الجزء الثاني

278 2 0
                                    

أسئلة ما لها حصر ولا عرفت حدود .أعوام مرت كسراب بقبعة ربما حسبه ماء فلا وجد ماء ولا هواء.انه يحيا وهذا ايضا مشكوك فيه .ماذا تعنى الحياة ؟دراسة ام عمل ام زواج ام أبناء ام روتنة اليوم .يستيقظ في موعد محدد يدخل حمامه يخرج ليصلي بعد أن يرتدي ملابسه وينزل الي عمله .مصطحب معه شنطته التي تحمل ما يشتريه ليتكلم أثناء عمله.تمر الساعات روتينية بحته .اليوم كأمس واللمس كالغد. الشهر الماضي هو الشهر الآتي .كلمات مكررة .وجوه مكررة .احداث مكررة .حتى الأمراض مكررة .هل بعد هذا يكون في حياه. فإذا انتهى العمل استقل عربة العمل وعاد من نفس الطريق .نفس الخطوات .نفس الهواء المحمل بالأتربة التي تعشق صدره لتسكن في رئتيه وتتعلق بفتحات أنفه وكأنها في برزخ تنتظر دورها لتدخل وتسكن وتحيا وتحب وتنجب ملايين الأمراض .وعندما يصل إلي بيته يلقى التحيه او لا يلقيها كليهما سواء .فلمن يلقيها إذا كان لا احد ينتظره.لا أحد يشتاقه.او يتوق الي وجهه المعفر من الطريق والعمل ومهانه لقمه العيش تحت سياط الرأسمالية والنرجسية والروتينية  ومرضا النفوس والمناصب والكراسي والأوامر .فإذا انسلخ من ملابسه وقهره .عاد إلى حمامه والى عمله والى قهره .في هذا اليوم طرقت رأسه خاطرة أتت بفقدان ذاكرة .او ارتجاج في المخ .ماذا يحدث إن لم اذهب اليوم ،؟ولاول مرة اتخذ قرار اشعره أنه يحيا وأنه ما زال على قيد الحياة .وظل مكانه على فراشه .جاهد نفسه ولم يغادر مكانه الا لدخول الحمام .وإفراغ ما بداخل امعائه.ولم يضع غيرها ولم يغسل وجهه. قرر أن يكون كما هو لا تغير ولا تبديل .وظل كما هو فقط تيشرته على جسده ليس إلا. اغمض عينيه وأخذ يهزي بداخله .كل شعوب الأرض طالبت بالحرية .فلما يكون هو في قيد العبودية والأسر والتنكيل والعذاب .ليرفع شعار الحرية عله يشعر أنه يحيا ويعيش ويتنفس .ظل نهاره على هيئته لم يغير شئ ولم يحرك ساكنا .وعندما بدائت السينفونية عزفها قرر أن يقتل.الصمت والروتين والموت الذي يشعر به .وعلى غير هدى ودون ترتيب .دخل الحمام وإذا بالماء ينهمر فوق جسده فيروس أرضه الظمانه. ليخرج من تحت الماء كائن جديد. لا يمت لسابقه بشئ الا الاسم والشكل فقط أما الروح فكانت كطيف الملائكه. تأخذه إلى مروج الذهب وعناقيد الحياة المدلاه من مسامات روحه  .كانوار من شموس انبعثت لتوها منه انشطر الى انوار وازهار وعصافير وروضة خضراء وسمو في ملكوت الروح.

طعم الخطيئه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن