[ وو هيـري ]

329 20 16
                                    

عندما تحاول أن تكون قاسيا مع الحياة يحدث شيئا يجعلك تتغير كليا، عندما تحاول جعل قلبك بارداً ضد المشاعر يأتي شخص ما ويجعل ذلك القلب لينا فيغزوه ...

___________________________________________________

مـنزل يملأه الضجـة تملؤه الحيويـة و السـعادة ، عائـلة لا تعرف الحـزن تحـاول أن تبقى سعـيدة دوماً فلا يكترثون للآخريـن أو يعيرونهم أيّ اهتمام، عائلة صغيرة يحب أفرادها بعضهم البعض، لكن ذلك اليوم الذي حدثت فـيه الفاجعة التي أودت بمستقبل فتاة إلى الأعماق السحيقة، وأوصلت تلك العائلة إلى أعلى أنواع التعاسـة و الحـزن، ذلك اليـوم دمر مسـتقبل فتاة شابة عازفة صغيرة كانت ترغب بأن يسمعها جميع العالم تعزف كان لقبها بيتهوفن لكن الأمر لم يكن بيديـها لأن هنـاك ما قـيد معصميها، كبلها، حجزها، منعها من تحقيـق ما ترغب به، و ما زالت تلك الفتـاة إلى الآن تحاول تخطـي صدمتها رغبة النسـيان والتطلع لحياة أفضـل، ولكن هذا العالم قاسٍ عليها جداً

تلك الفـتاة تملك جمــالاً صاخـباً وهادئـاً،

جمـال لطيف ومثير

قلـب نقي و ابتسـامة ساحرة وبشرة ثلجـية، عينان بندقيتـان شوهها الحـزن المتكدس في مقلتـيها
هذا العالم استغل روعـة و طهارة هذه الفتاة بأبشـع الطرق مما جعلها وعائلتها غارقـين في بحر من التعاسة، بحر أسود اللون تخرج منه الأسمـاك بهيئة قروش كأعيـن تترقب ذلك الجسـد الصغـير تلك الصغيرة كانت عنوان السعادة في المنزل و المدرسة و لجميع من يعرفها إلى أن انكسرت تلك الابتسامة و اختفت السعادة في يوم ما.

آسف سيدتـي إن ابنتك تأبى العلاج والنسيان حتى إنها لا تتجـاوب معنا، لقد فعلنا ما بوسعـنا، ولكن هـيري رافضة لذلك أسف لأنه كان عليها أن تعيش بتعاسة، آسف لأن مستقبلها تدمر بسبب طمع الآخرين آسـف لأن هذه الطفلة البريئة اضطرت لأن تعيش هذه الحياة بألم ... ما زالت صغيرة ولم تشعر بطعم السعـادة بعد، أتمنى أن تتعـافى بأسـرع وقت "

انحنى ذلك الطبيب تسـعون درجة معبراً عن أسفه لأنه لم يستطع مساعدة الطفـلة، لأنه لم يستطع أن يمنح والدتها ذرة أمل بتعافي ابنـتها كان ذلك هو الطبيب الرابع خلال أربعة أشهر فكل طبيب كان يقول ذات الشـيء بعدم إمكانية علاجها ما لم تتجاوب معه .

قطع ذلك الطبيب حبـال الأمل الذي كانت والدتها متشبثة بها لعلاج صغيرتها، خرجـت والدتها من عيادة الطبيب مستـاءة ترغب بالموت عوضاً من أن ترى ابنتها بهذه الحالة الميؤوس منها، خلال تلك الأشـهر الأربعة كانت تحلم أن تراها عـادت لقوتها والسعادة تكتنفها وتعود الابتسامة لشفتيها، وجدت ابنتها تنتظر على أحد الكراسـي في قاعة الانتظار محنية برأسها، وشعرها الذي يحوي على انحناءات خفيفة مسـدول على كتفيها، وهناك جزء منه تداعبه نسمات الهواء المتسربة من نافذة العيادة المفـتوحة لتتوجه الأم لناحيتها بخطوات مـتثاقلة و ترسم ابتسـامة مزيـفة تقنع بمحتـواها

أنـدروفــوبــيــا Ooh Sehunحيث تعيش القصص. اكتشف الآن