسفل بخجل، رفعت سارة ذقنها بهدوء
"يصح تقولي علي أختك كدا حتي لو بالهزار؟!" في منطق لمضة لا تري أي مشكلة! ولكنها لا تريد إغضاب سارة أبدا فهزت رأسها بلا في خجل
"نبهت كام مرة علي طريقة كلامك؟" فهزت الصغيرة رأسها بخجل أرجعتها سارة الي حضنها وبدأت تمشط النصف الأخر من شعرها لترفعه في كعكه علوية.
كانت لمضة بأسه للغاية فأعطتها سارة عده قبلات علي وجنتها جعلت لمضة تضحك وتضم سارة لها بكل قوتها وتقبلها هي الأخرى وضحكت سارة معها كثيرا شبكت الصغير يدها بدلال خلف رقبه سارة "أنتِ مبتقرفيش مني؟" استغربت سارة السؤال "ليه بتقولي كد؟!" ظهر الحزن بعيون الصغيرة وهي تتحسس بشرتها بحسرة "ألا العيال بيعايروني ويقولو لي يا لا يا أمو عدس"
"عدس!!!"
"أيوة العدس اللي في وشي" واشارات علي نمشها بقرف هزت سارة رأسها غير مصدقة
"أولا أسمة نمش ثانيا دي أحلي حاجة فيكي" وأخرجت سارة هاتفها تريها صور لفتيات أجنبيات حمراوات الشعر ووجههم مليء بالنمش وكن فاتنات فانبهرت الصغيرة وأدارت فيديو لفتاة تضع الحناء علي وجهها بشكل نقاط كي تصنع نمش صناعي بوجهها كانت لمضة غير مصدقة فضربت علي صدرها بقوة وشهقت "شوفتي بنت المجنونة عملت في وشها إيه؟" زمجرت سارة تنبهها لكلامها "لمضة؟!!" "لمؤاخذه .. شوفتي الميس بنت المجنونة عملت في وشها إيه؟!" فانفجرت سارة بالضحك تلك الفتاة لا فائدة منها مطلقا!.
"أعمل فيكي إيه بس؟.. أكلك!" وأخذت تدعي قضم قطع من الصغيرة والصغيرة تضحك بشقاوة مستمتعة بدلالها الزائد علي سارة ويعجبها الأمر كثيرا انتهت سارة ولم تشعر بأن هناك من يراقبها وعندما توقفت الصغيرة عن الضحك ضربت علي صدرها وشهقت تتحدث بقوة وغضب "يا خويا قول إحم ولا دستور أنت داخل علي حريم " ورفعت إصبعها تحذره "أختشي عيب علي شيبتك!"
تخصر عبد الرحمن من تلك الصغيرة طويلة اللسان وقال بتحدي وصوت غاضب "أنا داخل بيتي .. ثم إن أوضة الجلوس مشتركة .. نسائي ورجالي" وقفت سارة وسألت عبد الرحمن الذي لا زال يجافيها وسألت بارتباك فهي لم تتوقع حضوره أبدا "مقولتش أنك جاي" نظر لها من أعلي الي الأسفل وتمتم ببرود وكبر
"بشوف أي مصيبة بتعملوها المرة دي" أحنت سارة رأسها بحزن لا يعقل أن يفقد الثقة بها عبد الرحمن لم يسبق أن حدث بينهم هذا النوع من الشجار أبدا، فهي عصرت رأسها لأيام وعندما تذكرت كل مشاكلها معه أتضح أنها كلها لنفس السبب لا غير "شبح أحمد" أما هذه المشكلة فهي نوع جديد تماما علي سارة وحقا لا تعرف كيف تتصرف؟!.
أحنت رأسها للأسفل بحزن بينما قطعت لمضة عليهم لحظات الشجن والعتاب هذه، وتخصرت ومرجحت رأسها بمهارة يمين ويسار تعاتب عبد الرحمن بقوة
"توك ما افتكرت يا خايب الرجا!" بحلق كل من عبد الرحمن وسارة لها غير مصدقين وقبل أن يصمتها أي منهم ذهبت له بهجوم وهي تشد سترته كي تجبره علي الانحناء رضخ لعنفها مع السترة وأنحني وما إن فعل حتي ضربت صدرة الضخم بكفيها الصغيرين ثم أمسكت بتلابيبه وعين سارة وعبد الرحمن متسعة علي آخرها من الصدمة أكثر من عشر سنوات لم تري سارة مرة واحده أي رجل تجرأ علي الامساك بتلابيب عبد الرحمن وها هي متر إلا ربع تفعلها بكل وقاحة ودون ذرة من الخوف!!.
"أنت فاكرها إيه؟ .. ذريبة من غير بواب .. ولا عشان بتصرف علينا؟!!" وأحكمت قبضتها أكثر وقربته منها حتي بات لا يفصلها شيء عن وجهه
"أوعي تكون فاكر إن اللحمة اللي بتأكلها لي ولا الفراخ ولا الهدوم الجديدة ولا الفاكهة ولا الجبنة ولا الالعاب دي ممكن تكسر عيني .. ما عاش ولا كــــان اللي يكسر هادية بنت المخفي محجوب .. أه.. أربع أيام يا قادر! يا جاحد!! مدخلتش الدار فيها ولا سألت علينا .. فاكر نفسك مين؟!! ها؟!.. وجاي الوقتي تتمختر من غير ما تتأسف حتي ولا تعتذر ..فاكرني كرة شراب بتلعب بيها؟ تيجي وقت ما تحب وتمشي وقت ما تحب.. لاء فتح عينك وشوف بتكلم ميــــن؟!!".
كان عبد الرحمن مصدوم من غضب الصغيرة لم يتوقع ذلك في أشد أحلامه جموحا.. غاضبة لأنه لم يأتي منذ أربعة أيام؟! تحدث بصعوبة وهو منحني عليها بهذا الوضع الذي لم يتصور أنه من الممكن في يوم من الأيام أن يحدث له! "أسف" وكأنه جبر كبرياءها الجريحة فأنزلت يدها بتنازل وسألت بكبر بطرف عينها بعد أن تخصرت "مجتش ليه؟" فقال بمنتهي الآدب
"كان عندي شغل كتير" مرجحت لسانها بداخل فمها تقيم الوضع وأنفاسها تعلو تهبط بسرعة من فرط عصابيتها "زي بعضة .. حكم أكل العيش" هم بالوقوف فأمسكت بياقته مرة أخري توبخه ولكن بهمس "هانت عليك يا ابو قلب حجر البنية الغلبانة بقالها كام يوم دمعتها منشفتش حرام عليك يا مفتري دي وليه غلبانة!" رفع حاجبة غير مصدق ما قالته للتو وليخرج من هذا المأزق تمتم "أصلها غلطت جامد" فعبد الرحمن نفسه يفكر منذ أيام لم يسبق له ولو لمرة واحده  أن تشاجرا في شيء غير شبح أحمد  وغالبا ما يكون هو المخطئ وتحملته هي مئات المرات لسنوات وتحملت اعتذاراته الباردة وهذه تقريبا أول هفوة بحقة فهو حذرها جيدا وأكثر من مرة بألا تمشي في ضروب سالي المجهولة أنه يخشي عليها وبشدة ومن حقة حمايتها وكان من الممكن أن يصابوا بأذى بالغ لو شيماء أو أنورين شخص سيء ومتمرس!.
حنت نبرة الصغيرة تجذبه من ياقته بعذاب "المسامح كريم حرام عليك وأنا اللي هجيب ليك حقك" وتركته وتوجهت بعنف نحو سارة وجرتها من يدها الي أن وقفت في مواجهة عبد الرحمن "بوسي راس جوزك وأعتذري منه حالا .. أما والمصحف حسابك هيكون معايا ..أنتِ فاكره إيه؟.. ده كبير الدار ..ألا وربنا أكون مجوزاه ست ستك!" كانت تهدد سارة بشراسة أمام عبد الرحمن وكأنها تأخذ حقه منها ظلت سارة مجمدة مكانها غير مستوعبة مكانتها بقلب هادية ولا الصغار الذين يبحلقون فيهم بشدة يتمنون أن يتصالحوا ولا تعلم كيف عرفت هادية بالأمر حتي؟!!.
ولكن هادية فهمت جمودها علي نحو خاطئ تماما فجرتها الي أن نزلت الي مستواها "أتلحلحي يا ختي بدل ما الراجل يضيع من أيدك ويطفش من البيت وتضحك عليه واحده من إياهم .. حكم ده صنف عينه فارغة ورمرام!" زمجر عبد الرحمن
"أنا واقف وسامع علي فكرة!!" لوحت بوجهه
"يا خويا هو اللي علي راسه باطحه ما تهدي شويا!" اقتربت سارة من عبد الرحمن ولكن الدموع كانت تسقط من عيونها وليس بخطين مثل عادتها وإنما قطرات وكأنها تنفجر كل عده ثوان تعلن فشل سارة عن الامساك بها غير مصدقة أنها تعني للصغيرة كل هذا وأن عبد الرحمن وجوده يعني لها الكثير وأن وجودهم معا سعداء أمر يهمها ويسعدها كثيرا، وبنفس الوقت تشتاق الي عبد الرحمن وبشدة خمسه أيام وباءت كل محولتها معه في الكلام بالفشل، أما عن عبد الرحمن هو الأخر كانت عيونه تلمع شعر بسعادة وتأثر غير عادي أهذا ما يسمي أسرة؟.. أسرة سعيدة كبيرة تخشي علي نفسها الفراق؟!، هل حصل عليها هو سارة أخيرا بعد كل هذا العذاب؟!!.
لم يشح أي منهم بعينه عن الأخر الشوق والتأثر من هذا الموقف نال منهم بقوة حتي الجم السنتهم من هول المشاعر التي تدور بداخلهم جذبت الصغيرة بذله عبد الرحمن "يا خويا أنزل شويا خليها تطول راسك عشان تستسمحك وتبوسها.. وانتِ يا ختي أبقي البسي حاجة في رجلك مش كفاية الراجل متجوز أوزعه ومستحمل؟!!".
أنحني عبد الرحمن يقترب من سارة ووقفت هي علي أطراف أصابعها وهي مسحورة وقبلت جبينه بحب بالغ فسعدت لمضة ووكزت عبد الرحمن
"وأنت كمان بوس راسها المسامح كريم" ابتسم عبد الرحمن يحضنها بعيونه واقتربت هي منه ووضعت يدها علي صدرة تريد أن تضمه الي مالا نهاية سعيدة بأسرتها الجديدة التي لطالما تمنتها قبل جبينها مطولا وأغمضت هي عيونها باستسلام لذيذ واقتربت منه الي أن احتضنت خصره لا تري من كم الوجوه الفضولية الصغيرة التي تتمركز حولهم سواه هو فقط بل لا تري من العالم كله سواه رفعت نفسها تضع وجنتها علي وجنته الخشنة التي لم يحلقها فهو لا يفعلها مطلقا بل هي من تفعلها له كل صباح وأخذت تحتك هي بوجنته الخشنة مستمتعة كقطة تموء بدلال وتحك جسدها بقدم سيدها أغمض هو الأخر عيونه واستسلم لها كل الاستسلام لا يري من الوجوه سوي وجهها يا اللهي كم اشتاق اليها فقط خمسه أيام لعينة من العذاب والغضب.
نظر لها بشوق بالغ وتمني أن يروي عطش الايام السابقة بقبلة من ثغرها ولكنه أفاق علي زمجرة قادمة من أسفل تقريبا بمستوي ركبته! فنظر بحنق لتلك المزعجة التي بدأت تسب وتلعن "أتحشم منك ليها بلاش قلة حيا" وفصلت سارة عنه بعنف "روحي يا نحنوحة قدامي علي المطبخ جهزي الغدا" وأنت يا خويا لم نفسك شويا بلاش مسخرة!.. معانا عيال صغيرة" كانت الصغيرات يضحكن بشدة ولكنهم بدو فرحين بالمصالحة التي لم يكونوا يعلموا بشأنها لأنهم لم يعلموا بالمخاصمة بالأساس!!.
أما عن سارة تحركت بموجب الدفع من لمضة التي تغار عليها حتي من زوجها ومشاعر حبها لعبد الرحمن وللدار وللصغار تتفجر بداخلها بلا رحمة يفترض بها أن تكون بين ذراعيه الآن تنتشي من الحب والفرحة ولكن تلك الصغيرة التي تجرها تعذبها وبشدة ولكنه عذاب جميل ولذيذ للغاية ترحب به ..اليس هذا هو الحب نظر لها عبد الرحمن بعذاب هو الاخر علي هذا الفراق الجبري ولكنه كان سعيد وفرح
"أجمل حاجة في الحب عذابه"
فيا مرحب به من عذاب... .
نهاية الفصل.

مذكرات حائر الجزء الثاني "الحلم الضائع" بقلم هالة الشاعر Where stories live. Discover now